Ù…Ø¯ØØª Ù†Ø§ÙØ¹
ترتبط المياه ÙÙŠ العقيدة الصهيونية بأرض الميعاد، التي لا يمكن استيطانها وخلق هوية ÙˆØ«Ù‚Ø§ÙØ© جديدتين Ùيها إلاّ بالزراعة والاستقرار.
الماء العذب هو مصدر الØÙŠØ§Ø© وأساس قيام أيّ تنمية ØØ¶Ø§Ø±ÙŠØ© ونظام بيئي صØÙŠ ÙˆØ§Ø³ØªÙ…Ø±Ø§Ø± للØÙŠØ§Ø© ÙÙŠ الأرض بوجه عام. تتعرّض موارد المياه لمخاطر متعدّدة، أبرزها الطلب المتزايد، التصنيع، والهدر، ÙØ¶Ù„اً عن التبعات المنطقية Ù„Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ درجة ØØ±Ø§Ø±Ø© الأرض.
ÙˆÙقاً للأمم Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©ØŒ ÙØ¥Ù† الطلب على المياه العذبة ينمو بمعدل 1% سنوياً منذ ثمانينيات القرن الماضي، الأمر الذي تسبّب بزيادة مستمرة ÙÙŠ عدد الأقاليم المعرّضة للضغط والÙقر المائيين. ÙÙŠ الوقت الراهن، يعيش Ù†ØÙˆ مليارَي إنسان ÙÙŠ مناطق تعاني ضغطاً مائياً كبيراً، بينما يعيش Ù†ØÙˆ 4 مليارات إنسان ÙÙŠ أقاليم تعاني ندرة مائية ØØ§Ø¯Ø© خلال ما لا يقل عن ثلاثين يوماً ÙÙŠ السنة (ÙˆÙقاً لتقرير صادر عن الأمم Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© للمياه، عام 2019).
بسبب كل تلك الاعتبارات، ارتبطت قضية المياه دائماً بمÙهوم الأمن المائي، وخصوصاً ÙÙŠ أقاليم الندرة المائية، والتي لا تخلو من صدامات سياسية، بØÙŠØ« Ø§Ø³ØªÙØ®Ø¯Ù…ت ورقة الأمن المائي دائماً أداةً لبسط النÙوذ والسيطرة السياسية من جانب الأنظمة Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø©. ولمّا كانت Ø£ØÙˆØ§Ø¶ الأنهار الدولية مصدراً للØÙŠØ§Ø© لنØÙˆ 40% من سكان الكرة الأرضية، ÙØ¥Ù† مسألة الأمن المائي باتت مصدراً مهماً للتأثير ÙÙŠ القرارين السياسي والاقتصادي لنØÙˆ Ù†ØµÙ Ù…Ø³Ø§ØØ© الكوكب، ÙˆÙØ§Ø¹Ù„اً رئيساً ÙÙŠ العلاقات الدولية، بل Ù…ØØ±ÙƒØ§Ù‹ Ù…ØØªÙ…لاً لكثير من الصراعات المستقبلية بين الدول التي تتعارض مصالØÙ‡Ø§ المائية الكامنة ÙÙŠ استغلال تلك الأØÙˆØ§Ø¶ وتخصيصها.
ÙÙŠ الشرق الأوسط، كانت تنمية الأنظمة المائية العامل الأهم تاريخياً ÙÙŠ تØÙ‚يق التنمية وتطور Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© البشرية. قامت Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© المصرية، الممتدّة والمؤثّرة ÙÙŠ Ù…ØÙŠØ·Ù‡Ø§ الإقليمي، على Ø¶ÙØ§Ù النيل، وقامت Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© العراقية على Ø¶ÙØ§Ù دجلة ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ø§Øª.
ويظل إقليم شرقي وجنوبي شرقي المتوسط ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ من أكثر الأقاليم تعرّضاً للندرة المائية، وتوتر العلاقات المØÙ„ية والإقليمية بسبب تداعيات تلك الندرة. ÙÙŠ عموم الأراضي الÙلسطينية، اعتمد المزارعون الÙلسطينيون على تساقط الأمطار غير المستقر وغير الآمن، ÙÙŠ الوقت الذي يتمتع المزارع الإسرائيلي بنظم الريّ المنتظم Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« والمدعّم من السلطات.
من هنا، يبقى ØÙˆØ¶ نهر الأردن مصدراً مهماً للصراع المائي الÙلسطيني – الإسرائيلي، والذي تتعدد مظاهره وخلÙياته التاريخية. المناخ والطبيعة الجغراÙية، ÙØ¶Ù„اً عن الوضع السياسي ÙÙŠ المنطقة، جعلت نهر الأردن Ù…Ø³Ø±ØØ§Ù‹ لقضايا التوتّر والأمن المائيَّين ÙÙŠ منطقة الشرق الأوسط.
مصادر الماء الطبيعية ÙÙŠ هذا الإقليم تتمثّل بالمجرى الرئيس لنهر الأردن ÙˆÙØ±ÙˆØ¹Ù‡ (Ø§Ù„ØØ§ØµØ¨Ø§Ù†ÙŠ ÙˆØ¨Ø§Ù†ÙŠØ§Ø³ ÙÙŠ Ù…Ø±ØªÙØ¹Ø§Øª الجولان – دان ÙÙŠ "إسرائيل" – اليرموك ÙÙŠ الأردن)ØŒ وكذلك Ø¨ØØ± الجليل وعدد من آبار المياه الجوÙية. تلك الآبار تكمن أساساً ÙÙŠ خزانات جبلية أسÙÙ„ Ø§Ù„Ø¶ÙØ© الغربية، وخزانات ساØÙ„ية ØªØØª قطاع غزة وعلى امتداد الساØÙ„ الÙلسطيني، Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى عدد من الخزانات الصغيرة والأقل أهمية ÙÙŠ مناطق أخرى. ومنذ ØØ±Ø¨ عام 1967 ÙˆØ§ØØªÙ„ال "إسرائيل" Ù„Ù„Ø¶ÙØ© الغربية وقطاع غزة ÙˆÙ…Ø±ØªÙØ¹Ø§Øª الجولان، Ø£ØµØ¨ØØª النسبة العظمى من مصادر المياه الطبيعية ÙÙŠ ØÙˆØ¶ نهر الأردن ØªØØª سيطرة "إسرائيل"ØŒ على Ù†ØÙˆ قدّرته بعض الدراسات بـ 80% تقريباً من تلك المصادر!
وبينما يتمثّل Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© ÙÙŠ ØÙˆØ¶ نهر الأردن ÙÙŠ كل من المملكة الأردنية الهاشمية وسوريا ÙˆÙلسطين Ùˆ"إسرائيل" ÙØ¶Ù„اً عن لبنان (بصورة غير Ù…Ø¨Ø§Ø´ÙØ±Ø©)ØŒ ÙØ¥Ù† الصراع المائي بين الأردن Ùˆ"إسرائيل" تمّ تنظيمه، إلى ØØ¯Ù‘ ما، ÙˆÙقاً Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚ية السلام الموقَّعة بين البلدين عام 1994.
الأمر Ù†ÙØ³Ù‡ لا يمكن قوله Ùيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي - الÙلسطيني بشأن توزيع المياه ÙˆØØµØµÙ‡Ø§ ÙÙŠ ØÙˆØ¶ نهر الأردن وآبار المياه الجوÙية المشتركة، وبشأن تلوّث المياه ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¶ÙØ© الغربية Ùˆ"إسرائيل"ØŒ وبشأن مشاريع البنية الأساسية للمياه ÙÙŠ الأراضي الÙلسطينية Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„ة، ÙˆØªØØ¯ÙŠØ¯Ø§Ù‹ بشأن من يمتلك الØÙ‚ ÙÙŠ إنشاء تلك البنية وصيانتها.
النمط Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ لتوزيع المياه بين الطرÙين الإسرائيلي والÙلسطيني يعكس توزيعاً غير متماثل للسيطرة، ثم للاستخدام. ÙØ¨ÙŠÙ†Ù…ا يقلّ نصيب المواطن الÙلسطيني عن 100 لتر من المياه يومياً للاستخدام المنزلي، يزيد نصيب "المواطن الإسرائيلي"ØŒ بمن ÙÙŠ ذلك المستوطنون، على ثلاثة أمثال هذا القَدْر. تجدر الإشارة هنا إلى أن Ù†ØÙˆ 20% من الÙلسطينيّين غير موصّلة بيوتهم بشبكات للمياه Ø§Ù„ØµØ§Ù„ØØ© للشرب، الأمر الذي يجعلهم أكثر اعتماداً على خزانات المياه الأغلى ثمناً، والتي تجعلهم يتØÙ…ّلون ÙˆØ§ØØ¯Ø© من أكبر Ùواتير المياه ÙÙŠ المنطقة.
وإذا كانت قضية المياه تم تضمينها ÙÙŠ معاهدة السلام، السابقة الإشارة إليها، بين الأردن Ùˆ"إسرائيل"ØŒ Ùيما يتعلق Ø¨ØØµØµ المياه من نهري الأردن واليرموك وتوزيعها، ÙØ¥Ù† تلك المعاهدة تخلو من أيّ إشارة إلى الÙلسطينيين ÙˆØÙ‚وقهم المائية، بل إن Ù…ØØ§Ø¯Ø«Ø§Øª السلام المتعددة، ومنها Ù…ØØ§Ø¯Ø«Ø§Øª أوسلو، على سبيل المثال، نتج منها تشكيل كيانات ولجان ثنائية لتناول المسائل المائية، لم يتمتع Ùيها الأعضاء الÙلسطينيون بالØÙ‚وق ذاتها التي ظلت (عملياً) ØÙƒØ±Ø§Ù‹ على الجانب الإسرائيلي، ومنها ØÙ‚وق الاعتراض على إقامة مشاريع البنية الأساسية المتعلقة بالمياه. وعليه، Ùلا يجب النظر إلى الصراع المائي الÙلسطيني - الإسرائيلي بمعزل عن المنظور الشامل للصراع بين الطرÙين، سياسياً وعسكرياً وتاريخياً.
ثمّ إن سيطرة "إسرائيل" على الجانب الأعظم من مصادر المياه Ø§Ù„ØµØ§Ù„ØØ© للشرب، وركونها إلى مراكز Ø§Ù„ØªÙØ§ÙˆØ¶ المتعددة، التي تمنØÙ‡Ø§ سلطة الاعتراض على مشاريع البنية الأساسية من دون الÙلسطينيين، الأمر الذي ÙŠÙØ¹ÙŽØ¯Ù‘ من أبرز أسباب ندرة المياه ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¶ÙØ© الغربية.. كل ذلك يجعل الصراع المائي قضية وجود بالنسبة إلى الشعب الÙلسطيني. لا يمكن أن ÙŠØØ§Ùظ الشعب الÙلسطيني على مستويات معيشة آدمية، أو ÙŠØÙ‚Ù‚ معدلات نمو اقتصادي معتدلة، ÙÙŠ ظل أزمته المائية الراهنة.
بالنسبة إلى "إسرائيل"ØŒ ÙØ¥Ù† قضية الأمن المائي مرتبطة بأهمية الزراعة والاستيطان، وخلق هوية إسرائيلية يهودية ÙÙŠ الأراضي Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„Ø©. المياه ارتبطت، ÙÙŠ العقيدة الصهيونية، بأرض الميعاد، التي لا يمكن استيطانها وخلق هوية ÙˆØ«Ù‚Ø§ÙØ© جديدتين Ùيها، من جانب شعوب مهاجرة، إلاّ بالزراعة والاستقرار المرتبط بالنشاط الزراعي. التوراة ÙŠØÙƒÙŠ Ø¹Ù† الØÙ„Ù‘ الإلهي لأزمة ندرة المياه، وكي٠ضرب موسى بعصاه لينشق Ø§Ù„ØØ¬Ø± عن عيون الماء، التي جعل الله استقرار الأسباط ØÙˆÙ„ها أمراً ØØªÙ…ياً ناشئاً عن تلك العلاقة السببية بين العمران ÙˆÙˆÙØ±Ø© المياه Ø§Ù„ØµØ§Ù„ØØ© للشرب والزراعة.
من هنا، كانت سيطرة "إسرائيل" على مصادر المياه Ø§Ù„ØµØ§Ù„ØØ© للاستخدام نابعة من رغبتها ÙÙŠ تØÙ‚يق أمنها المائي، المرتكز على ركيزتَي الزراعة والاستقرار، وتØÙ‚يق تلك السيطرة من خلال بسط النÙوذ العسكري على تلك المصادر، لأن أي Ùقدان لتلك السيطرة يهدد الوجود الإسرائيلي، كما ترسمه سياسة "الدولة". وتجسَّدت أبرز Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ù„ØªØ¹Ø§Ù…Ù„ الإسرائيلي مع قضية الأمن المائي ÙÙŠ تصاعد ØØ¯Ø© التوتر مع سوريا خلال ÙØªØ±ØªÙŠ Ø§Ù„Ø®Ù…Ø³ÙŠÙ†ÙŠØ§Øª والستينيات من القرن الماضي.
مصادر المياه الطبيعية ÙÙŠ منطقة ØÙˆØ¶ نهر الأردن Ø´ØÙŠØØ© للغاية، ÙˆÙÙŠ ØØ§Ø¬Ø© دائمة إلى الØÙ…اية والتنمية من أجل Ø§Ù„Ù…ØØ§Ùظة على مستويات المعيشة لسكان تلك المنطقة، الأمر الذي جعل بعض المنظمات والجهات الدولية تنادي بالابتعاد عن Ø§Ù„Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ù…ØÙ„ÙŠ لقضية الأمن المائي، واعتماد Ø·Ø±Ø Ø¬Ø¯ÙŠØ¯ يقوم على تØÙ‚يق الأمن المائي لمختل٠شعوب المنطقة، وعلى سلامة البيئة، ÙÙŠ Ù…Ùهومها الشامل المØÙ‚Ù‚ للاستدامة والبقاء للجميع. منذ تسعينيات القرن الماضي، بدأ تØÙˆÙ‘Ù„ جزئي من الاهتمام بكمية المياه إلى جودة المياه Ø§Ù„Ù…ØªØ§ØØ© للاستخدام، وخصوصاً مع زيادة كمية المياه المعالَجة، والتي تتم تØÙ„يتها بعد تقدّم تكنولوجيا معالجة المياه وتØÙ„يتها.
النظرة الÙلسطينية شديدة التوجس من مخاطر ندرة المياه وعدم ÙƒÙØ§ÙŠØ© Ø§Ù„ØØ¯ الأدنى منها ÙÙŠ تلبية ØØ§Ø¬Ø§Øª السكان، بينما هناك شبه إجماع على أن "إسرائيل" لم تعد تعاني أبداً أيَّ مخاطر تتعلّق بندرة المياه ÙÙŠ الوقت الراهن، أو ÙÙŠ المستقبل المنظور، وخصوصاً بعد تبنّيها سياسات مائية Ù…ØÙƒÙ…ة، ÙˆØ§ØªÙ‘ÙØ¨Ø§Ø¹Ù‡Ø§ أنظمة متطورة ÙÙŠ إدارة الموارد المائية.
يعتر٠الناشطون الإسرائيليون بأن السياسات الإسرائيلية مسؤولة عن أزمة المياه، جنباً إلى جنب مع العوامل الديمغراÙية والبيئية وهشاشة المنطقة إزاء التلوث. النقص Ø§Ù„ØØ§Ø¯ ÙÙŠ إمدادات المياه ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¶ÙØ© الغربية Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„Ø© يوص٠بأنه نتيجة مباشرة لسيطرة "إسرائيل" على موارد المياه، وعدم اعتزام سلطات Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال الإسرائيلي اقتسامَ المياه مع الÙلسطينيين بعدالة، ÙØ¶Ù„اً عن تقييدها إقامة أيّ مشاريع تخص المياه ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¶ÙØ© الغربية. من هنا، تظل الØÙƒÙˆÙ…Ø© الإسرائيلية مسؤولة أيضاً عن تراجع جودة المياه ÙÙŠ هذا الإقليم.
Ù†Ø¬ØØª ØÙƒÙˆÙ…Ø© Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال الإسرائيلي، بالتعاون مع القطاع الخاص، ÙÙŠ تدشين عدد من المبادرات المتعلقة بإدارة المياه على مختل٠الأراضي الواقعة ØªØØª سيطرتها. من هذه المبادرات، ØÙ„ول٠التخزين، نقل المياه عبر Ù…ØØ·Ø§Øª الضخّ والجاذبية الأرضية، ØÙارات المياه، مراقبة جودة المياه والتØÙƒÙ‘Ù… ÙÙŠ ذلك، تجميع مياه الصر٠ومعالجتها. كذلك، ØÙ‚Ù‚ الإسرائيليون Ø·ÙØ±Ø© كبيرة ÙÙŠ مجال تØÙ„ية المياه والتوعية بشأن Ø§Ù„Ù…ØØ§Ùظة على المياه، ÙˆØªØØ¯ÙŠØ« نظم الري، وسياسة تسعير المياه، وإعادة التدوير. وشرعت سلطات Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال الإسرائيلي ÙÙŠ إقامة إطار قانوني وتنظيمي شامل وتطبيقه من أجل إدارة قطاع مائي يتمتع Ø¨Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ø¡Ø©.
السياسة الإسرائيلية المائية تدرك تراجع نصيب Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ من مصادر المياه الطبيعية المتجددة، من 504 أمتار مكعبة عام 1967 إلى 98 متراً مكعباً عام 2015ØŒ وهو العام الذي بلغ Ùيه إجمالي الطلب على المياه ÙÙŠ "إسرائيل" 2.2 مليار متر مكعب، بينما كان المتوسط السنوي للمياه التي تصب ÙÙŠ Ø¨ØØ± الجليل، خلال السنوات العشر السابقة لهذا التاريخ، يقل قليلاً عن 1.2 مليار متر مكعب.
هناك، إذاً، ÙØ¬ÙˆØ© كبيرة بين الطلب والمعروض من مصادر المياه الطبيعية، تصل إلى Ù†ØÙˆ مليار متر مكعب. ÙˆÙ†Ø¬ØØª "إسرائيل" ÙÙŠ سدّ تلك Ø§Ù„ÙØ¬ÙˆØ© بصورة مستقرة ومستدامة عن طريق توÙير المياه، وإعادة الاستخدام، وتØÙ„ية المياه بما يزيد على مليار متر مكعب سنوياً. ونتيجة لذلك، لم تعد "إسرائيل" تعتمد، بصورة ØØµØ±ÙŠØ©ØŒ على المياه الطبيعية المتجددة مصدراً للمياه. لكن، مع تزايد أعداد السكان ÙˆØ§Ø±ØªÙØ§Ø¹ مستويات المعيشة، هناك طلب متزايد على المياه، يقابله تراجع ÙÙŠ المعروض من المياه الطبيعية المتجددة نتيجة لتغير المناخ، الأمر الذي Ù‚ÙØ¯Ù‘ر معه تراجع معدلات تساقط الأمطار بنسبة ØªØªØ±Ø§ÙˆØ Ø¨ÙŠÙ† 10 Ùˆ15%ØŒ كل ثلاثة عقود.
ÙŠÙØªÙˆÙ‚َّع أن يصل ØØ¬Ù… الطلب على المياه عام 2050 إلى Ù†ØÙˆ 3.5 مليارات متر مكعب سنوياً مع تراجع مصادر المياه الطبيعية المتجددة إلى ما دون 1.1 مليار متر مكعب سنوياً، تاركة ÙØ¬ÙˆØ© ØØ¬Ù…ها 2.4 مليار متر مكعب (أكثر من مثلي ØØ¬Ù… Ø§Ù„ÙØ¬ÙˆØ© ÙÙŠ عام 2015). وبالتالي، ÙØ¥Ù† السلطات الإسرائيلية سو٠تستمر ÙÙŠ توÙير المياه وإعادة استخدامها وتØÙ„يتها، على النØÙˆ الذي يسدّ تلك Ø§Ù„ÙØ¬ÙˆØ©.
أمّا بشأن نوعية المياه وجودتها، ÙØ£Ø¹Ù„نت "إسرائيل" تبنّيَها أعلى معايير الجودة الدولية، التي وضعتها هيئة ØÙ…اية البيئة التابعة للأمم Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©ØŒ ومنظمة Ø§Ù„ØµØØ© العالمية، ÙˆØ§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي، مع زيادة نسبة المياه المØÙ„اة وايصالها إلى الشبكة القومية على Ù†ØÙˆ ÙŠØØ³Ù‘Ù† جودة المياه Ø§Ù„ØµØ§Ù„ØØ© للشرب بصورة عامة، الأمر الذي يجعل مياه الصنبور ØµØ§Ù„ØØ© للشرب ÙÙŠ أي مكان داخل الأراضي التابعة Ù„ØÙƒÙ… "إسرائيل". كما أن المعايير الدقيقة التي ØªÙØ³ØªØ®Ø¯Ù… ÙÙŠ معالجة مياه الصر٠تجعل منه آمناً للاستخدام بأيّ كميات، ÙÙŠ الريّ الزراعي وريّ Ø§Ù„ØØ¯Ø§Ø¦Ù‚ العامة والخاصة.
من ناØÙŠØ© أخرى، ØªÙˆÙ‚ÙØª ØÙƒÙˆÙ…Ø© "إسرائيل" عن دعم المياه للمستهلك منذ عام 2008ØŒ الأمر الذي يجعل قطاع المياه مستقراً من الناØÙŠØ© الاقتصادية، بØÙŠØ« تغطي أسعارها Ø§Ù„Ù…ÙØ±ÙˆØ¶Ø© على المستهلك النهائي كل التكالي٠الاستثمارية وتكالي٠الصيانة المطلوبة. ولأن الزراعة تشكل عنصر الطلب الأكبر على المياه ÙÙŠ "إسرائيل" بنسبة تزيد على 50% (تصل إلى 70-80% ÙÙŠ بعض الدول)ØŒ كان الاهتمام منذ Ù†ØÙˆ خمسة عقود بتطوير شبكات الري ÙˆØ§Ø³ØªØØ¯Ø§Ø« الري بالتنقيط، والذي ÙˆÙّر Ù†ØÙˆ 30% من ØØ¬Ù… المياه المطلوبة من القطاع الزراعي.
على صعيد آخر، دشّنت ØÙƒÙˆÙ…Ø© Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال الإسرائيلي، ÙÙŠ عام 1999ØŒ برنامجاً ضخماً طويل الأجل لتØÙ„ية المياه لمواجهة Ø§Ù„Ø¬ÙØ§Ù الذي بدأت تداعياته ÙÙŠ الظهور منذ منتص٠التسعينيات.
ÙˆÙÙŠ عام 2003ØŒ تم تأسيس أول منشأة كبيرة Ø§Ù„ØØ¬Ù… لتØÙ„ية المياه (بطاقة 120 مليون متر مكعب/سنة) بالشراكة مع القطاع الخاص. ÙˆØ§Ø±ØªÙØ¹ المستهد٠من المياه المØÙ„اة، ÙÙŠ أعقاب سنوات من Ø§Ù„Ø¬ÙØ§ÙØŒ إلى 505 ملايين متر مكعب/سنة بØÙ„ول عام 2013ØŒ ثم إلى 750 مليون متر مكعب/سنة بØÙ„ول عام 2020ØŒ وذلك من كلّ من Ø¨ØØ± الجليل ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ± الميت ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ± الأØÙ…ر ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ± المتوسط. وتضع "إسرائيل" مخططات عملاقة لتØÙ„ية المياه من Ø§Ù„Ø¨ØØ± الميت بعد ضخ Ù†ØÙˆ 300 مليون متر مكعب من المياه من Ø§Ù„Ø¨ØØ± الأØÙ…ر، الأمر الذي سو٠تواجهه، بكل تأكيد، ØªØØ¯ÙŠØ§Øª سياسية وبيئية كبيرة.
التجربة الإسرائيلية، ÙÙŠ مجال تØÙ‚يق الاستغلال الأمثل من الموارد المائية، يجب النظر إليها بمعزل عن وضع السيطرة على الموارد المائية، والناتج من سياسات استعمارية أو استيطانية.
المصدر الميادين