ØØ³Ù† إسميك-النهار العربي
انتهت Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الباردة الثانية وبدأت Ø§Ù„ØØ±Ø¨ العالمية الثالثة. ÙˆØÙŠÙ† ØªÙØ·Ù„Ù‚ الرصاصة الأخيرة ÙˆÙŠÙ†ØØ³Ø± الدخان، سيØÙƒÙ… التاريخ على الناتو، إن لم يكن السبب الرئيسي Ù„Ù„ØØ±Ø¨ØŒ ÙØ¨Ø§Ù„تأكيد Ø£ØØ¯ أهم ثلاثة أسباب. ÙˆØÙŠÙ†Ù‡Ø§.. لا يلومن الناتو إلا Ù†ÙØ³Ù‡.
ÙÙŠ مثل هذا الشهر قبل 15 عامًا، أعلن الرئيس الروسي Ùلاديمير بوتين ÙÙŠ مؤتمر الأمن الدولي أن وضع الناتو "قواته ÙÙŠ الخطوط الأمامية على ØØ¯ÙˆØ¯Ù†Ø§ ... يمثل Ø§Ø³ØªÙØ²Ø§Ø²Ù‹Ø§ خطيرًا يقلل من مستوى الثقة المتبادلة، ولدينا الØÙ‚ ÙÙŠ أن نسأل: ضد من هذا التوسع؟ .
لماذا أشير لهذا الخطاب الآن؟ لأني أرى Ùيه Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø© التاريخية ØÙŠÙ† أعلن بوتين Ø±ÙØ¶ بلاده المطلق Ù„ØÙ„٠الناتو، وسعيه الشخصي لاستعادة العمق الاستراتيجي وهيمنة Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙيتي السابق. لقد كان ذلك الخطاب وعن ØÙ‚ØŒ إيذاناً رسمياً ببدء سباق التوسع بين الناتو وروسيا.
بوتين لم يرغب أبداً أن يكون جزءًا من النظام الدولي Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠØŒ بل أراد نسÙÙ‡. والناتو أشعل له Ø§Ù„ÙØªÙŠÙ„.
بعد تشكيله ÙÙŠ عام 1949 لتمكين أعضائه الـ 12 الأصليين من Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ المتبادل ردًا على أي هجوم يشنه أي طر٠خارجي - روسيا وألمانيا الشرقية على وجه الخصوص - قبل الØÙ„٠اليونان وتركيا ÙÙŠ 1952ØŒ وألمانيا الغربية ÙÙŠ 1955 وإسبانيا ÙÙŠ 1982ØŒ وعلى الرغم من المعارضة الروسية الضخمة، قبل الØÙ„٠مرة أخرى ÙÙŠ العام 1999 ثلاث دول سابقة من ØÙ„٠وارسو؛ بولندا والمجر وجمهورية التشيك، ثم ÙÙŠ عام 2004 ÙØªØ أبوابه أمام سبع دول جديدة من أوروبا الوسطى والشرقية: بلغاريا وإستونيا ولاتÙيا وليتوانيا ورومانيا ÙˆØ³Ù„ÙˆÙØ§ÙƒÙŠØ§ وسلوÙينيا. وبعد خمسة أعوام، انضمت له ألبانيا وكرواتيا، ثم الجبل الأسود، وأخيراً مقدونيا.
وعلاوة على ذلك، قامت الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© ببناء قاعدة جوية ÙÙŠ قيرغيزستان، التي ترتبط بعلاقات تاريخية واقتصادية مع روسيا، Ø¨ØØ¬Ø© أنها قاعدة مؤقتة إثر Ø£ØØ¯Ø§Ø« 11 أيلول(سبتمبر)ØŒ استخدمتها لشن غزوها على العراق. ÙˆÙÙŠ عامي 2004 Ùˆ2005ØŒ أدت الثورات ÙÙŠ جورجيا وأوكرانيا وقيرغيزستان إلى وصول ØÙƒÙˆÙ…ات موالية للغرب إلى السلطة، ÙˆÙÙŠ دول يعتبرها بوتين خاضعة للØÙƒÙ… السوÙيتي، الأمر الذي زاد من تأجيج غضبه الملتهب.
وعندما بدأ الناتو ÙÙŠ مغازلة أوكرانيا، كان ذلك بمثابة إشعال عود الثقاب لتبدأ على إثره ØØ±Ø¨ باردة جديدة، ومن منظور طويل للتاريخ، Ø§Ù†ÙØ¬Ø±Øª Ø§Ù„ØØ±Ø¨ العالمية الثالثة بعد ثوان٠ÙÙŠ ØØ±ÙƒØ© بطيئة.
عارض بوتين التقارب الغربي مع أوكرانيا على ÙƒØ§ÙØ© Ø§Ù„ØµÙØ¹Ø¯Ø› عسكريًا من ناØÙŠØ© انضمامها للناتو، وسياسيًا واقتصاديًا من ناØÙŠØ© تطوير كيي٠روابطها مع Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي. لقد كانت أوكرانيا "الديمقراطية" التي تتلقى دعمًا رسميًا من الأطلسي ÙÙŠ تلك المستويات الثلاث بمثابة تهديد لروسيا، وهذا سبب ÙƒØ§Ù Ø³ÙŠØ¯ÙØ¹ بوتين عام 2008 ليرسم خطاً Ø£ØÙ…ر عميقا ÙÙŠ الرمال إثر الوعود التي قدمها قادة الناتو لأوكرانيا بأنها يمكن أن تنضم يومًا ما للØÙ„Ù.
أما اختيار بوتين لهذا التوقيت بالذات ليعلن غزو ÙƒÙŠÙŠÙØŒ Ùنابع ÙÙŠ الغالب من كونه يستشعر ØØ§Ù„Ø© الوهن التي يعيشها ØÙ„٠الناتو اليوم، ÙÙŠ ظل قرار إدارة بايدن تركيز مواردها السياسية والاقتصادية والعسكرية على آسيا، وليس على أوروبا أو الشرق الأوسط. كان هذا التوقيت مثالياً لبوتين أيضاً لأنه كان يعلم أن الرئيس الأميركي لا ÙŠØØ¸Ù‰ بالدعم الكامل، ØØªÙ‰ من ØØ²Ø¨Ù‡ØŒ ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن أوكرانيا.
Ùقد ØØ°Ø±Øª النائبة براميلا جايابال، رئيسة Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„ØªÙ‚Ø¯Ù…ÙŠ Ù„Ù„ØØ²Ø¨ الديمقراطي، بايدن ÙÙŠ كانون الثاني (يناير)ØŒ ØÙŠÙ† ØµØ±ØØª بالقول: "لدينا مخاو٠كبيرة من أن عمليات نشر القوات الجديدة، والعقوبات الشاملة والعشوائية، وتدÙÙ‚ مئات الملايين من الدولارات من Ø§Ù„Ø£Ø³Ù„ØØ© Ø§Ù„ÙØªØ§ÙƒØ©ØŒ ستزيد من التوترات وتزيد من ÙØ±ØµØ© سوء التقدير".
ولكن يبقى الأمر الأهم ÙÙŠ كل ذلك هو إدراك بوتين لأهمية أوكرانيا ذاتها، أض٠لذلك أن Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© من توسع الناتو لم تكن أمراً متÙقاً عليه داخل المنظمة ذاتها، والتي يعتمد أعضاؤها الأوروبيون بشكل شبه كلي على Ø§Ù„Ù†ÙØ· والغاز ÙˆØ§Ù„ÙØÙ… الصلب الروسي، وبالتالي كانوا مترددين ÙÙŠ إثارة غضب روسيا دون داعÙ.
ومن ثم، وبدلاً من "أم كل العقوبات" التي كانت ستدمر الاقتصاد الروسي بعد عزله عن النظام الاقتصادي الدولي، استقرت الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© ÙˆØÙ„ÙØ§Ø¤Ù‡Ø§ على عقوبات Ø¶Ø¹ÙŠÙØ© - Ø§Ø³ØªÙ‡Ø¯ÙØª بنكين روسيين Ùقط، وثلاثة من أصدقاء بوتين المقربين على قائمة العقوبات الأميركية وتجميد عمليات الشراء المستقبلية للديون السيادية الروسية بدلاً من جميع مشترياتها. ومن المتوقع ألا يكون لهذه العقوبات Ø§Ù„Ø¶Ø¹ÙŠÙØ© أي تأثير بالنظر إلى Ø§Ù„ØªØØ§Ù„٠الروسي الصيني الموقع ÙÙŠ بكين عشية الأزمة الأوكرانية.
وكما قال الشاعر العربي الكبير المتنبي:
"ÙÙŽØµÙØ±Ù’ت٠إذا أصابَتْني سÙهامٌ تكَسّرَت٠النّصال٠على النّصالÙ"!
لقد دخل Ø§Ù„ØªØØ§Ù„٠الروسي الصيني ØÙŠØ² التنÙيذ Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„. وردًا على الأسئلة بشأن ØÙ„٠الناتو خلال مؤتمر ميونيخ للأمن الأسبوع الماضي، أجاب وزير الخارجية الصيني وانغ يي بشكل ÙˆØ§Ø¶ØØŒ "هل التوسع المستمر للناتو Ù†ØÙˆ الشرق سيقضي إلى تØÙ‚يق السلام والاستقرار الدائمين ÙÙŠ أوروبا؟ هذا سؤال ÙŠØØªØ§Ø¬ الأصدقاء الأوروبيون إلى التÙكير Ùيه بجدية"ØŒ لقد كان جوهر السؤال الذي وجهته الصين للناتو: هل ØÙ‚اً تستØÙ‚ أوكرانيا أن تندلع ØØ±Ø¨ عالمية ثالثة؟
كان الناتو على علم بما هو على المØÙƒ ØÙ‚اً ÙÙŠ موضوع أوكرانيا. ليرد الأمين العام للØÙ„٠ينس ستولتنبرغ على سؤال يي عندما ÙˆØ§ØµÙØ§Ù‹ الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه "أخطر Ù„ØØ¸Ø© ÙÙŠ الأمن الأوروبي على مدى جيل كامل".
Ø³ØªØ³ÙØ± نتيجة Ø§Ù„ØØ±Ø¨ على أوكرانيا عن انبثاق نظام عالمي صيني روسي جديد يٌنهي هيمنة أميركا Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ© القطب، وستثبت قدرة روسيا على توسيع ØØ¯ÙˆØ¯Ù‡Ø§ إلى ما هو أبعد من أوكرانيا. يتمثل الهد٠النهائي لبوتين ÙÙŠ إعادة تشكيل كامل الهيكل الأمني لأوروبا، ليضمن بذلك توسيع وتوطيد هيمنة روسيا وعمقها الاستراتيجي.
لا يلوم ØÙ„٠الناتو إلا Ù†ÙØ³Ù‡. Ùقد أطلق كلاب الجØÙŠÙ… ØÙŠÙ† ÙØªØ أبوابه للتوسع الشرقي. وقريباً من هذا أشار روبرت كاغان، مؤل٠مقالة استشراÙية نشرتها "Ùورين بوليسي" بعنوان "الدعم ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ العالمية الثالثة" ØŒ وكتب مؤخرًا ÙÙŠ مقال آخر: "مع تقاسم بولندا وهنغاريا وخمسة أعضاء آخرين ÙÙŠ الناتو ØØ¯ÙˆØ¯Ù‹Ø§ مع روسيا الجديدة الموسعة، ÙØ¥Ù† قدرة الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© والØÙ„٠على Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø´Ø±Ù‚ÙŠ Ù„Ù„ØªØØ§Ù„٠سو٠تتضاءل إلى ØØ¯ كبير .
الانقسام العالمي اليوم ليس أيديولوجيًا ÙØØ³Ø¨ØŒ بل سياسي واقتصادي وتكنولوجي وسيبراني، ما يعني أن نطاقه أوسع امتدادًا ومواجهاته أعلى ØªÙƒÙ„ÙØ© والتنبؤ به أكثر صعوبة، وبالتالي ستكون صراعاته أكثر كارثية.
وإذا تمكن ØÙ„٠الناتو الخروج من الأزمة الأوكرانية Ø§Ù„ØØ§Ù„ية بأقل الخسائر الممكنة، وهذه مهمة ليست باليسرة أبداً، Ùهذا ÙŠØØªÙ… عليه إجراء تقييم شامل وعلى الÙور، لمكانته ودوره وموقعه ÙÙŠ العالم، وتقييم ÙØ¹Ø§Ù„ية ØªØØ§Ù„ÙØ§ØªÙ‡ØŒ ومن ثم إعادة بناء استراتيجياته على هذا الأساس، خاصة وأن Ø§Ù„ØªØØ§Ù„٠الصيني الروسي الذي تم تشكيله ØØ¯ÙŠØ«Ù‹Ø§ØŒ مستعد ومتربص وجاهز لانتهاز أي نقاط ضع٠دون أي تردد.