حمل التطبيق

      اخر الاخبار  انتهاء الاجتماع بين المفتي دريان والوفد المرافق مع الرئيس السوري أحمد الشرع والذي دام حوالي الساعة   /   روسيا: الدفاعات الجوية تسقط 4 مسيرات كانت متجهة إلى موسكو   /   ‏قائد شرطة ولاية تكساس: ارتفاع عدد قتلى الفيضانات إلى 27 شخصا واستمرار جهود البحث   /   حركة المرور كثيفة على اوتوستراد ‎المدينة الرياضية ‎الكولا - نفق ‎سليم سلام   /   حركة المرور كثيفة من ‎كازينو لبنان حتى مفرق ‎الزوق   /   مصادر للتلفزيون العربي: الرد اللبناني على المطالب الأميركية يحتاج لمزيد من المشاورات خلال 24 ساعة لتسليم الرد   /   أمين عام الناتو لـ"نيويورك تايمز": الولايات المتحدة ملتزمة تماماً بالحلف وبالمادة الخامسة من ميثاقه   /   جريح نتيجة حادث صدم على اشارة عزمي طرابلس   /   24 قتيلا في فيضانات في ولاية ‎تكساس الأميركية   /   المتحدث باسم بلدية غزة: الاحتلال يمنع طواقمنا من الوصول إلى شرق المدينة لصيانة بعض آبار المياه   /   عائلات الأسرى الإسرائيليين: نطالب بصفقة شاملة تعيد المخطوفين دفعة واحدة من غزة   /   الجديد: كلمة المفتي دريان في قصر الشعب في دمشق بعد لقاء الشرع ستشدّد على تطبيق اتفاق الطائف الذي رعته السعودية   /   بيان من بلدة الخرايب: "الفيديو المتداول الذي يزعم فيه أنّ شبان سوريين تنكروا بزي نساء وكانوا ينوون تنفيذ عمل تفجيري لا يمت لبلدتنا بأي صلة.. والوضع هادئ وطبيعي"   /   حماس: ندعو الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة إلى التحرك الفاعل لوقف جرائم حرب الاحتلال بحق المدنيين بغزة   /   محلقة معادية تطلق رشقات رشاشة باتجاه مركبة تابعة لأحد رعاة الماشية في بلدة شبعا   /   الأمين العام للنيتو لنيويورك تايمز: روسيا تعمل مع كوريا الشمالية والصين وإيران في الحرب العدوانية على أوكرانيا   /   الحكومة البريطانية: وزير الخارجية لامي زار ‎دمشق لتأكيد دعم بريطانيا للحكومة السورية في تنفيذ التزاماتها   /   الحكومة البريطانية تعلن عن حزمة مساعدات إضافية لسوريا بقيمة 94.5 مليون جنيه إسترليني   /   الحكومة البريطانية تعيد العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد انقطاع دام لـ14 عاما   /   أردوغان يعرب عن ثقته بالعودة التدريجية لتركيا إلى البرنامج الأميركي لمقاتلات "إف-35"   /   الرئيس المصري يدعو إلى خروج جميع القوات الأجنبية من ‎ليبيا وذلك خلال استقباله رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح   /   64 شهيداً في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم   /   ‏بدء اللقاء بين المفتي عبد اللطيف دريان والوفد المرافق له مع الرئيس السوري احمد الشرع في هذه الاثناء   /   أمين دار الفتوى الشيخ أمين الكردي لـmtv من الجامع الأموي في دمشق: زيارة المفتي دريان الى دمشق تاريخية وتجسّد معنى الوصال الحقيقي بين لبنان وسوريا بالشكل الرسمي ووفق الأصول بين الدول   /   وصول مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي المناطق في لبنان إلى قصر الشعب للقاء الرئيس السوري احمد الشرع   /   

هكذا تُجنّد الصين المُسيّرات وتقنيات التعرّف على الوجوه وتُعطّل الهواتف لمكافحة الغشّ في امتحاناتها الرسمية

تلقى أبرز الأخبار عبر :


 

د. علي دربج - خاص الأفضل نيوز 

 

بالإذن من الطلّاب اللبنانيين وأهاليهم، ونحن على بُعد أيّامٍ معدودةٍ من موعد انطلاق الامتحانات الرسمية. نعم صدّقوا أنّ الإجراءات والتدابير المُعتمدة منذ عقود، أو تلك التي ستُطبّق حاليًا من قبل وزارة التربية الوطنية، وتحديدًا آليّات المراقبة ومكافحة الغِشّ، لا تتميّز فقط في الغالب بالتّساهل أو التسامح، بل هي في الواقع أقرب إلى دَلَع "الأطفال"، مقارنةً بامتحان "غاوكاو" الصيني والذي يُعدُّ من أصعب الامتحانات الرسمية وأكثرها مراقبةً وتشدّدًا في العالم، فضلًا عن كونه يُعدُّ جسر عبورٍ للتلاميذ إلى الجامعات في حال تمكّنوا من اجتيازه بنجاح.
وما هو امتحان ال"غاوكاو" الصيني؟

 

في الحقيقة، يُعتبَر "غاوكاو" ("الاختبار العالي") امتحانًا سنويًّا وطنيًّا للالتحاق بالجامعات، حيث يستمرّ لمدّة 9 ساعات على مدار يومين، يبدأ في أوائل حزيران من كلّ عام.

 

يُغَطّي الامتحان العديد من المواضيع، وتُحدَّد نتيجته مسارَه الأكاديمي، ولهذا يجب على الطالب أن يكون مُلِمًّا بالمعلومات وسريعًا بما يكفي لإتمامه، خصوصًا أنّه لا توجد إعادة. 

 

لذا، يُعدّ هذا الامتحان أكثر من مجرّد امتحان قبول جامعي، بل هو بمثابة بوّابةٍ للارتقاء الاجتماعي.

 

يتضمّن هذا الامتحان مواد كالكيمياء والفيزياء والرياضيات واللغة الإنجليزية، بحيث يُفرَض على المرشّحين كتابة مقالاتٍ باللغتين الصينية والإنجليزية، إضافة الى أسئلة لملء الفراغات، وأخرى اختيارية.

 

زِد على ذلك، يؤكّد الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، بأنّ الامتحان يُمثّل أداةً لتحقيق المساواة الاجتماعية في بلدٍ يبلغ عدد سكانه نحو 1.4 مليار نسمة. غير أنّ القصة هنا لا تتعلّق بنوعيّة الامتحان، بقدر ما تتّصل بمحاربة طُرُق وأساليب الغِشّ والتزوير والتحايل التي قد يلجأ إليها الطلّاب الصينيّون للنفاذ في هذا الامتحان، وإليكم تفاصيلها المُثيرة.

 

إجراءات مكافحة الغِشّ الصينية
بعد توافُد أكثر من 13 مليون طالب ــ مطلع حزيران الحالي ــ إلى قاعات الامتحانات في مختلف أنحاء الصين لأداء امتحان "غاوكاو" الشاقّ وعالي المخاطر، وجد هؤلاء أنفسهم أمام إجراءات صارمة وغير مسبوقة لمكافحة الغشّ وضمان المراقبة الفورية.

فمن أجل تأمين سير العملية التربوية بشفافية تامة، عمدت السلطات والوزارات المعنيّة إلى تنفيذ سلسلة ترتيبات دقيقة، واتّخذت خطوات غير مألوفة قد لا تخطر على بال أحد، ويمكن تلخيصها على النحو الآتي:

1 ــ استخدام تقنيات التعرّف على الوجه.

2 ــ استعمال أجهزة الكشف عن المعادن.

3 ــ الاستعانة بطائراتٍ بدون طيّار.

4 ــ تشغيل أجهزة حجب إشارات الهواتف المحمولة.

لكن مهلًا، فالأمر لم ينتهِ عند هذا الحدّ، فالمركبات التي تنقل أوراق الامتحان - المُصنّفة على أنّها أسرار دولة - مُزوَّدة بكاميرات مراقبة. والأهم، أنّ نُسخ الامتحان تُحفَظ في غرفٍ مُحصّنةٍ بالفولاذ، ولا يمكن فتحها إلّا من قبل ثلاثة أشخاص، كلٌّ منهم يحمل مفتاحه الخاص. إشارة إلى أنّ الصين جرّمت الغِشّ في الامتحانات عام 2015، حيث يُعاقَب عليه بالسجن في بعض الحالات.

وهل يمكن الغِشّ باللجوء إلى الذكاء الاصطناعي في الصين؟

في الواقع، ومع تغيُّر المشهد التعليمي بفعل التكنولوجيا، ظهرت أساليب جديدة للغِشّ.

فهذا العام، دخلت شركات الذكاء الاصطناعي على الخطّ، مضيفةً طبقةً جديدةً إلى حلقة الجدران والخنادق المُحكَمة المُحيطة بامتحان "غاوكاو".

ولهذه الغاية، بينما كان الطلاب يُؤدّون امتحاناتهم المصيرية خلف المقاعد، قامت بعض شركات الذكاء الاصطناعي الصينية الكبرى، بتجميد بعض الوظائف خلال ساعات الامتحان، أمّا الهدف فكان قطع الطريق على أيّة محاولة غِشّ.

إحدى هذه الشركات وتُدعى "تينسنت" العملاقة للتكنولوجيا ومقرّها شينزن، أوضحت بشكل صريح بأنّ هذا الإجراء يهدف إلى الحفاظ على نزاهة الامتحان، وهو ما يُفسّر سبب تعذّر الوصول إلى بعض الميزات في تلك الفترة.

الأكثر إثارة، أنّه وردًّا على محاولات الطلاب تحميل صورٍ للمسابقات أثناء الامتحان، كتب روبوت الدردشة "يوانباو" من "شركة تينسنت للذكاء الاصطناعي" الآتي:
"عزيزي المستخدم، لضمان نزاهة امتحان القبول الجامعي (gaokao)، هذه الميزة غير متاحة خلال ساعات الامتحان. 

تتمنّى تينسنت يوانباو للمشاركين في الامتحان كلّ التوفيق والنجاح".

وأردف قائلًا: [غير متاح: من 8:00 صباحًا إلى 12:30 ظهرًا، ومن 2:30 ظهرًا إلى 6:15 مساءً يوم 9 يونيو، ومن 8:00 صباحًا إلى 12:30 ظهرًا، ومن 3:00 ظهرًا إلى 5:00 مساءً يوم 10 يونيو].
وبالمثل، لم يسمح نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني DeepSeek للمستخدمين برفع صور أوراق الامتحانات في الفترة نفسها. وعليه، وعندما سُئل روبوت الدردشة عمّا إذا كان تعطيل خاصيّة التعرّف على الصور مرتبطًا بامتحان "غاوكاو"، أجاب:
"نعم. يمكن لـ DeepSeek Chat تعليق خاصيّة التعرّف على الصور مؤقّتًا خلال الغاوكاو وغيرها من الامتحانات الهامّة، وذلك لمنع استخدام التكنولوجيا في الغِشّ".

وأضاف أنّ "وزارة التعليم الصينية والجهات المعنيّة الأخرى تُصدِر عادةً تعليمات بتقييد وظائف البحث عن الأجوبة عبر الصور في الامتحانات الهامّة". ولفت إلى أنّ الوظائف المعنيّة تعود عادةً إلى وضعها الطبيعي بعد انتهاء امتحان الغاوكاو، وطلب من المستخدمين المحاولة مجدّدًا في وقت لاحق.

وفي السياق ذاته، صحيحٌ أنّ أداة الذكاء الاصطناعي Kimi سمحت بخاصيّة التعرّف على الصور يوم الامتحان، لكن عملية التحميل كانت تفشل دائمًا، عندما يكتشف النظام أنّ الصورة تحتوي على امتحانٍ أو ورقة اختبار.

أمّا تطبيق الذكاء الاصطناعي Doubao، المملوك لشركة ByteDance (الشركة الأم لتطبيق تيك توك)، فقد علّق إمكانية رفع صور أو لقطات الشاشة لأسئلة الامتحانات، بينما كانت الصور الأخرى يُجرى تحميلها بشكلٍ طبيعي.

الذكاء الاصطناعي والمساهمة في منع الغِشّ

في الحقيقة، استعانت بعض المدارس الصينية هذا العام، بالذكاء الاصطناعي، للتصدّي لفنون الغِشّ المُحتملة لدى التلاميذ. وبناءً على ذلك، استخدمت تلك المؤسّسات التربوية أنظمة دورياتٍ ومراقبة ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي، للكشف عن السلوكيات المشبوهة داخل قاعة الامتحان، مثل: الهَمْس، والتلصُّص، وتمرير الأشياء، والإجابة المبكّرة، أو استعمال الأدوات المحظورة، وفقًا لوسائل الإعلام الحكومية الصينية، لا سيّما صحيفة "غلوبال تايمز" التي أشارت إلى أنّه يُمكن لهذه الأنظمة رَصْد هذه السلوكيات أثناء الامتحان، بالإضافة إلى إجراء "بحثٍ ذكيٍّ بعد الامتحان".

حالات الغِشّ المُكتشفة سابقًا في الصين

أثارت حالات الغِشّ المُكتشفة في الامتحانات جدلًا واسع النطاق في الماضي. وتعقيبًا على ذلك، ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" أنّ إحدى الحالات البارزة شملت 120 طالبًا جامعيًّا اتُّهِموا باستخدام أغطية بصمات أصابع مزيفة لدخول قاعات الامتحانات نيابةً عن طلابٍ ثانويين ميسورين ماديًّا، كانوا قد دفعوا مبالغ مالية كبيرة لزملاء لهم للقيام بهذه المهمّة، في مقاطعة خنان Hénán عام 2014.

أكثر من ذلك، أعلنت الحكومة الصينية في عام 2018،  أنّ أجهزة إنفاذ القانون اعتقلت أكثر من "50 مُشتبهًا إجراميًّا من 12 عصابة إجرامية"، وصادرت أكثر من 100,000 جهاز لاسلكي مُصمَّم لتسهيل الغِشّ في امتحان الغاوكاو. ما يبعث على الصدمة، أنّ الأموال المتداولة ضمن شبكة الغِشّ هذه، كانت تُقدّر بعشرات الملايين من الدولارات.

وفي حين حُكِم عام 2016 على ستّة معلمين بالسّجن بتُهمة "الحصول غير القانوني على أسرار الدولة"، بعد إدانتهم بمساعدة طلابهم على الغِشّ في امتحان الغاوكاو، كانت أكثر الأمور طرافةً، ما كشفته شبكة CGTN الحكومية التي بثّت فيديو يُظهر مجموعةً من الأهالي يُساعدون طالبًا في خلع سَحّابات بنطاله — وهي قطعة معدنية رصدها كاشف الأمان، وكادت أن تمنعه من دخول الامتحان. وبعد أن نجح في إزالة هذه القطع المعدنية، هرع إلى مبنى المدرسة في اللحظة المناسبة.

في المُحصّلة:
عندما نُقارن كيف وصلَت الصين إلى هذا التقدم، ولماذا انحدر لبنان إلى هذا المستوى من التدهور الذي نحن عليه الآن، تكون الإجابة هي: اهتمام السلطات التربوية الحكومية الصينية بطلابها، والحرص على رفع مستوى تعليمهم وجودته، عبر عدم التهاون مع أي محاولة تزوير أو غش أو خداع، فيما تركز دولتنا المصونة، وتصرف جلّ اهتمامها على المدارس الخاصة، وتمعن في تدمير نظيرتها الرسمية. إنه الفرق بين الدولة الحريصة، والأخرى المستهترة والمهترئة.