طوني خوري - خاص النشرة
دخل اليوم المؤمنون المسيØÙŠÙˆÙ† الذين يتبعون التقويم الغربي، ÙØªØ±Ø© الصوم الكبير، ÙˆÙÙ‚ المÙهوم المتناقل من جيل الى جيل ØÙˆÙ„ عادات الصيام والطريقة المتّبعة للمؤمن ليسير على الطريق التي انتهجها قبله آباؤه واجداده. من المؤكد ان الصوم يتمتع بمÙهوم ديني عميق ومهم ويقضي بترÙّع الانسان عن الامور المادية كي يتقرب من اخيه الانسان ومن الله، اما المÙهوم الديني للانقطاع عن اكل اللØÙˆÙ… والألبان والأجبان، انما يصب ÙÙŠ خانة وضع الاموال التي يتم توÙيرها، ÙÙŠ تصر٠المعوزين والÙقراء.
هذا هو المÙهوم العام للصوم. ولكن ÙÙŠ هذه Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© ØªØØ¯ÙŠØ¯Ø§Ù‹ØŒ ÙˆÙÙŠ لبنان Ùقط، يتساءلالكثير من المؤمنين عما اذا كانت هذه التقاليد لا تزال ØµØ§Ù„ØØ© وتخدم معناها الديني الØÙ‚يقي، لانّه ÙÙŠ ظل الظرو٠الاقتصاية والمالية والمعيشية Ø§Ù„ØØ§Ù„ية، Ø§ØµØ¨ØØª الاوضاع غير تقليديّة، لا بل يمكن ان تكون معكوسة. ØØªÙ‰ الامس القريب، كان من يستعيض عن اللØÙˆÙ… بالاسماك، يعتبر بأنه يوÙّر اموالاً ليخدم بها هدÙÙ‡ الديني من الصوم، اما اليوم ÙØ³Ø¹Ø± الاسماك يضاهي سعر اللØÙˆÙ… ويتخطّاه ÙÙŠ كثير من Ø§Ù„Ø§ØµÙ†Ø§ÙØŒ وبات من يتناول السمك من Ø§Ù„Ù…ØØ¸ÙŠÙŠÙ† ويÙنظر اليه على انه من الاثرياء. وللتذكير Ùقط، كان غالبية الرسل وتلاميذ Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù…Ù† صيادي الاسماك، وكان السمك الطعام اليومي لغالبية الناس والاقل سعراً Ùيما كانت اسعاراللØÙˆÙ… اعلى بكثير.
مثال آخر يمكن الركون اليه ÙÙŠ ايامنا هذه، وهو ان آباءنا واجدادنا استعاضوا عن اللØÙˆÙ… والالبان والاجبان، Ø¨Ø§Ù„ØØ¨ÙˆØ¨ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§ØµÙŠÙ„ الزراعية من خضار ÙˆÙواكه، اما ÙÙŠ لبنان اليوم، Ùمن النادر الوقوع على انواع من الخضار ÙˆØ§Ù„ÙØ§ÙƒÙ‡Ø© بأسعار زهيدة، ØØªÙ‰ انّ المرء ÙŠÙكّر مرتين ليتناول ما كان ÙŠÙØ¹Ø±Ù بأكل الÙقراء على مثال اللبن واللبنة والاجبان البيضاء (وليس الاجبان Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ© التي كانت ولا تزال غالية الثمن)ØŒ ÙˆØ§Ù„ØØ¨ÙˆØ¨Ù…Ù† عدس ÙˆØÙ…ص وأرزّ وبطاطا وبندورة وخيار وباذنجان وكوسى ولوبياء... كل هذه المواد الغذائية التي كانت ÙÙŠ كل بيت، Ø§ØµØ¨ØØª Ù…Ùقودة من المنازل ÙˆÙŠØªÙØ§Ø®Ø± من ÙŠØØ¶Ø±Ù‡Ø§ بأنّه خرج عن العادة. ØØªÙ‰ "منقوشة" الصعتر والزيت او "بيتزا" الخضار، Ø§ØµØ¨ØØª من "Ø§Ù„Ù…ØØ¸ÙˆØ±Ø§Øª" بالنسبة الى العديد من الناس نظراً الى اسعارها النارية ÙÙŠ الاسواق، وهو مردّه الى امرين: الاول ان المسؤولين السياسيين والماليين والاقتصاديين والتجار وغيرهم... لا يعيشون Ù…Ùهوم الصيام ولا يقاربون التعاليم الدينية لايّ ديانة سماوية، ويكتÙون بمÙهومهم الخاص لديانتهم الارضية. اما السبب الثاني Ùيعود الى انّ غياب الرقابة Ø§Ù„ÙØ¹Ù„يّة والعقوبات الرادعة وهو ما ÙŠØ¯ÙØ¹ Ø§ØµØØ§Ø¨ السبب الاول الى توسيع ØÙ‚Ù„ عدم مراعاتهم للناس ومصالØÙ‡Ø§ØŒ والامعان ÙÙŠ تضخيم الاسعار وممارسة الهدر ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ الى ØØ¯ غير مسبوق ولا سق٠له.
انه Ù…Ùهوم الصوم الكبير ÙÙŠ لبنان، وقد انقلب رأساً على عقب، اذ يسأل المؤمن Ù†ÙØ³Ù‡: ما ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© الصوم عن اللØÙˆÙ… والاجبان والالبان اذا كان البديل (الذي من Ø§Ù„Ù…ÙØªØ±Ø¶ ان يكون بأسعار متهاودة يمكن لأي كان شراءه)ØŒ بسعر يوازي تلك الاسعار اذا لم يكن اعلى منها ÙÙŠ كثير من الاØÙŠØ§Ù†ØŸ عند الله الامور سهلة وبسيطة، Ùهو لا يتعلق بما يدخل الى الانسان بل بما يخرج منه، ÙØ§Ù„صوم ÙŠÙ†Ø¬Ø Ø¯ÙŠÙ†ÙŠØ§Ù‹ اذا لم يخرجمن Ùمنا ومن Ø§Ù†ÙØ³Ù†Ø§ ما يؤذي الآخرين ويعارض مبادئ Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ø© ÙˆØ§ÙØ¹Ø§Ù„ها. ليس ÙÙŠ الامر دعوة الى التخلي عن عادات الصوم او عدم الالتزام بها، بقدر ما هي دعوة الى التÙكير العميق بوجوب ايجاد بدائل مقبولة ÙÙŠ هذه الاوضاع الاستثنائية لارضاء الله ÙˆÙÙ‚ المعنى الØÙ‚يقي والهد٠الاسمى للصوم ككل، لان الصوم عن الطعام ليس الهد٠منه تنØÙŠÙ الجسم او Ø§Ù„ØªØ¨Ø¬Ø Ø§Ù…Ø§Ù… الآخرين، Ùهذا الامر يمكن القيام به ÙÙŠ اي زمان ومكان ومن قبل الجميع، لكن الاهم تطويع الجسم لرغبة الروØ.
صوم مبارك... ØØªÙ‰ ÙÙŠ لبنان.