Ù…ØÙ…د الرميØÙŠ-النهار
ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¡ العربي الثقاÙÙŠ تشكل الأنوثة مشكلة سالبة ÙÙŠ المجتمع، Ùقد أقعدت خل٠الأبواب عقوداً، بل قروناً طويلة. وعندما أطلت برأسها ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¡ العام تطوع كثيرون لردها خل٠الأبواب من جديد بطرق وأشكال Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ©ØŒ ولا تزال المعركة قائمة ØØªÙ‰ اليوم.
ÙØ§Ù„مرأة العربية ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¡ العام شبه Ù…ØØ±Ù…Ø© ويضع السياسيون على وجوههم ابتسامة عريضة عندما يعلنون أنهم أدخلوا ÙÙŠ العمل العام نساء أو وزيرات، وصارت المرأة شبه ديكور، Ùهي تتقدم ÙÙŠ الهرم العملي ÙÙŠ القطاعين العام والخاص بسبب جنسها لا بسبب قدراتها ÙˆÙƒÙØ§Ø¡ØªÙ‡Ø§ الشخصية، على رغم أن دراسات ØØ¯ÙŠØ«Ø© كثيرة أثبتت لنا أن المرأة ÙÙŠ العمل العام أكثر صدقية وأقل كثيراً Ø¬Ù†ÙˆØØ§Ù‹ الى Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯.
ما ÙŠÙ„ÙØª أن Ø«Ù‚Ø§ÙØªÙ†Ø§ العامة والمعاصرة لا تزال تخضع الأنثوي للذكوري، وتطارد المرأة ÙÙŠ الكثير من النشاطات، ذلك لأن Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© العامة كانت ولا تزال على غير قناعة موضوعية بأØÙ‚ية المرأة كشريك ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¡ العام بكل نشاطاته Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ©. دعونا نستعرض كي٠رسخت تلك Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© وقبلت كمعطى لا نقاش ØÙˆÙ„Ù‡ من خلال استعراض بعض من نصوص الأغاني العربية الشائعة.
Ùيروز الرائعة تغني: "بكتب اسمك يا ØØ¨ÙŠØ¨ÙŠ Ø¹Ù„ الØÙˆØ± العتيق... تكتب اسمي يا ØØ¨ÙŠØ¨ÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ رمل الطريق، ولكن عندما يبدأ الشتاء ÙŠÙ…Ø³Ø Ø§Ø³Ù…ÙŠ ويبقى اسمك"!! وتذهب الأغنية الى القول إنها ØªØªØØ¯Ø« عنه لأهل القرية، وهو ÙŠØØ¯Ø« مجرى الماء عنها كناية عن عدم الاعترا٠بها. ÙˆÙÙŠ أغنية أخرى تقول: "Ø´Ø§ÙŠÙ Ø§Ù„Ø¨ØØ± شو كبير كبر Ø§Ù„Ø¨ØØ± Ø¨ØØ¨Ùƒ"ØŒ هو بالطبع لا ÙŠØØ¨Ù‡Ø§ (أد كبر Ø§Ù„Ø¨ØØ±). أما السيدة أم كلثوم ÙØªØ´Ø¯Ùˆ بالقول: "خذ عمري... عمري كله... إلا ثواني أشوÙÙƒ Ùيها"ØŒ تضØÙŠ Ø¨Ø¹Ù…Ø± كامل من أجل ثوان٠للرجل الذي ØªØØ¨ØŒ أو "بعيد عنك ØÙŠØ§ØªÙŠ Ø¹Ø°Ø§Ø¨"ØŒ Ùكل الØÙŠØ§Ø© بعيدة عن الرجل عذاب. أما ÙØ§ÙŠØ²Ø© اØÙ…د ÙØªÙ‚ول أكثر من ذلك بكثير "أمرك يا مالكني"ØŒ أي أنها مستعدة لأن تسمع الأوامر ممن يملكها!
وهكذا تذهب الأغاني العربية ÙÙŠ معظمها ÙÙŠ تعظيم الرجل وتضخيم الوله الأنثوي للذكوري. Ø§Ù„Ù„Ø§ÙØª أن كل تلك النصوص كتبها رجال مشØÙˆÙ†ÙˆÙ† بتÙوق الذكورة ÙˆÙÙŠ النادر أن تجد أغنية تغنيها امرأة إلا ÙˆÙيها تذلل للذكر ربما إشباعاً لتÙوقه Ø§Ù„Ù…ÙØªØ±Ø¶.
على مقلب آخر ÙŠÙØ§Ø®Ø± البعض ÙÙŠ أيامنا هذه وليس ÙÙŠ زمن سابق بأن والدته كانت تغطي وجهها عن رؤية "الجبال" وهي مارة بهم ÙÙŠ السيارة، نعم الجبال، لأنها لا تريد أن ترى ÙÙŠ الخارج طوعاً أي شيء تقريباً. ÙÙŠ الوقت Ù†ÙØ³Ù‡ يصر البعض على نساء متقدمات ÙÙŠ السن أن يغطين وجوههن على عكس ما جاء ÙÙŠ الأثر من أن القواعد من النساء ليس عليهن ØØ±Ø¬ أن يتركن "Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¨"ØŒ سواء عند Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø±Ù… أم غير Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø±Ù… كما ذهب عدد كبير من Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ø±ÙŠÙ† وهو المنطقي والعقلاني، Ùلا هو ØÙ‚ ولا إنساني أن تجبر امرأة كبيرة ÙÙŠ السن أن تضع على وجهها الأغطية التي تجعلها تتعثر ÙÙŠ مشيتها!! بل يذهب البعض من Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ø±ÙŠÙ† الى أن ملابس المرأة لم يأت٠Ùيها نص، بل هي من العادات الاجتماعية، ولو كان لها نص لكان لتاركها عقاب واضØ!
لو ØÙƒÙ…نا العقل سنجد أن ØØ¬Ø§Ø¨ المرأة ÙÙŠ Ø£ÙØºØ§Ù†Ø³ØªØ§Ù† غيره ÙÙŠ اليمن وغيره ÙÙŠ المغرب ÙˆØØªÙ‰ ÙÙŠ إندونيسيا أو إيران، معنى ذلك أن Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¨ الذي نراه ØÙˆÙ„نا هو نتاج عملية اجتماعية بتقاليد ÙˆØ£Ø¹Ø±Ø§Ù Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ©ØŒ Ùلو كان إسلامياً مثلاً لكان على الأقل متقارباً، ÙØ§Ù„مسلم يصلي خمسة ÙØ±ÙˆØ¶ ÙÙŠ اليوم، أكان ÙÙŠ Ø£ÙØºØ§Ù†Ø³ØªØ§Ù† أم ÙÙŠ اليمن! دليل على أن الملابس هي جزء يسير من ما يعر٠ÙÙŠ الÙقه بالمعاملات وهي تتغير بتغير الأزمان والعصور! ما نواجهه هو أن "الإسلام Ø§Ù„ØØ±ÙƒÙŠ" ÙÙŠ العقود الأخيرة أدخل ÙÙŠ ذهن العامة ومنها النساء أن Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¨ ركن من أركان الإسلام وهو أبعد من ذلك بكثير.
نشب صراع على وسائل التواصل الاجتماعي ÙÙŠ الكويت أخيراً ØÙˆÙ„ مقطع أغنية بثته Ø¥ØØ¯Ù‰ الشركات Ø§ØØªÙاء بالعيد الوطني الذي يصاد٠هذا الأسبوع، ÙˆÙÙŠ المقطع ثوان٠سريعة Ù„ÙØªÙŠØ§Øª يلعبن ما يشبه اليوغا، ÙØ«Ø§Ø±Øª عصبية القلة من الذين ÙŠÙهمون الإسلام بطريقتهم المتشددة، وبدأوا ØÙ…لة تهديد للشركة التي خضعت لذلك التهديد وأزالت، كما قالت، تلك الثواني القليلة، إلا أن الأغنية زاد انتشارها بين الجمهور. طبعاً الشركة من المنظور التجاري ØÙ‚قت مرادها ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ù„تين، واعتقدت تلك القلة أنها انتصرت، وهي ÙÙŠ الØÙ‚يقة ØÙ‚قت نصراً هوائياً، لأنه بمجرد أن تطلق Ù…ØØªÙˆÙ‰ على الشبكة العنكبوتية ÙŠØµØ¨Ø Ù…Ù† الصعب استرداده ØØªÙ‰ لو أطلقت Ù…ØØªÙˆÙ‰ Ù…ØØ±Ø±Ø§Ù‹ أو منقوصاً، ذلك الÙهم العلمي غير موجود لمن نظم الØÙ…لة، لأن الØÙ…لة ضد الأغنية كلها هي عملية "إثبات وجود" لا أكثر.
تÙنشر أيضاً ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¡ السيبراني العربي أشكال من التنمر، ولكن الأكثر إزعاجاً هو التنمر على Ø§Ù„ÙØªÙŠØ§Øª والنساء، وقد Ùقدت أكثر من ÙˆØ§ØØ¯Ø© ØÙŠØ§ØªÙ‡Ø§ بسبب ذلك التنمر درءاً لما اعتبرت أنه قد يسبب ÙØ¶ÙŠØØ©ØŒ إلا أن بعض من تØÙ„ين بالشجاعة منهن قاومن ذلك التنمر وظهرن على وسائل التواصل الاجتماعي Ù…Ùندين ÙˆÙ…ØªØØ¯ÙŠÙ†. بالطبع ذلك هو المطلوب، إلا أن معركة الذكوري ضد الأنثوي ومقاومة الأخير لها لا تزال طويلة جذورها مغروسة ÙÙŠ التربية المنزلية ÙˆÙÙŠ التعليم ÙˆÙÙŠ الإعلام، وهي جزء لا يتجزأ من معركة التنمية التي تخوضها شعوبنا ضد الجهل ÙˆØ§Ù„Ø®Ø±Ø§ÙØ©ØŒ بل ضد الاستعباد.