- إبراهيم علوش
- المصدر: الميادين نت
ما الذي ÙŠØ¯ÙØ¹ المؤسسات الاقتصادية الدولية إلى التشاؤم بشأن إمكان تعويض Ø§Ù„ÙØ§Ù‚د الاقتصادي بسرعة أكبر؟ أو ØØªÙ‰ للارتداد إلى مستويات النشاط الاقتصادي كما كان قبل كوÙيد من دون تعويض Ø§Ù„ÙØ§Ù‚د ÙÙŠ وقت أقصر؟
تدلّ تقديرات مؤسسات اقتصادية دولية رئيسية على أن الاقتصاد العالمي يخرج من عنق الزجاجة، وإن كان بصورة تزداد تباطؤاً، وتهدّدها مشاكل ومخاطر كبيرة، يضيع Ùيها ما هو عَرَضي مع ما هو جوهري.
وكقاعدة عامة، كلما زادت معدلات النمو الاقتصادي الØÙ‚يقية، أي بعد إزالة أثر Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ الأسعار، على 3 ÙÙŠ المئة، أو ØØªÙ‰ 2.5%ØŒ ÙØ¥Ù† ذلك يبشر بالازدهار، وكلما Ø§Ù†Ø®ÙØ¶Øª عن ذلك Ø§Ù„ØØ¯Ù‘ ÙÙŠ اتجاه Ø§Ù„ØµÙØ±ØŒ ÙØ¥Ù† ذلك يدلّل على العكس طبعاً. أمّا معدلات النمو ما ØªØØª Ø§Ù„ØµÙØ±ØŒ أي السالبة، ÙØªØ¹Ù†ÙŠ Ø§Ù„ØªÙ‚Ù„Øµ والاضمØÙ„ال.
ومن البديهي أن الدول النامية ØªØØªØ§Ø¬ إلى معدلات نمو أعلى من أجل تغطية زيادة عدد السكان، ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§Ùظة على مستوى متوسط الدخل Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙŠ Ùيها، ناهيك بتØÙ‚يق مشروعها التنموي.
تنبّأ صندوق النقد الدولي، إذاً، ÙÙŠ تقريره، "مستجدات Ø¢ÙØ§Ù‚ الاقتصاد العالمي"ØŒ والمنشور ÙÙŠ موقعه ÙÙŠ 25/1/2022ØŒ بأن يكون معدل النمو الاقتصادي العالمي لهذا العام أقل مما كان عليه ÙÙŠ العام Ø§Ù„ÙØ§Ø¦ØªØŒ 2021ØŒ إذ يقدّر صندوق النقد الدولي معدل نمو الاقتصاد العالمي ÙÙŠ عام 2021 عند أقل من ستة ÙÙŠ المئة بقليل (5.9%)ØŒ باعتبار العام Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Øª عام التعاÙÙŠ مما انتاب الاقتصاد العالمي ÙÙŠ عام 2020ØŒ الذي شهد معدلات نمو سالبة عالمياً.
أمّا معدل نمو الاقتصاد العالمي ÙÙŠ عام 2022ØŒ Ùقدّره الصندوق قبل أشهر عند أقل من 5% بقليل (4.9%)ØŒ ليعود ÙˆÙŠØ®ÙØ¶ تقديره Ù†ØµÙ ÙˆØ§ØØ¯ ÙÙŠ المئة إلى 4.4% ÙÙŠ تقريره الأخير؛ أي أن معدل النمو لهذا العام سيكون أقل قليلاً مما توقعه ÙÙŠ السابق. كذلك، وضع تقرير صندوق النقد معدل نمو الاقتصاد العالمي لعام 2023 عند أقل من 4 ÙÙŠ المئة (3.8%)ØŒ وهو ما يعني أن قوس معدلات النمو العام القوية نسبياً ستميل عالمياً Ù†ØÙˆ Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ¯Ø§Ø± التدريجي ÙÙŠ هذين العامين مخÙÙØ©Ù‹ سرعة العودة إلى وتيرة النشاط الاقتصادي الطبيعي ما قبل كوÙيد.
ØªÙˆÙ‚Ù‘ÙØ¹Ù Ø§Ù†Ø®ÙØ§Ø¶ معدلات نمو الاقتصاد العالمي لا يتباين كثيراً ÙÙŠ تقرير "البنك الدولي للإنشاء والتعمير"ØŒ المسمى اختصاراً البنك الدولي، باستثناء أن تقديرات البنك لمتوسط معدلات النمو العالمية ÙÙŠ الأعوام 2021-2023 جاءت عند مستويات أدنى من تقديرات صندوق النقد الدولي. ÙØ§Ù„بنك الدولي وضع معدل النمو العالمي ÙÙŠ عام 2021ØŒ ÙÙŠ تقريره الصادر ÙÙŠ 11/1/2022ØŒ عند 5.5%Ø› أي أقل مما قدّره صندوق النقد الدولي بنص٠نقطة، وتوقع أن يكون معدل النمو ÙÙŠ العام الجاري أكثر من 4 ÙÙŠ المئة بقليل (4.1%)ØŒ بينما توقع أن يكون معدل النمو العالمي ÙÙŠ عام 2023 أكثر من 3 ÙÙŠ المئة (3.2% ØªØØ¯ÙŠØ¯Ø§Ù‹). وهو ما يعني أن قوس معدلات النمو العام سيميل Ù†ØÙˆ Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ¯Ø§Ø± المتزايد ÙÙŠ هذين العامين Ø¨ØØ³Ø¨ البنك الدولي أيضاً، لكن عند مستويات أدنى مما توقعه صندوق النقد الدولي.
عن أزمة عام 2020
يوص٠عام 2021 بأنه عام التعاÙÙŠ من الكارثة التي ألمّت بالاقتصاد العالمي عام 2020ØŒ إذ تشير الجداول Ø§Ù„Ø¥ØØµØ§Ø¦ÙŠØ© التي أوردها ÙƒÙلا التقريرين إلى أن معدلات النمو الاقتصادي، ÙÙŠ الأغلبية الساØÙ‚Ø© من دول العالم، نزلت ØªØØª Ø§Ù„ØµÙØ± ÙÙŠ عام 2020Ø› أي أن الناتج المØÙ„ÙŠ الإجمالي لتلك الدول تقلَّص، إذ بلغ متوسط النمو الاقتصادي العالمي أقل من سالب 3 ÙÙŠ المئة (-3.1% ØªØØ¯ÙŠØ¯Ø§Ù‹)ØŒ Ø¨ØØ³Ø¨ الصندوق، بينما قدّره البنك الدولي عند سالب 3.4%ØŒ وكانت العلامة Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ù‚Ø© هنا هي الصين التي شهدت نمواً إيجابياً متواضعاً، ÙÙŠ مقاييسها، ÙÙŠ ذلك العام، هو 2.3% Ø¨ØØ³Ø¨ الصندوق، Ùˆ2.2% Ø¨ØØ³Ø¨ البنك الدولي.
Ø®Ù٠معدل النمو الصيني الموجب، على الرغم من تواضعه، انكماشَ الاقتصاد العالمي، لأن الصين هي أكبر اقتصاد ÙÙŠ العالم (Ø¨ØØ³Ø¨ Ù…ÙØ¹Ø§Ø¯Ù„ القوة الشرائية PPP)ØŒ وثاني أكبر اقتصاد ÙÙŠ مقياس سعر صر٠اليوان Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ ÙÙŠ مقابل الدولار. وبالتالي، ÙØ¥Ù† نمو الاقتصاد الصيني، ØØªÙ‰ ÙÙŠ عز أزمة عام 2020ØŒ قلّل ØªÙ‚Ù„Ù‘ÙØµÙŽ Ù…Ø¹Ø¯Ù„ النمو الاقتصادي العالمي العام، لأن ذلك المعدل هو وسط Ù…Ø±Ø¬Ù‘ÙØ Ø¨ØØ¬Ù… اقتصاد كل دولة ÙØ¹Ù„ياً.
كذلك، ØªÙØ¸Ù‡Ø± جداول تقرير البنك الدولي Ø¥ØØµØ§Ø¡Ø§ØªÙ Ù„Ø§ÙØªØ©Ù‹ عن معدلات نمو اقتصادي موجبة ÙÙŠ دول أصغر اقتصاداً من الصين، بدرجات Ù…ØªÙØ§ÙˆØªØ©ØŒ خلال أزمة عام 2020ØŒ وعلى رأسها إثيوبيا (6.1%)ØŒ ثم طاجيكستان (4.5%)ØŒ ثم مصر (3.6%)ØŒ ثم بنغلادش (3.5%)ØŒ ثم إيران (3.4%)ØŒ ثم ميانمار (3.2%)ØŒ تليها تركيا (1.8%)ØŒ ثم أوزبكستان (1.7%).
وهي Ø¥ØØµØ§Ø¡Ø§Øª ØªÙØ¨Ø±Ø² بعض الاقتصادات الإقليمية، ÙƒØ¬Ø²ÙØ±Ù عائمة Ùوق Ø§Ù„Ø·ÙˆÙØ§Ù† الانكماشي، كعلامات ÙØ§Ø±Ù‚Ø© شرقية جنوبية ÙÙŠ مقاييس الجغراÙيا والاقتصاد العالميين، لا جنوبية ÙØØ³Ø¨ØŒ Ùلقد كان الدمار الاقتصادي شاملاً ÙÙŠ الجنوب الغربي من الكرة الأرضية ÙÙŠ أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية ÙÙŠ عام 2020 (باستثناء دويلة غويانا الصغيرة)ØŒ لا ÙÙŠ شمالي الكرة الأرضية وغربيها ÙØØ³Ø¨.
من البديهي أننا لا نعمّم هنا على كل الدول الشرقية والجنوبية ÙÙŠ العالم، وإنما نقول إن الدول القليلة ÙÙŠ العالم، التي شهدت نمواً اقتصادياً موجباً عام 2020ØŒ كانت شرقية وجنوبية، وهناك طبعاً كثير من الدول المجاورة لها، تعرَّضت لانكماش اقتصادي شديد: الهند مثلاً، التي انكمش اقتصادها أكثر من سبعة ÙÙŠ المئة
(-7.3%) عام 2020 مقارنةً بالصين (لتعود الهند وتسبق الصين ÙÙŠ معدل النمو عام 2021)Ø› السودان مثلاً شهد معدلاً سالباً للنمو عام 2020ØŒ بينما كان معدل النمو ÙÙŠ جنوب السودان موجباً وعالياً (ولم نورده ÙÙŠ القائمة أعلاه، لأن معدل النمو الوارد ÙÙŠ تقرير البنك الدولي عنه، وهو 9.5%ØŒ أي قرابة عشرة ÙÙŠ المئة، كان يغطي السنة المالية 2019/2020ØŒ لا السنة الميلادية 2020).
العبرة من هذه الأرقام، بالطبع، ترسّخ Ùكرة انتقال مركز الثقل الاقتصادي (والسياسي) العالمي جنوباً وشرقاً.
ما عدا ذلك، يؤكد تقرير آخر نشره البنك الدولي ÙÙŠ موقعه، بعنوان "تقرير التنمية ÙÙŠ العالم 2022"ØŒ أن أزمة عام 2020 أصابت عدداً من الاقتصادات بالانكماش أكثر من أي أزمة كبرى أخرى، منذ بداية القرن العشرين، ومنها "الكساد العظيم" ÙÙŠ ثلاثينيات القرن العشرين، Ùˆ"الأزمة المالية الدولية" ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© 2008-2009ØŒ من ناØÙŠØ© عدد الدول التي شهدت نمواً سلبياً، أي تقلصاً ÙÙŠ ØØ¬Ù… اقتصادها (Ø§Ù„ØµÙØØ© الـ12 من "تقرير التنمية ÙÙŠ العالم 2022"ØŒ ÙÙŠ موقع البنك الدولي/النسخة العربية).
وهي Ù…Ù„Ø§ØØ¸Ø© مهمة بكل تأكيد، ØªÙØ¸Ù‡Ø± مدى ترابط اقتصادات الدول، والأثر الخانق اقتصادياً لإجراءات Ø§Ù„ØØ¬Ø± الصØÙŠ Ù…ØÙ„ياً، بمقدار ما تسلّط الضوء، ÙƒÙ…ÙØ§Ø±Ù‚ة، على Ø§Ù„Ø¬ÙØ²Ø± التي لم تغرق معدلات نمو اقتصاداتها ØªØØª Ø§Ù„ØµÙØ± ÙÙŠ عام 2020ØŒ ØØªÙ‰ بالنسبة إلى دولة مثل الصين، التي ÙØ±Ø¶Øª إجراءات ØØ¬Ø± قاسية على مواطنيها، سوى أن مقارنة أزمة عام 2020 مع غيرها، ØØªÙ‰ لو كانت صØÙŠØØ© من ØÙŠØ« اتساع أثرها العالمي، ÙØ¥Ù†Ù‡Ø§ لا ØªØµØ Ù…Ù† ØÙŠØ« مقياس الاستمرارية أولاً، ومقياس العمق ثانياً. ÙØ§Ù„كساد العظيم استمرّ من عام 1929 ØØªÙ‰ عام 1939ØŒ بينما الأثر الاقتصادي لأزمة 2020 أقصر زمناً ÙˆØØ¯Ø©Ù‹ØŒ بصورة كبيرة.
ÙˆÙÙŠ قعر الكساد العظيم خلال ÙØªØ±Ø© 1933-1934 ÙˆØØ¯Ù‡Ø§ مثلاً، تقلص الاقتصاد الأميركي 33%ØŒ لا بضع نقاط مئوية ÙØØ³Ø¨ØŒ كما ØØ¯Ø« عام 2020ØŒ Ù„ÙŠÙ‚ÙØ² بعدها إلى معدل نمو ÙŠØªØ±Ø§ÙˆØ Ø¨ÙŠÙ† 5 Ùˆ6 ÙÙŠ المئة ÙÙŠ عام 2021ØŒ وهو معدل لم يشهد له الاقتصاد الأميركي مثيلاً منذ عام 1984 (وخلال الكساد العظيم طبعاً، كان Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي السابق هو السبّاق ÙÙŠ معدلات النمو الاقتصادي الموجبة ÙˆØ§Ù„Ù…Ø±ØªÙØ¹Ø©ØŒ إذ كان يمر ÙÙŠ ثورة صناعية وقتها عملياً).
غيوم ÙƒØ«ÙŠÙØ© ÙÙŠ الأÙÙ‚
لا يعني ما سبق طبعاً أن أزمة 2020 لن تكون لها آثار طويلة المدى ÙÙŠ قطاعات بعينها، ÙˆÙÙŠ الاقتصاد الكلي، إذ إن كل عام ينمو Ùيه الاقتصاد بمعدل أدنى من المعدل الأقصى الذي تؤهّله إمكاناته لتØÙ‚يقه، يعني أن معدل النمو ÙÙŠ العام الذي يليه يبدأ من قاعدة أصغر. على سبيل المثال، لو كان ÙÙŠ إمكانك أن تÙنتج 100 ÙˆØØ¯Ø© من السلعة "س" هذا العام، لكنك أنتجت عوضاً من ذلك 90 ÙˆØØ¯Ø© من "س"ØŒ وكان معدل النمو ÙÙŠ العام المقبل هو 10%ØŒ ÙØ¥Ù† الإنتاج ÙÙŠ العام المقبل ÙŠØµØ¨Ø 99 ÙˆØØ¯Ø© من "س" بدلاً من أن يكون 110. ولو Ø§ÙØªØ±Ø¶Ù†Ø§ أن معدل النمو بقي 10% ÙÙŠ العام الذي يليه، ÙØ¥Ù† إنتاجك ÙÙŠ ذلك العام سيكون 108.9 من ÙˆØØ¯Ø§Øª "س" بدلاً من 121... وهكذا؛ أي أن قيمة Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ù‚ بين ما ستÙنتجه وما كان يمكن أن تÙنتجه سو٠تتزايد مع الزمن على Ø§ÙØªØ±Ø§Ø¶ ثبات معدل النمو. أمّا قيمة Ø§Ù„ÙØ§Ù‚د ÙÙŠ المدى البعيد ÙØªØ³Ø§ÙˆÙŠ Ù…Ø§ كان يمكن أن تÙنتجه ولم تÙنتجه بمعدل ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© مركب. وهذا يعني أن الطريقة الوØÙŠØ¯Ø© لتعويض Ø§Ù„ÙØ§Ù‚د هي بزيادة معدل النمو السنوي لما هو موجود، مثلاً بزيادة معدل النمو من 10 إلى 11 أو 12 ÙÙŠ المئة أو أكثر.
يزداد مثل هذا Ø§Ù„ÙØ§Ù‚د ØØ¬Ù…اً كلما كان القطاع الاقتصادي المعني أكثر تضرراً، كما ØØ¯Ø« خلال عام 2020 لقطاعات Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© ÙˆØ§Ù„Ø³ÙØ± والخدمات بصورة عامة، على سبيل المثال، أو القطاع غير الرسمي، غير المرخص، مثل الباعة المتجولين وعمال المياومة ومَن شابههم، والذين أصابتهم إجراءات كوÙيد ÙÙŠ مقتل اقتصادي Ø¯ÙØ¹Ù‡Ù… إلى ØØ¸ÙŠØ±Ø© الÙقر المطلق. وإذا كان الأثر الصØÙŠ Ù„ÙƒÙˆÙيد، من ØÙŠØ« عدد الوÙيات، أصاب كبار السن على Ù†ØÙˆ غير متلائم، ÙØ¥Ù†Ù‘ تقرير البنك الدولي يقدم Ø¥ØØµØ§Ø¡Ø§Øª تدلّل على أن كوÙيد نال اقتصادياً من الدول الÙقيرة أكثر، كما نال من الطبقات الشعبية بصورة غير متلائمة ÙÙŠ كل البلدان.
لكن تقارير المؤسسات الاقتصادية الدولية تقول إن معدلات النمو السنوية سو٠تتباطأ، ÙÙŠ العام Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ والذي يليه، ØØªÙ‰ لو قدّرت أنها ستبقى أعلى من 3 ÙÙŠ المئة. من هنا، من تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي بالتدريج، ÙÙŠ العام Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ والذي يليه، ينبع الأثر الطويل المدى، والذي ÙŠÙØ¹ÙŠÙ‚ العودة إلى مستويات الإنتاج والنشاط الاقتصادي قبل أزمة كوÙيد وعقابيلها، ناهيك طبعاً بالأثر البنيوي للأزمة ÙÙŠ الاقتصاد، من ØÙŠØ« التØÙˆÙ„ Ù†ØÙˆ العمل ÙÙŠ المنازل بدلاً من المكاتب مثلاً، أو "رقمنة" الاقتصاد بصورة عامة، والاعتماد بدرجة أكبر على التكنولوجيا Ùˆ"إنترنت الأشياء" بدلاً من التواصل الاجتماعي ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¡ الØÙ‚يقي، وهو ما ÙŠØØªØ§Ø¬ إلى معالجة أخرى لا بدّ لها من أن تتناول Ù…ØµÙ„ØØ© القوى والجهات المستÙيدة من مثل ذلك التØÙˆÙ„ البنيوي ÙÙŠ ØØ¯ÙˆØ« الأزمة ذاتها، أو ÙÙŠ ÙØ±Ø¶ الإجراءات "الصØÙŠØ©" المراÙقة لها، سواء كانت مشكلة كوÙيد ذاتها، ومشكلة تناسل سلالاتها، ØÙ‚يقيةً أو Ù…ÙØªØ¹ÙŽÙ„Ø©.
ÙÙŠ جميع الأØÙˆØ§Ù„ØŒ لا بدّ من العودة إلى التساؤل: ما الذي ÙŠØ¯ÙØ¹ المؤسسات الاقتصادية الدولية إلى التشاؤم بشأن إمكان تعويض Ø§Ù„ÙØ§Ù‚د الاقتصادي بسرعة أكبر؟ أو ØØªÙ‰ للارتداد إلى مستويات النشاط الاقتصادي كما كان قبل كوÙيد من دون تعويض Ø§Ù„ÙØ§Ù‚د ÙÙŠ وقت أقصر؟
مشكلة الديون والعجوزات الØÙƒÙˆÙ…ية وأثرها الانكماشي
على الرغم من Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« المتواتر ÙÙŠ الإعلام عن مشاكل "سلاسل الإمداد" supply chainsØŒ واختناقات Ø§Ù„Ù…Ø±Ø§ÙØ¦ØŒ والنقص العالمي ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ§ÙˆÙŠØ§ØªØŒ ÙˆØ§Ø±ØªÙØ§Ø¹ أسعار الشØÙ†ØŒ ÙˆØªÙØ´ÙŠ Ù…ØªØÙˆØ± أوميكرون، ÙØ¥Ù† تلك ظواهر عَرَضية، ترتبط بالأزمة ذاتها، لا بعوامل بنيوية ÙÙŠ الاقتصاد. مثلاً، ÙŠÙÙØ±Ø¶ Ø§Ù„ØØ¬Ø± الصØÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ عمال المصانع ÙÙŠ الصين (مصنع العالم)ØŒ Ùيقل إنتاجها وتصديرها، بينما يقل الطلب على الخدمات ÙÙŠ الدول Ø§Ù„Ù…Ø³ØªÙˆØ±ÙØ¯Ø©ØŒ بسبب Ø§Ù„ØØ¬Ø± أو الخو٠من العدوى، وبالتالي Ø§Ù„Ø§ØØªÙƒØ§Ùƒ مع الآخرين، Ùيزيد طلب المواطنين على السلع على ØØ³Ø§Ø¨ الخدمات. مثلاً، بدلاً من الذهاب إلى النادي الرياضي (الجيم)ØŒ يزيد الطلب على المعدات الرياضية ذاتها من أجل استخدامها ÙÙŠ المنازل، ولاسيما ÙÙŠ الدول الغنية.
Ù‚ÙØ³Ù’ على ذلك بالنسبة إلى Ø§Ù†Ø®ÙØ§Ø¶ زيارة المطاعم ÙÙŠ مقابل زيادة شراء المعدات الكهربائية من أجل استخدامها ÙÙŠ المطابخ المنزلية، على سبيل المثال، ثم أض٠إلى ذلك Ø§Ù†Ø®ÙØ§Ø¶ المعروض بسبب توق٠المصانع عن العمل، Ù„ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù†ØªÙŠØ¬Ø© ÙˆØ§Ø¶ØØ© من ØÙŠØ« Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ الأسعار، ولاسيما إذا Ø£Ø¶ÙØª إلى المعادلة ترليونات الدولارات التي ضخَّتها الإدارة الأميركية مثلاً ÙÙŠ أيدي مواطنيها خلال الأزمة، كتØÙˆÙŠÙ„ات، وهو ما يمثل زيادة ÙÙŠ الطلب الاستهلاكي، لا توازيها زيادة مقابلة ÙÙŠ العرض السلعي... ÙˆØØ§Ù„Ø© العجز تلك هي ما يستغله Ù…ØØªÙƒØ±ÙˆÙ† دوماً من أجل Ø±ÙØ¹ الأسعار بصورة تصبّ الزيت على النار، سوى أن هناك ناراً ÙÙŠ الأساس ÙŠÙمكن صب الزيت عليها.
باختصار، معادلة Ø§Ù†Ø®ÙØ§Ø¶ العرض ÙˆØ§Ø±ØªÙØ§Ø¹ الطلب هي معادلة Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ الأسعار كما هو معروÙ. لكن تلك الظاهرة تمثّل عاملاً عَرَضياً، لا بنيوياً، ويسهل تجاوزه خلال أشهر عندما ØªÙØ±Ùع القيود الصØÙŠØ©ØŒ وتعود Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© إلى طبيعتها.
أمّا المشكلة الأساسية، والتي ØªÙØ¹ÙŠÙ‚ الانتعاش الاقتصادي، Ùهي Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ الأسعار وتوقع استمرار Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹Ù‡Ø§ ÙÙŠ العام الجاري والذي يليه، بمتوسط يقارب 4% ÙÙŠ الدول المتقدمة، Ùˆ6% ÙÙŠ الدول النامية، من جهة، ودخول الØÙƒÙˆÙ…ات ÙÙŠ ØØ§Ù„Ø© Ø¥Ù†ÙØ§Ù‚ ÙÙŠ العجز، وبالتالي ÙÙŠ أزمة ديون ازدادت ØªÙØ§Ù‚ماً خلال الأزمة، من جهة٠أخرى. ويشير تقرير البنك الدولي إلى أن نسبة الدين العالمي العام والخاص إلى الناتج المØÙ„ÙŠ الإجمالي العالمي، Ù‚ÙØ²Øª خلال عام 2020 إلى 263 ÙÙŠ المئة، على خلÙية عشر سنوات من الدين المتصاعد وتباطؤ النمو (ص. 49 ÙÙŠ النسخة الإنكليزية الكاملة من التقرير).
هذا ما بات ÙŠØ¯ÙØ¹ الØÙƒÙˆÙ…ات، ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ù„تين، إلى تبنّي سياسات نقدية ومالية انكماشية، مثل Ø±ÙØ¹ معدلات Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© وتقليص Ø§Ù„Ø¥Ù†ÙØ§Ù‚ الØÙƒÙˆÙ…ÙŠ ÙˆØ±ÙØ¹ الضرائب. وهذا هو ما يهدد النمو الاقتصادي الذي كان مدÙوعاً بشدة بسياسات نقدية ومالية توسعية خلال عام 2021.
وبالتالي، ÙØ¥Ù† الرجوع إلى سياسات انكماشية، من أجل ÙƒØ¨Ø Ø¬Ù…Ø§Ø Ø§Ù„ØªØ¶Ø®Ù… وتخÙيض العجز، بات الدواء الذي ÙŠÙØ§Ù‚Ù… الداء ÙÙŠ المدى الطويل، والذي ÙŠÙÙØªØ±Ø¶ بالدواء معالجته ÙÙŠ المدى القصير، والداء ليس إلاّ: الركود الاقتصادي.
يمكن أن نَسÙوْق كثيراً من البيانات بشأن مقدار Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ الديون العامة والخاصة خلال الأزمة، وطباعة الدولار بالترليونات، وتمويل Ø§Ù„Ø¥Ù†ÙØ§Ù‚ الØÙƒÙˆÙ…ÙŠ بالعجز، وهي مشكلة ÙØ§Ù‚متها أزمة كوÙيد، لكنها لم تصنعها. وبالتالي، ÙØ¥Ù†Ù‡Ø§ تمثل تعبيراً عن أزمة منظومة بأكملها: أزمة بنيوية؛ أزمة منظومة كاملة تعيش وتنمو بالدَّين.
وربّما تتذرّع تلك المنظومة Ø¨Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ أسعار Ø§Ù„Ù†ÙØ· والغاز، وبأوبك وروسيا. لكن أسعار Ø§Ù„Ù†ÙØ· التي Ø§Ù†Ø®ÙØ¶Øª بشدة خلال عام 2020 لم تعد إلى التصاعد إلاّ بسبب عودة وتيرة النشاط الاقتصادي عام 2021 بعض الشيء، وكان Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹Ù‡Ø§ سبباً رئيساً ÙÙŠ انتعاش صناعة Ø§Ù„Ù†ÙØ· ÙÙŠ الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© ذاتها، ÙØ¹Ù„امَ التذمر؟!
المشكلة مشكلة منظومة، مركزها الغرب الرأسمالي، منظومة Ø¢Ùلة. وعاجلاً أو آجلاً، لن ÙŠØÙ„Ù‘ مشكلتها إلاّ نظامٌ اقتصادي عالمي بديل.