خاص النشرة - خاص النشرة
إذا لم تغيّر التطورات الدراماتيكية المتسارعة على خطّ الأزمة الأوكرانية، على وقع "قرع طبول Ø§Ù„ØØ±Ø¨" الجاري على قدم وساق، من المخطّطات المرسومة، من Ø§Ù„Ù…ÙØªØ±Ø¶ أن "ÙŠØØ·Ù‘" وزير الخارجية Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ© ​جان إي٠لودريان​ ÙÙŠ بيروت مجدّدًا الأسبوع المقبل، بعد انقطاع طويل، منذ أطلق مقولته الشهيرة التي توجّه بها إلى اللبنانيّين: "ساعدونا لنساعدكم.
ÙØ¹Ù„Ù‰ الرغم من الانشغال العالميّ بتطورات أوكرانيا، التي تنذر بـ"ØØ±Ø¨ ØØ§Ù…ية" بدأت مؤشّراتها تتصاعد بين روسيا ودول الغرب، لا يزال الملÙÙ‘ اللبنانيّ على ما يبدو ÙŠØØªÙ„Ù‘ "مكانته" ÙÙŠ الأروقة الدولية، إذ كان جزءًا من الملÙّات التي Ø¨ØØ«Ù‡Ø§ لودريان مع نظيره الأميركي ​أنتوني بلينكن​ مثلاً على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن نهاية الأسبوع الماضي.
وخلال المؤتمر Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ Ø³ÙØ¬Ù‘Ù„ لقاء بين وزير الخارجية Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ ÙˆØ±Ø¦ÙŠØ³ الØÙƒÙˆÙ…Ø© اللبنانية ​نجيب ميقاتي​، اتÙÙÙÙ‚ على استكمال خلال الزيارة التي يزمع لودريان القيام بها إلى لبنان، مطلع الأسبوع المقبل، ÙˆÙقًا للتقديرات، وإن كانت Ù…Ø±Ø´ØØ© للتعديل، ÙÙŠ ضوء ØØ§Ù„Ø© الاستقطاب ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªÙ†ÙØ§Ø± التي يشهدها العالم، والتي يمكن أن تخلط كلّ الأوراق Ø¯ÙØ¹Ø© ÙˆØ§ØØ¯Ø©.
Ùماذا ÙÙŠ "جعبة" لودريان هذه المرّة، إذا ما ØØ·Ù‘ ÙÙŠ بيروت؟ أيّ "رسائل" قد ÙŠØÙ…لها إلى المسؤولين اللبنانيين؟ هل تكون زيارته "مناسبة" لإØÙŠØ§Ø¡ مبادرة الرئيس ​إيمانويل ماكرون​ "Ø§Ù„Ù…ØªØ±Ù†Ù‘ØØ©" على وقع التغييرات الكثيرة ÙÙŠ المشهد؟ ولماذا يضع البعض هذه الزيارة ÙÙŠ إطار "إعادة ترتيب للأولويات" الدولية ÙÙŠ لبنان ÙÙŠ هذه المرØÙ„ة؟.
ÙÙŠ المبدأ، يشير العارÙون إلى أنّ الزيارة تأتي ÙÙŠ سياق تأكيد الاهتمام Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠÙ‘ بالوضع ÙÙŠ لبنان، وبالتالي تكريس "مبدأ" أنّ المبادرة Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ© لم ØªÙŽÙ…ÙØªØŒ بل إنّها "قيد التنÙيذ"ØŒ علمًا أنّ Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠÙ‘ين ينتظرون من الجانب اللبناني إنجاز الشقّ التقني المطلوب منه ÙÙŠ هذه المرØÙ„ة، وهو ما ÙŠØØµÙ„ أساسًا من خلال Ø§Ù„Ù…ÙØ§ÙˆØ¶Ø§Øª التي تخوضها الØÙƒÙˆÙ…Ø© اللبنانية مع ​صندوق النقد الدولي​، بعد إقرار الموازنة العامة، وبانتظار التصديق على خطّة التعاÙÙŠ المالي.
ÙˆÙŠÙ„ÙØª هؤلاء إلى أنّ هذه المبادرة باتت بمثابة "أمر واقع" بالنسبة إلى Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠÙ‘ين قبل اللبنانيّين، ÙØ§Ù„رئيس إيمانويل ماكرون لا يستطيع تØÙ…ّل تبعات أيّ "ÙØ´Ù„ Ù…ÙØ¹Ù„ÙŽÙ†" لمبادرته على أعتاب ​الانتخابات الرئاسية​ Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ©ØŒ ÙˆÙÙŠ ظلّ "تصويب" العديد من خصومه عليه ØªØØ¯ÙŠØ¯Ù‹Ø§ من البوابة اللبنانية، باعتبار أنّه "ضيّع وقته" ÙÙŠ ملÙÙ‘ "ساقط"ØŒ من دون أن ÙŠÙ†Ø¬Ø Ø¹Ù…Ù„ÙŠÙ‹Ø§ ÙÙŠ Ø¥ØØ¯Ø§Ø« أيّ "خرق" على أرض الواقع، مع ØªÙØ§Ù‚Ù… ØØ§Ù„Ø© "الانهيار" ÙÙŠ لبنان.
بهذا المعنى، ÙŠÙنتظَر أن تصبّ زيارة وزير الخارجية Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø±ØªÙ‚Ø¨Ø© إلى بيروت ÙÙŠ خانة تأكيد "الثوابت Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ©" لجهة التشديد على أنّ المبادرة Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ© مستمرّة، وأنّ باريس تنتظر من اللبنانيين إنضاج الظرو٠الملائمة والمطلوبة لتلعب دورها، ولجهة التذكير مرّة أخرى بأنّ الرئيس Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ Ù„Ù† يتخلّى عن لبنان، لكنّ الشروط التي وضعها ​المجتمع الدولي​ منذ اليوم الأول لا تزال تنتظر التطبيق الكامل، وعلى رأسها ورشة Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§ØØ§Øª الموعودة.
لكن، بعيدًا عن الشعارات والأقوال، ثمّة من يسأل: هل هذا ÙØ¹Ù„اً المنتظَر والمأمول من زيارة وزير الخارجية Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ Ø¥Ù„Ù‰ بيروت؟ وأليس هذا الدور Ø¨Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ¯ هو ما يقوم به ØªØØ¯ÙŠØ¯Ù‹Ø§ Ø§Ù„Ù…ÙˆÙØ¯ الرئاسي Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ Ø§Ù„Ø°ÙŠ يزور لبنان بين الÙينة والأخرى، لمتابعة استكمال تطبيق المبادرة Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ© ومندرجاتها مع الوزارات والدوائر المعنيّة؟.
من هنا، ÙŠÙØ¹ØªÙ‚َد أنّ ثمّة أبعادًا أخرى لزيارة لودريان إلى بيروت، تتجاوز ÙÙŠ الجوهر "أساس" المبادرة Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠÙ‘ة، لتشمل مقاربة المجتمع الدولية الجديدة إزاء لبنان ÙÙŠ هذه المرØÙ„ة، مع ما تنطوي عليه من إعادة "ترتيب" للأولويات، بما ÙŠÙ…Ù†Ø "الصدارة" للانتخابات النيابية المنتظرة ÙÙŠ الخامس عشر من أيار، والتي ما عادت خاÙية على Ø£ØØ¯ "الرهانات الدولية" على خطها، وبالتالي "تقديمها" على مسألة Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§ØØ§Øª المÙنتظَرة.
ÙÙŠ هذا السياق، ÙŠÙØ¹ØªÙ‚َد أنّ وزير الخارجية Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ Ø³ÙŠØ´Ø¯Ù‘Ø¯ خلال زيارته إلى لبنان، ولقاءاته المسؤولين، أنّ موعد الخامس عشر من أيار الذي ØÙدّد لتنظيم الانتخابات ÙÙŠ كلّ لبنان هو بمثابة "خط Ø£ØÙ…ر"ØŒ ما يوجب وضع ØØ¯Ù‘ لكلّ أجواء "التشكيك" غير البريئة، ولكلّ النوايا المبطنة ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ¹Ù„َنة لـ"تطيير" الانتخابات، أو إلغائها، أو Ø¨Ø§Ù„ØØ¯Ù‘ الأدنى تأجيلها ØªØØª شعارات وذرائع واهية لا تنطلي على Ø£ØØ¯.
ورغم أنّ كلّ الأجواء الداخلية لا توØÙŠ Ø¨Ø£Ù†Ù‘ الانتخابات ستؤدّي إلى تغيير جذري "خارق" ÙÙŠ طبيعة الخريطة السياسية، وأنّ التعديلات التي قد تتمخّض عنها ستكون "Ø·ÙÙŠÙØ©"ØŒ وربما من باب "Ø±ÙØ¹ العتب"ØŒ إلا أنّ المجتمع الدولي لا يزال ينظر إلى هذه الانتخابات على أنّها "سبيل التغيير" ÙÙŠ لبنان، وهو ما Ø³ÙŠØØ§ÙˆÙ„ وزير الخارجية Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ ØªÙ…Ø±ÙŠØ±Ù‡ ÙÙŠ ØØ§Ù„ إتمام زيارته، عبر دعوة الرأي العام إلى "Ù…ØØ§Ø³Ø¨Ø©" الطبقة Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© من خلال صناديق الاقتراع.
وبموجب "خريطة الطريق" Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ© والدولية، ÙØ¥Ù†Ù‘ الØÙƒÙˆÙ…Ø© التي ستتمخّض عن الانتخابات ستكون هي المسؤولة عن متابعة تنÙيذ مندرجات المبادرة Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠÙ‘ة، بعد أن تكون الØÙƒÙˆÙ…Ø© Ø§Ù„ØØ§Ù„ية قد وضعت "Ø§Ù„Ø£Ø³ÙØ³" المطلوبة لمثل هذه العملية، ورسمت "خطوطها العريضة"ØŒ وبذلك ÙØ¥Ù†Ù‘ "Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§ØØ§Øª"ØŒ على أهميتها ÙˆØØ³Ø§Ø³ÙŠÙ‘تها، "Ø±ÙØÙ‘Ù„Øª" مبدئيًا إلى ما بعد إنجاز الاستØÙ‚اق الديمقراطي، وتشكيل ØÙƒÙˆÙ…Ø© جديدة، وهو ما يخشى كثيرون أن يكون "عسيرًا".
ÙÙŠ النتيجة، لن يكون الكثير Ù…Ùنتظَرًا من زيارة وزير الخارجية Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ Ø¥Ù„Ù‰ لبنان، إذا ما تمّت، لكنّها قد تكون Ø¨ØØ¯Ù‘ ذاتها مؤشّرًا واضØÙ‹Ø§ إلى أنّ الاهتمام الدولي بلبنان لم يتراجع، ولو أنّ الاهتمام "منصبّ" ÙÙŠ الوقت Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ على إجراء الانتخابات ÙÙŠ وقتها، اهتمام يثير بعض علامات الاستÙهام والريبة ÙÙŠ الداخل، عن خلÙيّاته ÙˆØ¯ÙˆØ§ÙØ¹Ù‡ØŒ ولو أنّ ما يطلبه المجتمع الدولي ÙŠÙØªØ±Ø¶ أن يكون من "البديهيات" غير الخاضعة لأيّ نقاش!.