هالة Ø¬Ø¹ÙØ±
خاص Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ نيوز
بعدَ عودة٠العام٠الدراسيّ٠ÙÙŠ ظلّ٠الانهيار٠الإقتصاديّ٠والصØÙŠÙ‘٠الذي يمر٠به٠لبنان٠منذ٠ما يقرب٠من Ø«Ù„Ø§Ø«Ù Ø³Ù†ÙˆØ§ØªÙØŒ ÙˆØ§Ø±ØªÙØ§Ø¹ Ø£Ø³Ø¹Ø§Ø±Ù Ø§Ù„Ù…ØØ±ÙˆÙ‚ات٠بعدَ أن ألغت الØÙƒÙˆÙ…ة٠الدعمَ Ø¨Ø´ÙƒÙ„Ù ÙƒØ§Ù…Ù„ÙØŒ ÙˆØ£ØµØ¨ØØªÙ’ ØªÙƒÙ„ÙØªÙ‡Ùا الانَ تعادل٠نصÙÙŽ Ø§Ù„ØØ¯Ù‘٠الادنى للأجور، ممّا جعلنَا نرى مشهداً غيرَ مألوÙ٠بين الطلاب٠الذين يواجهونَ معضلةَ، نتيجةَ Ø§Ù†Ù‚Ø·Ø§Ø¹Ù Ø§Ù„ØªÙŠØ§Ø±Ù Ø§Ù„ÙƒÙ‡Ø±Ø¨Ø§Ø¦ÙŠÙ‘Ù ÙˆØ§Ø±ØªÙØ§Ø¹Ù ØªØ³Ø¹ÙŠØ±Ø©Ù Ø§Ù„Ø§Ø´ØªØ±Ø§ÙƒÙØŒ الامر٠الذي أدى سريعاً إلى زيادة٠ساعات٠على التقنين، ما Ø¯ÙØ¹ÙŽ Ø§Ù„Ø¹Ø¯ÙŠØ¯ÙŽ من العائلات٠للتخلي عن اشتراك٠الكهرباء. كما أدَّى ضعÙ٠الإنترنت إلى اشتراك٠الطلاب٠ÙÙŠ خدمة٠الإنترنت الاضاÙية٠عبر هواتÙهم، الامر٠الذي ÙŠÙØ±Ø¶Ù أعباءً ماليةً إضاÙيةً على كاهل أهلهم. وعلى الرغم٠من قسوة٠الظروÙÙ Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠØ©ÙØŒ لا يزال٠العديد٠من المواطنينَ متمسكينَ بÙكرة٠وجودهم ÙÙŠ الوطن٠الام، وما زالوا يصرونَ على استكمال٠واجباتهم العملية٠والاكاديمية٠Ùيه، وجعلهم يتأقلمونَ مع Ø§Ù„ÙˆØ¶Ø¹Ù Ø§Ù„ØØ§Ù„يّ٠رغمَ Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ§ØªÙ الكبيرة٠التي يواجهونها على ÙƒØ§ÙØ©Ù Ø§Ù„Ù…Ø³ØªÙˆÙŠØ§ØªÙØŒ وهذا ما Ø¯ÙØ¹Ù‡Ù… إلى استخدام٠بعض٠الوسائل٠البديلةÙ.
لذلكَ نرى أن بعضَ أولئكَ الذين يعيشونَ Ø¨Ø¬ÙˆØ§Ø±Ù Ø¹Ù…ÙˆØ¯Ù Ø§Ù„ÙƒÙ‡Ø±Ø¨Ø§Ø¡ÙØŒ على Ø³Ø¨ÙŠÙ„Ù Ø§Ù„Ù…Ø«Ø§Ù„ÙØŒ ينتظرونَ Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø©ÙŽ Ø§Ù„ØªÙŠ يضيء٠Ùيها العمود٠ليهرعوا إلى Ø§Ù„Ø´Ø±ÙØ©Ù مع كتبهم ØØªÙ‘Ù‰ يتمكنوا من الدراسة٠قدرَ Ø§Ù„Ù…Ø³ØªØ·Ø§Ø¹Ù ØªØØªÙŽ Ù‡Ø°Ø§ الضوءÙ. دونَ أن ننسى الشمعَ الذي زادَ الطلب٠عليه مؤخراً، واستخدامَ الهاتÙ٠الخلوي للإنارة٠أيضاً، ÙÙŠ ØÙŠÙ† أن البعضَ الاخر الذي يعتبر٠ميسورَ Ø§Ù„ØØ§Ù„٠اعتمدَ شراء٠يو بي أس ÙƒØÙ„٠مؤقتÙ. كما قررَ بعضهم الاشتراكَ ÙÙŠ بعض٠الاماكن٠التي تساهم٠ÙÙŠ تقوية٠الطلاب٠أو Ø§Ù„Ù…ÙƒØªØ¨Ø§ØªÙ Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù…Ø©ÙØŒ ØØªÙ‰ يتمكنوا من إنهاء٠دراستهم اليوميةÙ.
رغمَ أن كلَّ هذه الامور٠غريبةٌ ولم نرهَا من Ù‚Ø¨Ù„ÙØŒ الا أن أغربَ ما ÙÙŠ الامر٠هو من لجأَ إلى المقاهي ÙƒÙ…ÙƒØ§Ù†Ù Ù„Ù„Ø¯Ø±Ø§Ø³Ø©Ù Ø¨Ø³Ø¨Ø¨Ù ÙˆÙØ±Ø©Ù الكهرباء٠وخدمة٠الإنترنت المجانيةÙ. وعلى الرغم٠من عدم٠السماØÙ للكثيرينَ بالخروج٠ÙÙŠ Ø§Ù„Ø§Ø¬Ø§Ø²Ø§ØªÙ Ù„Ù„Ù‚Ø§Ø¡Ù Ø±ÙØ§Ù‚هم، الا أن هذا الامرَ أصبØÙŽ Ù…ØªØ§ØØ§Ù‹ اليوم، Ø¨ØØ¬Ø©Ù الدراسة٠وإتمام٠الواجبات٠اليوميةÙ.
هذه Ø§Ù„Ø¸Ø§Ù‡Ø±Ø©ÙØŒ كما ÙŠØªØ®ÙŠÙ„Ù Ø§Ù„Ø¨Ø¹Ø¶ÙØŒ ليست أزمةَ كهرباءَ Ùقط، بل هي أكثر٠من ذلكَ. هذه الظاهرة٠سيكون٠لها تأثيرٌ اجتماعيٌّ سلبيٌّ كبيرٌ ÙÙŠ وقت٠لاØÙ‚Ù.
Ø§Ù„Ù…Ø¤Ø³Ø³Ø§ØªÙ Ø§Ù„ØªØ¹Ù„ÙŠÙ…ÙŠØ©ÙØŒ كما عرÙنَا دائماً، لديهَا Ù‚ÙˆØ§Ù†ÙŠÙ†Ù ÙˆÙ…ØØ±Ù…اتٌ. الدخول٠إليها يتطلب٠سؤالًا، والخروج٠منها لا يتطلب٠Ùقط إذناً من Ø§Ù„Ø§Ø¯Ø§Ø±Ø©ÙØŒ ولكن أيضاً من وليّ٠الامرÙ. ومن بين٠هذه Ø§Ù„Ù‚ÙˆØ§Ù†ÙŠÙ†ÙØŒ لا يجوز٠دخول٠هذه المؤسسات٠لمن لا عملَ Ùيها. هذه القوانين٠تجعلنا نقÙ٠أمامَ Ø§Ù„Ø¢ÙØ©Ù الاجتماعية٠التي أصابت طلابنا ØÙŠØ«Ù إن ما لا ÙŠÙØ³Ù…ØÙ به ÙÙŠ المدرسة٠والمنزل٠مباØÙŒ اليوم Ø¨ØØ¬Ø©Ù الكهرباءÙ. وإدراكاً منا للخطر٠الذي يمكن٠أن ÙŠÙ‡Ø¯Ù‘ÙØ¯ÙŽ Ø·Ùلابنا لاØÙ‚اً من خلال٠ترددهم على المقاهي Ø¨Ø§Ø³ØªÙ…Ø±Ø§Ø±ÙØŒ كان علينا أن Ù†Ù„ÙØªÙŽ Ø§Ù†ØªØ¨Ø§Ù‡ أولياء الامور٠بشأن٠هذه المسألةÙ. وهنا لا Ù†ØªØØ¯Ø«Ù عن طلاب٠الجامعة، لكن عن أولئكَ الاصغر٠سناً وأقلَّ وعياً بعد٠لبلوغ٠هذه المرØÙ„ة٠من الاستقلالية٠إلى ØØ¯Ù‘Ù ØªØ¹Ø¨ÙŠØ±ÙØŒ هنا نتكلم٠عن طلاب٠المراØÙ„٠المتوسطة٠والثانويةÙ. هذه الظاهرة،٠ومن لا ÙŠØ¹Ù„Ù…ÙØŒ Ø³ØªØ¬Ø¹Ù„Ù Ø§Ù„Ù…ØØ¸ÙˆØ±ÙŽ Ø¨Ø·Ø±ÙŠÙ‚Ø©Ù Ø£Ùˆ بأخرى جائزاً على الرغم٠من براءة٠الهدÙ٠وأهميته. ÙØ¥Ù† المقاهي ليست المنزلَ، وهي بعيدةٌ كلَّ البعد٠عن Ù…Ùهومه، Ùهي مكانٌ مصغرٌ عن Ø§Ù„Ø´Ø§Ø±Ø¹ÙØŒ ØÙŠØ«Ù يدخل٠إليها من نسمØÙ لهم بالدخول٠إلى منازلنا ومن نمنع٠أيضاً Ø¯ÙØ®ÙˆÙ„هم.
الطلاب٠ÙÙŠ هذه Ø§Ù„Ø§Ø¹Ù…Ø§Ø±ÙØŒ أي Ø³Ù†ÙˆØ§ØªÙ Ø§Ù„Ù…Ø±Ø§Ù‡Ù‚Ø©ÙØŒ لديهم ØØ³Ø§Ø³ÙŠØ©ÙŒ Ù…ÙØ±Ø·Ø©ÙŒ ÙÙŠ التعامل٠مع الاشياء٠التي قد ØªØØ¯Ø«Ù لهم خارجاً والتي غالباً ما يخاÙÙها Ø§Ù„Ø¢Ø¨Ø§Ø¡Ù ÙˆÙŠØØ§ÙˆÙ„٠المراهقونَ Ø¥Ø®ÙØ§Ø¡ÙŽÙ‡Ø§ØŒ خاصةً ÙÙŠ Ø§Ù„ÙˆÙ‚ØªÙ Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø±ÙØŒ وهوَ ما يعتبر٠من أكثر٠الأيام٠خطورةً وصعوبةً من الناØÙŠØ©Ù الاخلاقيةÙ. التدهور٠الاخلاقيّ٠ÙÙŠ المجتمع٠أصبØÙŽ Ù…ØªØ³Ù„Ù„Ø§Ù‹ إلى العائلات٠مثلَ Ø£ÙŠÙ‘Ù Ù…Ø±Ø¶Ù Ø®Ø¨ÙŠØ«ÙØŒ علاجÙه٠مكلÙÙŒ والنجاة٠منه٠صعبة. إنه ÙŠÙØºØ±Ù‚هم ÙÙŠ دوامة٠من الصراعات٠البربرية٠والاÙÙƒØ§Ø±Ù Ø§Ù„Ù…Ù†ØØ·Ù‘َة٠التي تزعزع٠البنيةَ الاخلاقيَّةَ التي ÙŠÙƒØ§ÙØÙ Ø§Ù„Ø§Ø¨Ø§Ø¡Ù Ù„ØªØ®ØµÙŠØµÙ‡Ø§ لأبنائهم. الاباء٠والامهات٠يبذلونَ Ù‚ÙØµØ§Ø±Ù‰ جÙهدهÙÙ… لمساعدة٠أبنائÙÙ‡ÙÙ…ØŒ لكنَّ هذه٠الوسيلةَ ليست ØÙ„َّاً لتقديمها لهم أو ØØªÙ‘ÙŽÙ‰ السَّماØÙ بها دون ÙˆØ¬ÙˆØ¯Ù Ø£ØØ¯Ù الوالدين معهم ÙƒÙ…Ø±Ø§Ù‚Ø¨ÙØŒ بل هي خطرةٌ. عادةً، يعيش٠الاهل٠بدوامة٠كبيرة٠ليتمكَّنوا من بذل ما بوسعهم لدعم٠ومساندة٠أبنائهم من Ø®Ù„Ø§Ù„Ù Ø§Ù„ØªØØ¯Ø«Ù معهم Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø©Ù Ù…Ø¹Ø±ÙØ©ÙŽ Ù‚Ø¯Ø±Ù Ø§Ù„Ù…Ø³ØªØ·Ø§Ø¹Ù Ù…Ø§ يمرونَ به أثناءَ المدرسة٠مع معلميهم وأصدقائهم، ÙˆØØªÙ‰ زيارات٠أقاربهم. ماذا لو زادتْ يوميات٠مقهىً منها؟
كم عائلةً تعيش٠ÙÙŠ ØØ§Ù„ة٠خوÙ٠من الشَّارع٠ومن Ø±ÙØ§Ù‚٠السوء٠وماذا قد ينتج٠عنهم مثلاً؟
أمَّا من يتساءل٠كي٠يمكنه٠إيجاد٠ØÙ„Ù‘Ù Ø¨Ø£Ù‚Ù„Ù‘Ù Ø¶Ø±Ø±ÙØŒ Ùيمكنه٠أن يسألَ Ù†ÙØ³Ù‡Ù سؤالا بسيطاً، وإذا لم يجدْ إجابةً Ù„Ù‡Ù ÙŠÙ…ÙƒÙ†Ù‡Ù Ø§ØµØ·ØØ§Ø¨Ù أبنائه٠ÙÙŠ زيارة٠عائلية٠تمكّÙÙ†Ùه٠من التخلًّص٠من بعض٠الشوائب٠من خلال٠سؤال٠يطرØÙÙ‡ على والديه وأجدادÙÙ‡.
كيÙÙŽ عاشَ أسلاÙنا ودرسÙوا وازدهرÙوا وعملÙوا ÙˆÙƒØ§ÙØÙوا بدون٠كهرباءَ وسيارات٠وهواتÙÙŽØŸ ÙˆÙÙŠ أصعب٠المراØÙ„ التي كانت أيضاً أثناءَ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ÙØŸ
لا يتعيَّن٠علينا الرجوع٠إلى الوراء٠كØÙ„Ù‘ÙØŒ ولا يتعيَّن٠علينا أيضاً الالتزام٠بكلّ٠ما هو متاØÙŒ من خلال٠اعتماده٠كØÙ„ّ٠أيضاً. وإذا أردنا أن نبقى ÙÙŠ هذا البلد٠بعيوبÙÙ‡ ØØªÙ‘ÙŽÙ‰ Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ±Ø§Ø¬Ù ÙØ¹Ù„ينا أن ندركَ تمامَ الادراك٠أننا نعيش٠ÙÙŠ Ø£Ø²Ù…Ø©Ù ØØ±Ø¨Ù Ø¶ÙØ¯Ù‘َنا، سواءٌ كانت من السلطة٠أو من Ø§Ù„Ø®Ø§Ø±Ø¬ÙØŒ وعلينا Ø¥Ù†Ù‚Ø§Ø°Ù Ø£Ù†ÙØ³Ùنا وأبناءÙنا، من هذه الÙوضى العارمة٠التي تجتاØÙ االبلدَ ببدائلَ تعتمد٠على Ø¥ØØªÙˆØ§Ø¡Ù وتوØÙŠØ¯Ù عائلاتنا بعيداً عن Ø§Ù„Ø®Ø·Ø±Ù ÙˆÙ…ØµØ¯Ø±Ù Ø§Ù„ØªÙ‡Ø¯ÙŠØ¯Ù ØØªÙ‰ لو كانت تلكَ البدائل٠بدائيةً.