بثينة شعبان-الميادين
دروس كثيرة Ø³ØªÙØ±Ø²Ù‡Ø§ الأيام القادمة، ولكن ما يجري شبيه بما جرى عام 1956 ØÙŠØ« كان العدوان الثلاثي على مصر إيذاناً بانتهاء الإمبراطوريتين Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ© والبريطانية وولادة الدور الدولي للقوتين الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© ÙˆØ§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي.
ما ÙŠØØ¯Ø« اليوم ÙÙŠ العالم هو نتيجة طبيعية لتراكمات بدأت منذ عام 1990 بتÙكيك Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي ÙˆØÙ„٠وارسو وإصرار القوى الاستعمارية على Ø§Ù„Ø§ØØªÙاظ بØÙ„٠الناتو لمواصلة شن Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ الإجرامية ضد الدول ذات السيادة، وغزو الشعوب الآمنة رغم Ø§Ù„Ù…Ø¨Ø§ØØ«Ø§Øª التي جرت ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ بين الغرب والرئيسين غورباتشو٠ويلتسن Ù„ØÙ„ الØÙ„Ùين معاً، كما أنه نتيجة لثلاثين عاماً من العلاقة الصعبة بين روسيا والولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©Ø› ÙÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø¨Ø§ØØ«Ø§Øª التي خاضها Ø§Ù„Ø·Ø±ÙØ§Ù† عام 1990 – 1991 كانت الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© تهد٠أولاً وقبل كل شيء إلى نيل مواÙقة روسيا لدخول ألمانيا Ø§Ù„Ù…ÙˆØØ¯Ø© ÙÙŠ ØÙ„٠الناتو.
وأعطى وزير الخارجية الأميركي جيمس بيكر وعده المشهور ÙÙŠ ذلك الوقت ((ولا بوصة ÙˆØ§ØØ¯Ø© شرقاً)) أي أن الناتو لن يتمدد شرقاً ولن يزيد عدد أعضائه. وهذا التعهد هو أقل ما كان يمكن أن ØªÙØ¹Ù„Ù‡ الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© ÙÙŠ ذلك الوقت والتي أصرّت على تÙكيك ØÙ„٠وارسو مدعية أن الموارد يجب أن تذهب للتنمية وأنه ليس ثمة داع للأØÙ„ا٠العسكرية بعد اليوم.
بعد ذلك التاريخ عمل الغرب على تقسيم وتدمير يوغوسلاÙيا، وعلى زيادة أعضاء الناتو من اثني عشر عضواً إلى ثلاثين عضواً، واستمر ÙÙŠ التمدد شرقاً إلى أن أراد من الخطوة الأخيرة المتمثلة ÙÙŠ ضمّ أوكرانيا إليه أن يكون تماماً على ØØ¯ÙˆØ¯ روسيا بØÙŠØ« لا تستطيع روسيا بعد اليوم أن تمتلك قراراً مستقلاً أو أن تلعب الدور الذي هي مؤهلة للعبه على Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© الدولية. ولذلك ÙØ¥Ù† ما قام به الرئيس بوتين هو Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ تصØÙŠØ للتاريخ، وهو ليس Ùقط ضرورة لدرء خطر وجوديّ ومستقبليّ عن روسيا ولكنه أيضاً برهن أنه أبعد من ذلك بكثير.
Ùكل الآراء ÙˆØ§Ù„ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª تقول إن بايدن ارتكب خطأً استراتيجياً بمعاداته للصين وروسيا أو أنه ارتكب خطأً تاريخياً Ø¨Ù…ØØ§ÙˆÙ„ته زج أوكرانيا ÙÙŠ ØÙ„٠الناتو متجاهلاً الموق٠الذي سو٠تتخذه روسيا ÙÙŠ هذا الصدد، وكثيرون هم من أشادوا Ø¨ØªØµØ±ÙŠØ ØªØ±Ø§Ù…Ø¨ بأن ما قام به بوتين هو عمل عبقري، طبعاً ÙÙŠ سياق Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ÙƒÙØ© مع Ù…Ù†Ø§ÙØ³Ù‡ الذي يشغل البيت الأبيض ÙˆÙÙŠ سياق الانتخابات النصÙية القادمة والتي ÙŠØØ¶Ù‘ر لها ترامب بشكل نشط وطموØ.
لكنّ ØÙ‚يقة الأمر ÙÙŠ هذه المرØÙ„Ø© التاريخية هو أن الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© قد وصلت طريقاً مسدوداً كزعيمة لقطب ÙˆØ§ØØ¯ لم يعد يقيم وزناً للقانون الدولي أو الشرعية الدولية، Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى الكوارث التي سببتها ÙÙŠ بلدان كثيرة ÙÙŠ العالم والعقوبات Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ© التي ÙØ±Ø¶ØªÙ‡Ø§ على الشعوب خارج إطار القانون الدولي وكل الأعرا٠الدولية والأخلاق الإنسانية.
إذا ما أضÙنا إلى ذلك الوضع الصعب الذي تعاني منه الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© داخلياً نتيجة اعتماد اقتصادها ØØµØ±Ø§Ù‹ على بيع Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ÙˆØ¥Ø´Ø¹Ø§Ù„ Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ ونشر الأوبئة وليس على الإنتاج المدني وتوزيع الثروات بشكل عادل نستنتج أن ما قام به الرئيس بوتين هو ضرورة دولية وإنسانية للمساعدة ÙÙŠ ولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب ÙŠØ·Ù…Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù„Ù… برمته إلى ولادته ÙˆØªØØ§ÙˆÙ„ الكتلة الاستعمارية الغربية أن توق٠عداد هذه الولادة التي لم يعد ÙŠØØªÙ…Ù„ التاريخ ولا الضرورات البشرية تأجيلها.
وإذا ما استذكرنا مبدأ مونرو الذي ما يزال سارياً ÙÙŠ الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© والذي ينص على أن للولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© الØÙ‚ ÙÙŠ أن تمنع "بالقوة" ظهور أي تهديد ÙÙŠ Ù…ØÙŠØ·Ù‡Ø§ يعرّض وجودها للخطر؛ ومن هنا كانت أزمة خليج الخنازير مع كوبا والتي كادت تقود إلى ØØ±Ø¨ نووية لأن Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي أراد أن يضع صواريخه هناك. ومن هنا تتدخل الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© بشؤون دول أميركا الوسطى والجنوبية كي لا ØªØ³Ù…Ø Ù„Ø£ÙŠ نشاط معاد أن يهدد أمنها ÙÙŠ المØÙŠØ· الذي تعتبره من ØÙ‚ها Ù„ØÙ…اية أمنها القومي. إذا ما استذكرنا كل هذا ÙØ¥Ù† ما ÙØ¹Ù„Ù‡ بوتين هو تطبيق مبدأ مونرو على روسيا بعدم Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„Ø¯ÙˆÙ„Ø© تناصبه العداء أن تمتلك Ø£Ø³Ù„ØØ© تهدد أمنه القومي وأمن أجياله المستقبلية وأن تنضم Ù„ØÙ„٠الناتو المعادي لروسيا. ولكننا نعلم جميعاً أن الغرب يكيل بمكيالين: ÙˆØ§ØØ¯ Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ ولا يرضى Ù„Ø£ØØ¯ أن يستخدمه، ومكيال للآخرين لا تنطبق عليهم ما يرتضيه الغرب Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ لأنه يعتقد أن الجميع أقل من الغرب.
ÙÙŠ هذا Ø§Ù„Ù…ÙØµÙ„ التاريخي وضع بوتين الغرب على المØÙƒ وقام Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ الذي لوكان الغرب مكانه لقام به منذ زمن ولما انتظر كل هذه السنوات بصبر ÙˆØ¨Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© جادة لعدم الوصول إلى ØµÙØ¯Ø§Ù…ØŒ ومن هنا نستطيع أن نعيد قراءة الØÙ…لة الإعلامية الغربية Ø§Ù„Ù…ÙƒØ«ÙØ© التي شنها الإعلام الغربي الذي تديره الØÙƒÙˆÙ…ات العميقة المرتبطة Ø¨Ø§Ù„Ø§ØØªÙƒØ§Ø±Ø§Øª الرأسمالية الكبرى ÙÙŠ الغرب وذلك لإدخال الوهم إلى عزيمة بوتين وإرهابه من العواقب التي قد ÙŠØØµØ¯Ù‡Ø§ إذا ما اقدم على هذه الخطوة ذلك لأنها معركة وجود ومعركة مستقبل، ولو أن بوتين تردد ÙÙŠ القيام بما قام به لاستمرت Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات الغربية ÙÙŠ ØªØØ¬ÙŠÙ… روسيا وإملاء شروطهم عليها لأن تجارب روسيا وتجارب العالم كله مع الغرب تبرهن أنهم لا ÙŠØØªØ±Ù…ون وعداً ولا عهداً ولا ØØªÙ‰ Ø§ØªÙØ§Ù‚اً موقعاً، بل ÙŠÙØµÙ„ون ÙØµÙ„اً تاماً بين ما ÙŠØªØØ¯Ø«ÙˆÙ† به وبين ما ينوون القيام به وبين ما ÙŠÙØ¹Ù„وه لاØÙ‚اً.
ومن أكبر البراهين وأمتع Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø§Øª هي مراقبة رئيس أوكرانيا، الذي كان ممثلاً كوميدياً سابقاً والذي هو أداة الغرب ÙÙŠ أوكرانيا والذي جاءت به ثورة ملونة من تلك التي تديرها المخابرات الأمريكية، وهو يوجّه اللوم للغرب لأنهم لم يهبّوا إلى مساندته كما وعدوه ÙˆÙŠØØ³Ø¨ أنه ذكي عندما يعطيهم درساً: " أنكم إذا لم ØªØ¯Ø§ÙØ¹ÙˆØ§ عنا ÙƒÙŠÙ Ø³ØªØ¯Ø§ÙØ¹ÙˆÙ† عن Ø£Ù†ÙØ³ÙƒÙ…ØŸ " مما ÙŠÙØ±ÙŠ Ø£Ù†Ù‡ لم ÙŠÙهم المعادلة ولم يستوعب الدروس من عاقبة البيادق أمثاله إطلاقاً ولا يعر٠كي٠يتم استخدامه كبيدق ولأية أسباب يرتأونها. ÙˆØØªÙ‰ ÙÙŠ هذه Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© أين هي وعود الغرب لأوكرانيا؟ وماذا ÙØ¹Ù„ الغرب بها؟ الغرب يزن الأمور بميزان Ù…ØµÙ„ØØªÙ‡ الرأسمالية Ø§Ù„Ø¨ØØªØ© بالهيمنة على ثروات الشعوب بعيداً عن القيم والأخلاق والوعود والقوانين الدولية. وما يجري اليوم سيعيد صياغة القانون الدولي والشرعية الدولية والأسس التي يجب الالتزام بها ÙÙŠ العلاقات بين الدول.
دروس كثيرة Ø³ØªÙØ±Ø²Ù‡Ø§ الأيام القادمة، ولكن ما يجري شبيه بما جرى عام 1956 ØÙŠØ« كان العدوان الثلاثي على مصر إيذاناً بانتهاء الإمبراطوريتين Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ© والبريطانية وولادة الدور الدولي للقوتين الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© ÙˆØ§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي. وما قام به بوتين يؤذن بولادة عالم جديد متعدد الأقطاب تشكل روسيا والصين Ùيه قطبين هامين يشاركان بصياغة النظام العالمي الجديد، بينما قد تكون آخر المعارك للغرب الذي لا قوة لديه سوى ÙÙŠ ÙØ±Ø¶ العقوبات على الدول والأشخاص وهذا الأسلوب لن يجدي Ù†ÙØ¹Ø§Ù‹ لأن الدول المتضررة ستجد أسلوباً للتعاون والتبادل ÙˆØ¥ÙØ±Ø§Øº هذه العقوبات من أثرها ÙˆÙ…ØØªÙˆØ§Ù‡Ø§ وستعمل على إرساء أسس Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© للعلاقات الدولية لا ØªØ³Ù…Ø Ù„Ø£ÙŠ دولة أو قوة عسكرية أن ØªÙØ±Ø¶ أسلوبها ورؤيتها على الآخرين أو أن ØªØ³Ù…Ø Ù„Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ بأن تمثل القانون الدولي الذي ترتأيه وكي٠ترتأيه ÙˆØªÙØ±Ø¶Ù‡ على الآخرين بالقوة .
نعيش اليوم Ù„ØØ¸Ø© الØÙ‚يقة والتي سيكون لها ارتداداتها على مستقبل البشرية ككل.