ممتاز سليمان - خاصّ Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ نيوز
ØÙƒØ§ÙŠØ©Ù Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ مع الإدارة ÙÙŠ لبنان هي ØÙƒØ§ÙŠØ©ÙŒ قديمةٌ ومتجذرة، تعود إلى ما قبل ولادة دولة لبنان الكبير ÙÙŠ عشرينيات القرن Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Øª.
Ùمنذ٠ما قبل عهد المصرÙية، والقائمقاميتين كانت Ø«Ù‚Ø§ÙØ©Ù Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ موجودةً ومنتشرة، وقبل ذلك إبان ØÙƒÙ… السلطنة العثمانية، إذ لا تزال٠بعض التعابير ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ·Ù„ØØ§Øª التي تدلّ٠على Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ والرشوة متداولةً ومستمرة ØØªÙ‰ يومنا هذا ÙƒÙ…ØµØ·Ù„Ø Ø¨Ø±Ø·ÙŠÙ„ التركي الذي يختصر٠كلَّ معاني الرشوة ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯.
لم ينشأ الكيان اللبنانيّ٠على أسس٠ثابتة٠تØÙƒÙ…ها سيادة٠القانون والمؤسسات ،بل كان نتاجَ تسويات٠خارجية٠أو مواثيقَ طائÙية، Ùقبل الإستقلال شكلت ÙØ±Ù†Ø³Ø§ الدولةَ المنتدبة الكيان، ملØÙ‚ةً به الأقضية الأربعة ÙÙŠ البقاع والشمال وبيروت والجنوب، بشكل٠مصطنع ما جعل الصراعَ يمكث٠طويلا بين انتماء أهل تلك الأقضية للداخل ام للجوار ØŒ وهو ما تبلور لاØÙ‚ا ÙÙŠ الميثاق الوطنيّ٠غداةَ إعلان الاستقلال وخلا٠الهوية التي تمخَّضَ عنه بين الشرق (البلاد العربية) والغرب (أوروبا وأميركا) .
هذا ÙØ¶Ù„ا عن أنَّ الميثاقَ كان ذا صبغة طائÙية بين المسيØÙŠÙŠÙ† والمسلمين كطوائ٠ومذاهب، لا بين مكونات سياسية ÙˆØ£ØØ²Ø§Ø¨ بهد٠بناء دولة ØŒ وبالتالي كانت نظرة٠العائلات الروØÙŠØ© Ù†ØÙˆ الدولة والإدارة ØªØØ¯ÙŠØ¯Ù‹Ø§ نظرةَ الغنيمة مع الرغبة Ø¨Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© من عطاياها من خلال ØØ´Ùˆ الأزلام والمناصرين ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§Ø³ÙŠØ¨.
هذه النظرة الخاطئة للإدارة كانت Ù…ØÙزًا وبيئةً خصبةً لنموّ٠الرشوة ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ØŒ تعززت على مدى العقود ØØªÙ‰ تاريخنا Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø±ØŒ وما ساهم ÙÙŠ ديمومتها ÙÙ‚Ø¯Ø§Ù†Ù Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø³Ø¨Ø©Ù والعقاب ÙˆÙÙ‚ÙŽ ما سبق وأثرناه ÙÙŠ مقال سابق ØÙˆÙ„ Ø«Ù‚Ø§ÙØ© الإÙلات من العقاب السائدة دائما وأبدا.
بعد Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦Ù Ø¹ÙØ±Ùت Ù…ØØ§ÙˆÙ„ةٌ يتيمةٌ Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© تنظي٠الإدارة مع ما Ø§ØµØ·Ù„Ø Ø¹Ù„Ù‰ تسميته بالتطهير الإداريّ٠صي٠العام 1993ØŒ بهد٠تنقية القطاع العام من Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯ÙŠÙ†ØŒ ولكن ما لبث أن أعلنَ ÙØ´Ù„Ù‡ نتيجةَ ضغوطات القوى السياسية الطائÙية التي أخذت كلَّ ÙˆØ§ØØ¯Ø© منها تضغط تجاه إعادة موظÙيها Ø§Ù„Ù…ÙØµÙˆÙ„ين، كون أولئك يشكلون ركيزتها ÙÙŠ الإدارة.
واستمرَّ الأمر٠على هذا المنوال ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ والرشوة ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ³ÙˆØ¨ÙŠØ© تنخر جيد الإدارة اللبنانية على اختلا٠قطاعاتها ØØªÙ‰ بات Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯Ù هو القاعدة٠والنزاهة الإستثنائية، ØØªÙ‰ أنَّ وجودَ موظ٠نزيه هنا وهناك Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ø¯Ø¹Ø§Ø©Ù‹ للتعجب وغالبا ما يطلقون عليه لقب "غشيم" أو "معتر" ØŒ ولا تكون له Ø£ÙŠØ©ØØ¸ÙˆØ¸ ÙÙŠ استلام مراكز هامة.
سنتطرق ÙÙŠ ضرب الأمثلة إلى أمانات السجلّ٠العقاريّ٠ÙÙŠ الجوالة اللبنانية، ولنتأمل جيدا ÙÙŠ هذا التوصي٠الذي أطلقه المشرع واصÙًا الإدارة بالأمانة والموظ٠بالأمين، مع ما ÙŠÙØªØ±Ø¶Ù أن ÙŠØÙ…Ù„ÙŽ من معاني النبل والشر٠والنزاهة ÙˆØ§Ù„ØØ±Øµ على المال العام، لتجدَ الواقعَ مغايرًا ومعاكسًا تماما.
ÙØ£Ù…انات٠السجلّ٠العقاريّ٠ÙÙŠ مختل٠المناطق تØÙˆÙ„ت إلى Ø£ÙˆÙƒØ§Ø±Ù Ù„Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ المعشش المزمن، وعلى *عينك يا دولة* ويا ØªÙØªÙŠØ´ØŒ ÙÙØ§Ø¶Øª بالسماسرة والأزلام الذين تغصّ٠بهم غرÙها وأروقتها، وصار Ø§Ù„ØØ¶ÙˆØ± إليها كمن يخوض٠غمارَ Ø¨ØØ±Ù لجّÙيّ، ØØªÙ‰ إذا غضب الله على Ø£ØØ¯ المواطنين ورغب Ø¨Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© إنجاز معاملة ما Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ ليخرج مصابا بصداع نصÙيّ٠وشبه جنون، لأن لا Ø£ØØ¯ سيردّ٠عليه أو يلقي له بالاً.
ÙØ§Ù„سيستم الراكب معرو٠بين السماسرة ومعقبي المعاملات مع أمناء السجلّ٠وباقي الموظÙين، بØÙŠØ« أنَّ المعاملةَ ستمرّ٠بقنوات وموظÙين ØØªÙ‰ تصلَ إلى أمين السجل، وقد ØªØ³ØªØºØ±Ù‚Ù Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø§Ù…Ù„Ø©Ù Ø§Ù„Ù†Ø§Ø´ÙØ© أو غير المتبناة من سمسار شهورًا لأنَّ كلَّ موظ٠سيطرØÙ‡Ø§ جانبا على الرÙÙ‘ - هذا اذا لم تÙقد - ÙÙŠ ØÙŠÙ† تجد المعاملات ال vip تسير بين المكاتب بإنسيابية وثبات لأن الموظ٠قد قبض المعلوم.
إن أكبرَ خطر على الإدارة عامة يتمثل ÙÙŠ عصابات السماسرة وبعض الموظÙين الذين يسيطرون على غالبية المعاملات العقارية وبالقوة بØÙŠØ« لا يجد المواطن بدًّا من توكيل سمسار بمعاملاته طبعا بعدما ÙŠÙهمس٠ÙÙŠ أذنه من قبل الموظÙين مرارا وتكرارا ما إلك إلا Ùلان أو علان لتخلص معاملتك.
ÙˆÙلان وعلان من السماسرة يتعامل مع الموظÙين كشركاء بالنصّ ÙˆØªÙØªØ أمامه السجلات والكمبوترات والمستودعات وله Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ية على غيره من Ø§Ù„Ù…ØØ§Ù…ين والمواطنين، ولتنظر الدولة أو Ø§Ù„ØªÙØªÙŠØ´ أو ما سواه ÙÙŠ ثروات ومستوى معيشة بعض الموظÙين ÙÙŠ الدوائر العقارية أو رؤساء المكاتب أو أمناء السجلّ٠وتسألهم من أين لكم هذا؟! وهل تتناسب معيشتهم ومستواهم الراقي مع راتبهم الشهري!!
بعيد الأزمة ازداد الترهل والتراخي ÙØªØÙˆÙ„ بعض الموظÙين Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… إلى معقبين للمعاملات العقارية على ØØ³Ø§Ø¨Ù‡Ù… تاركين مئات المعاملات جانبا، متسببين بÙوضى عارمة ÙÙŠ أروقة الدوائر.
مؤخرًا بدأت Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø©Ù Ù…ØØ§Ø³Ø¨Ø©Ù جدية تمخضت عن توقي٠معظم العاملين ÙÙŠ هيئة تسجيل السيارات والآليات ÙÙŠ بيروت وتوقي٠مديرها العام ØŒ كما وجرت Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© للتنظيم ÙÙŠ أمانة السجل العقاريّ٠ÙÙŠ بعبدا ØŒØÙŠØ« Ù…Ùنع السماسرة من الدخول، على أمل أن تستمرَّ هذه الØÙ…لات لتنقية واستقامة العمل الإداري ÙÙŠ هذا القطاع Ø§Ù„ØØ³Ø§Ø³.
وأخيراً وبما أن التعميمَ لا يقارب المنطق والعقل ولأنها إن خليت خربت، لا بدَّ من الإشارة إلى وجود بعض الموظÙين على قلتهم ومن بينهم أمناء سجل ورؤساء مكاتب يعملون بضمير ووÙقاً للأصول، ÙØªØ¬Ø¯ مثلا امينة سجل تداوم على رأس عملها من الإثنين إلى الجمعة ØØªÙ‰ ساعات متأخرة ÙÙŠ سبيل تسيير وتسهيل معاملات المواطنين، وتستقبل كلَّ مراجع شخصيًّا ÙÙŠ مكتبها دون تأÙ٠أو انزعاج.
هذه النماذج ينبغي الإضاءة عليها وتشجيعها وتكريمها لنصل إلى يوم لا يعتبر Ùيه ولوج باب الإدارة من مواطن كمن يركب المجهول، وعلى أمل وضع ØØ¯Ù‘٠لتلك المغر والكهو٠المظلمة وهدمها ليبنى على الشيء مقتضاه.