Ù…ØÙ…د قواص-المصدر: النهار العربي
سلّطت أزمة أوكرانيا المجهر على طبيعة العلاقة المستجدة بين روسيا والمنظومة الغربية. ÙƒØ´ÙØª تلك الأزمة انتهاء التساهل الروسي الذي أعقب انهيار Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي مع "الأمر الواقع"ØŒ وسعي الرئيس Ùلاديمير بوتين الى رسم خطوط ØÙ…ر ØØªÙ‰ لو كان بالنار أو Ø§Ù„ØªÙ„ÙˆÙŠØ Ø¨Ù‡Ø§. لكن ÙÙŠ المقابل ÙƒØ´ÙØª الأزمة عن طبيعة هذا "الغرب" ومستويات ÙˆØØ¯ØªÙ‡.
ÙÙŠ الأيام الأولى للأزمة بدا العالم الغربي مشتتاً يتعاطى مع "الخصم" على Ù†ØÙˆ ثنائي، Ùيقوم الموق٠من موسكو تبعاً Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø ÙƒÙ„ دولة ÙˆØØ³Ø§Ø¨Ø§ØªÙ‡Ø§ الخارجية أو الداخلية. ØØªÙ‰ أن المواق٠داخل الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ جاءت Ù…ØªÙØ§ÙˆØªØ© ÙÙŠ مستوياتها وأعطت إشارات خاطئة (وربما مقصودة) لروسيا، لكنها أعطت أيضاً إشارات ملتبسة للØÙ„ÙØ§Ø¡ الغربيين، لا سيما داخل ØÙ„Ù "الناتو".
ØªÙ†Ø§ÙØ³Øª عواصم كبرى، ومنها واشنطن ولندن، على التأكيد أنها لن تتدخل مباشرة وعبر قواتها وقواها العسكرية إذا ما قامت موسكو بغزو أوكرانيا. لم ÙŠÙهم المراقب رسالة ردع، لا بل أن الأمر، الذي ØÙŠÙ‘ر ØØªÙ‰ الخبراء الروس، يمكن أن يشجع بوتين وجنرالاته على الإقدام على المغامرة الأوكرانية.
لم يكن الغزو ÙÙŠ عر٠المنظومة الغربية Ø§ØØªÙ…الاً Ù…ØØ±Ù‘ماً يستدعي قراراً عاجلاً. خرج الرئيس الأميركي جو بايدن يهدد بالعقوبات ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠØ´Ø±ØÙ‡Ø§ ويشرّØÙ‡Ø§ واعداً بأن تكون متناسبة مع ØØ¬Ù… هذا الغزو ÙÙŠ ما إذا كان شاملاً أو جزئياً. ÙˆØÙŠÙ† أنهى بايدن "مواله" كان له الرئيس الأوكراني Ùولوديمير زيلينسكي ناهراً ÙˆÙ…ØµØØØ§Ù‹ أن ليس هناك غزو ØÙ„ال وغزو ØØ±Ø§Ù….
Ø§ØØªØ§Ø¬Øª العواصم الغربية إلى وقت لاستيعاب الأمر وإدراك جسارة Ø§Ù„ØØ¯Ø« وما يشكله من تهديد على الأمن وعلى وجودية معنى هذا الغرب ولزوميته. ÙˆÙيما كان المراقبون ÙŠØªØØ¯Ø«ÙˆÙ† عن تشتت المواق٠الغربية وتصدّع ÙˆØØ¯ØªÙ‡Ø§ØŒ كانت الØÙ‚يقة ÙÙŠ مكان آخر لم تغÙلها عيون موسكو.
ما بين موق٠ألمانيا المرن وموق٠لندن المتشدد ØØ³Ø§Ø¨Ø§Øª ÙÙŠ Ø§Ù„ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ سرعان ما تتموضع ÙÙŠ خندق ÙˆØ§ØØ¯ ÙÙŠ السياق الكبير. وما بين باريس وواشنطن أجندات ØªÙØªØ±Ù‚ ÙÙŠ الأسلوب لكي تلتقي ÙÙŠ الأهداÙ. ÙˆØØªÙ‰ موق٠هنغاريا أو دول البلطيق أو الدول الاسكندناÙية، ÙØ¥Ù†Ù‡Ø§ إذ تكتش٠خصوصياتها التاريخية والجغراÙية ÙØ¥Ù†Ù‡Ø§ ØªÙØ¸Ù‡Ø± مزيداً من القرب مما هو غربي Ù…ØªØØµÙ‘نة به اتقاء لشرور تبثها روسيا الشرهة وزعيمها الطموØ.
عشية أي غزو، ÙŠØÙ‚Ù‘ للغرب المتعدد بطبيعته أن تتعدد مواقÙÙ‡ على Ù†ØÙˆ قد يوØÙŠ Ø¨Ø§Ù„ØªÙ†Ø§Ù‚Ø¶ والتخبط. بيد أن هذه الرشاقة التي تشبه الÙوضى تقوم على ثابت ÙˆØ§ØØ¯ قوامه Ø§Ù„Ø±ÙØ¶ القاطع للغزو، وبالتالي جواز الاجتهاد لإنزال بوتين عن الشجرة العالية التي تسلقها. وكان جلياً تأمل تطور الخط البياني ÙÙŠ المواق٠الذي ÙŠØÙŠÙ„ التعدد ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ كلما زادت Ø§ØØªÙ…الات الغزو ÙˆØ§Ø±ØªÙØ¹ غبار الاستعدادات على Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ الأوكرانية مع روسيا وبيلاروسيا.
يغري Ø§Ù„ØØ¯Ø« الرئيس Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ Ø¥ÙŠÙ…Ø§Ù†ÙˆÙŠÙ„ ماكرون بلعب دور Ù„Ø§ÙØª يروّج Ùيه لمكانته الجديدة ÙÙŠ أوروبا بعد رØÙŠÙ„ المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. ÙˆØ§Ù„ØØ¯Ø« بالنسبة الى رجل الإليزيه مناسبة لن تتكرر ÙŠÙØ¯Ø±Ø¬Ù‡Ø§ داخل ØÙ…لته الرئاسية التي لم تعلن رسمياً. بوريس جونسون ÙÙŠ بريطانيا ÙŠØØªØ§Ø¬ إلى جلبة كبرى ØªÙØ³ÙƒØª جلبة الØÙلات التي أقامها ÙˆØÙƒÙˆÙ…ته ÙÙŠ وقت كانت البلاد ÙÙŠ ØØ§Ù„Ø© Ø§Ù„ØØ¬Ø± الكامل. ثم أن عقيدة الأمن التي نشرتها ØÙƒÙˆÙ…ته قبل عام جعلت من روسيا "العدو" على Ù†ØÙˆ يبتعد من عقيدة بايدن ÙÙŠ Ù…Ù†Ø Ø°Ù„Ùƒ النعت للصين.
تكاد كل العواصم الغربية، الأوروبية المعنية جغراÙياً بأي صراع خصوصاً، تدلي بدلو ØÙŠÙˆÙŠ ÙˆÙ…Ø¨Ø§Ø´Ø± داخل Ø§Ù„ØØ¯Ø« الكبير. ØØ¬ÙŠØ¬ وضجيج صوب موسكو وكيي٠للمشاركة ÙÙŠ العرس الكبير. بدا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، Ø§Ù„Ù…ÙØªØ±Ø¶ أن Ù…ØµØ§Ù„Ø Ù…Ø´ØªØ±ÙƒØ© تجمعه مع بوتين منها الشكوى من واشنطن وبايدن، قد بات من صقور "الناتو" وعتاته. ÙŠÙ†ØØ§Ø² الرجل إلى أوكرانيا Ù…ÙˆÙ‚ÙØ§Ù‹ ÙˆØªØ³Ù„ÙŠØØ§Ù‹ (مسيرات "بيرقدار" Ø§Ù„ÙØªØ§ÙƒØ© خصوصاً) ÙˆØ±ÙØ¶Ø§Ù‹ لضمّ روسيا القرم وللأمر الواقع الذي ÙØ±Ø¶ØªÙ‡ موسكو ÙÙŠ شرق البلاد.
انقلب الموق٠الغربي. دخلت صواريخ "ستينغر"ØŒ التي سببت كوابيس للقوات السوÙياتية ÙÙŠ Ø£ÙØºØ§Ù†Ø³ØªØ§Ù†ØŒ إلى أوكرانيا، وتدÙقت الصواريخ الصائدة للدبابات من كل ØØ¯Ø¨ وصوب. أقامت واشنطن جسراً جوياً عسكرياً كثي٠الإيقاع Ù†ØÙˆ ÙƒÙŠÙŠÙØŒ وأعادت الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© Ø§Ù„Ø¯ÙØ¹ بقواتها باتجاه أوروبا. بدا لبوتين أن التوتر الذي اختلقه Ù„Ø¯ÙØ¹ "الناتو" عن ØØ¯Ø§Ø¦Ù‚Ù‡ السوÙياتية القديمة انقلب وبات سبباً ÙˆØØ§Ùزاً لعودة "الناتو" الى التموضع ØªØØª Ù†ÙˆØ§ÙØ°Ù‡.
ØÙŠÙ† قصد الزعيم الروسي نظيره الصيني شي جين بينغ يسأله الدعم ÙÙŠ بكين، أكرمه الأخير بالعقود وببيان يعتر٠له بØÙ‚Ù‡ ÙÙŠ إبعاد "الناتو" عن ØØ¯ÙˆØ¯ بلاده على منوال ما يطالب به لإبعاد الغرب عن تخوم الصين ÙˆØØ¯Ø§Ø¦Ù‚ها. أعادت موسكو التشديد على سيادة الصين على تايوان العزيزة على قلب الزعيم الصيني ÙˆØØ²Ø¨Ù‡ Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ØŒ ومع ذلك لم يتغير موق٠بكين وما زالت، ØØªÙ‰ ÙÙŠ هذا الضيق، لا تعتر٠بضم روسيا للقرم ولا تعتر٠بالأمر الواقع ÙÙŠ إقليمي لوغانسك ودونيتسك ولا تشجع على أي غزو يهدد أوكرانيا.
يراقب بوتين المشهد الكبير. يستنتج ضع٠أوراقه Ùلا يبقى له إلا الخيار العسكري ØØªÙ‰ لو بقي ضجيجاً شديد الصخب من دون أي صدى. ولأن الصراع الدولي لا يقوم دائماً على ØØ³Ø§Ø¨Ø§Øª العقل، بل على أمزجة صناع القرار، ÙØ¥Ù† الانتقال من ØØ§ÙØ© الهاوية إلى الهاوية إلى Ø§Ù„ØªÙ„Ù…ÙŠØ Ø¨Ø§Ù„ØªØ±Ø§Ø¬Ø¹ عن خيار الغزو رهن طباع ساكن الكرملين ÙˆØØ¯Ù‡... ÙˆØØ¯Ù‡Ø§ بكين لسان ØØ§Ù„ها يقول ما قاله هارون الرشيد يوماً مخاطباً Ø³ØØ§Ø¨Ø© ÙÙŠ سماء بغداد: "أمطري ØÙŠØ« شئت ÙØ®Ø±Ø§Ø¬Ùƒ لي".