أزارج عمر- النهار العربي
ÙÙŠ Ø¨ØØ± هذا الأسبوع أدلى الدبلوماسي الجزائري السابق نور الدين جودي الى صØÙŠÙØ© "الشروق اليومي" بشهادة مهمة ØÙˆÙ„ نشاطه الدبلوماسي ممثلاً (سابقاً) للجزائر ÙÙŠ منظمة Ø§Ù„ÙˆØØ¯Ø© Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية وسÙيراً ÙÙŠ نيجيريا ØªØØ¯Ø« Ùيها عن كثير من القضايا ذات الصلة بعلاقة الجزائر والدول العربية بالقارة Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية.
ومن المدهش أن هذا الدبلوماسي الذي قضى ÙÙŠ عهد الرئيس الراØÙ„ هواري بومدين أكثر من 10 سنوات كاملة ÙÙŠ Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚يا لم يذكر ÙÙŠ شهادته أي إنجاز ثقاÙÙŠ أو استثماري أو صناعي نوعي ÙÙŠ هذه المدة الزمنية الطويلة بين الجزائر وبين الدول Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية أو بين هذه الأخيرة وبين الدول العربية ما عدا مقاطعة الدول Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية إسرائيل ÙÙŠ عام 1973.
ÙˆÙÙŠ الØÙ‚يقة ÙØ¥Ù†Ù‡ ينبغي تثمين النزاهة غير المباشرة لهذا الدبلوماسي لأنه لم يغالط Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ بالإدعاء أن الجزائر أسست ÙØ¹Ù„ياً استراتيجية وطنية ÙˆØ§Ø¶ØØ© المعالم ÙÙŠ العمق Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠ ÙˆÙ†ÙØ°ØªÙ‡Ø§ Ø¨Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¯Ø¨Ù„ÙˆÙ…Ø§Ø³ÙŠØªÙ‡Ø§ الرسمية ومختل٠مؤسسسات الدولة الجزائرية بمشاركة مجتمعها المدني.
وهنا نتساءل: بعد كل هذه السنين هل يكÙÙŠ Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ø¬Ø²Ø§Ø¦Ø± خلال الأسابيع القليلة الماضية ÙÙŠ التصدي لإسرائيل داخل أروقة Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠØŒ ما Ø£ÙØ¶Ù‰ إلى إلغاء عضويتها Ø¨ØµÙØ© مراقب ÙÙŠ هذا Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ØŒ لتعويض نقائص الدبلوماسية الجزائرية التي لم تنجز Ø§Ù„ØØ¶ÙˆØ± النوعي الاقتصادي والأمني والثقاÙÙŠ والإعلامي ÙÙŠ القارة Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية منذ استقلال الجزائر ØØªÙ‰ نهاية ØÙƒÙ… الرئيس الراØÙ„ عبد العزيز بوتÙليقة على الأقل، وبخاصة بين أوساط الشعوب Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية؟.
ÙÙŠ هذه الشهادة قال الدبلوماسي نور الدين جودي ØØ±Ùياً: "ÙÙŠ عام 1970 Ø§ØØªØ¶Ù†Øª الجزائر مؤتمراً لدول عدم الانØÙŠØ§Ø² ØØ¶Ø±Ù‡ الرئيس النيجيري الجنرال ياكوبو كومان، ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ تقدم من الرئيس بومدين وعبّر له عن استغرابه عدم وجود Ø³ÙØ§Ø±Ø© للجزائر ÙÙŠ نيجيريا بالرغم من متانة العلاقات الثنائية، ÙØªÙ‚بَل الرئيس بومدين الطلب مباشرة ولم يمانع".
يعني هذا المقطع من هذه الشهادة أن الجزائر لم تقم العلاقات الدبلوماسية مع نيجيريا إلا ÙÙŠ عام 1970ØŒ أي بعد استقلال الجزائر بثماني سنوات كاملة كما Ù†Ùهم أيضاً من عبارة "لم يمانع بومدين" أن تأسيس Ø§Ù„Ø³ÙØ§Ø±Ø© الجزائرية ÙÙŠ نيجيريا كان مجرد ØØ¯Ø« ثانوي وردَ ÙØ¹Ù„ مجامل للرئيس النيجيري وليس ثمرة لاستراتيجية الدبلوماسية الجزائرية ÙÙŠ العمق Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠ أو تثميناً لقيمة نيجيريا كدولة Ù…ØÙˆØ±ÙŠØ© ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¡ Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠ.
كما نستنتج من قراءة المضمون المضمر ÙÙŠ شهادة هذا الدبلوماسي السابق أنَ الجزائر لم يكن لها، طوال استقلالها، برنامج مدروس ومتكامل قادر على أن يربط الجزائر سياسياً وثقاÙياً ÙˆØØ¶Ø§Ø±ÙŠØ§Ù‹ بالعمق الشعبي Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠØŒ علماً أن القارة السمراء تشترك مع الجزائر ÙÙŠ قواسم ØØ¶Ø§Ø±ÙŠØ© عديدة عبر التاريخ القديم ÙˆÙÙŠ Ø«Ù‚Ø§ÙØ© Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ø Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠØ±ÙŠ Ø¶Ø¯ الاستعمار الأوروبي ÙÙŠ العصر Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«.
رغم ما ذكر أعلاه تنبغي الإشارة إلى أن جزائر مرØÙ„Ø© هواري بومدين قد شهدت ÙÙŠ عام 1969 تنظيم أكبر مهرجان ثقاÙÙŠ Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠ دام 12 يوماً بمشاركة أزيد من 4000 مشارك من 30 دولة Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية مستقلة Ø¨Ø§Ù„Ø§Ø¶Ø§ÙØ© إلى 6 دول Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية أخرى لم تكن قد نالت استقلالها بعد. ولقد Ù„ÙˆØØ¸ أن ذلك المهرجان غلب عليه طابع التنشيط الثقاÙÙŠ والÙني والاستعراض السياسي. ولكن ذلك المهرجان لم تنتج منه مؤسسات ثقاÙية Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية جزائرية مشتركة تكون قاعدة صلبة لانطلاق مشروع ثقاÙÙŠ Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠ يربط كل شعوب القارة ØØ¶Ø§Ø±ÙŠØ§Ù‹.
ÙˆÙÙŠ هذا الخصوص لا نجد أي سجل ÙÙŠ تاريخ العلاقات الجزائرية والعربية مع الدول Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية يذكر أي مشاركة جدية ÙÙŠ تشكيل معالم مشروع الشراكة الثقاÙية بين الجزائر وبين دول Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚يا وتنÙيذه، أو أي تمويل دائم ومشترك لأي برنامج عملي متواصل لتعاون ثقاÙÙŠ ÙˆÙني تكاملي Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠØŒ جزائري – Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠ.
جراء هذا القصور لم تتمخض تظاهرة المهرجان الثقاÙÙŠ Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠ التي ØªÙØ§Ø¹Ù„ معها الشعب الجزائري بعد ØØ±Ù…انه من التناص الثقاÙÙŠ والروØÙŠ Ù…Ø¹ Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚يا والعالم بأسره طوال الاستعمار Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ مدى 130 سنة، عن شراكات ثقاÙية ÙˆÙنية وتعليمية وإعلامية Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية تربط الجزائر بالعمق Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠ ÙˆØªÙˆÙØ± الشروط المادية والروØÙŠØ© لتØÙ‚يق التكامل الÙكري والثقاÙÙŠ والروØÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ المستوى القاري Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠ مثل Ø±ÙØ¹ الØÙˆØ§Ø¬Ø² عن كل أنواع الانتاج الثقاÙÙŠ والÙني والÙكري Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠ ودور النشر Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية المشتركة والمراكز الثقاÙية والمناهج التعليمية وأليات التبادل الثقاÙÙŠ والÙني ووسائل الإعلام الثقاÙÙŠ المكتوبة والمسموعة والمرئية وتبادل الملØÙ‚ين الثقاÙيين Ø§Ù„ÙØ§Ø¹Ù„ين ÙÙŠ الميدان، وغير ذلك من المعالم المادية والرمزية التي كان من Ø§Ù„Ù…ÙØ±ÙˆØ¶ أن تتكÙÙ„ بخلق العمل الثقاÙÙŠ Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠ المشترك وتنميته وتطويره.
والجدير بالذكر هنا أن منظمة Ø§Ù„ÙˆØØ¯Ø© Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية التي تأسست ÙÙŠ عام 1963 ÙÙŠ أديس أبابا بمشاركة الجزائر لم تتضمن أدبياتها أي مشروع ثقاÙÙŠ Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠ تكاملي Ù…ØØ¯Ø¯ المعالم، بل إن أهداÙها المتنوعة تلخصت Ùقط ÙÙŠ عموميات مثل "ØªØØ±ÙŠØ± Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚يا من بقايا الاستعمار، والقضاء على Ø§Ù„ØªØ®Ù„ÙØŒ وتوطيد التضامن Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠ وتعزيز المكانة الدولية للقارة السمراء".
ÙÙŠ شهادته المذكورة Ø¢Ù†ÙØ§Ù‹ ذكر جودي وقو٠الدول Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية بما ÙÙŠ ذلك نيجيريا إلى جانب العرب، ونوه بقطع هذه الدول علاقاتها بإسرائيل إثر ØØ±Ø¨ 1973 الأمر الذي يعني Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø£Ù† الدول Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية لم تكن تربطها بإسرائيل علاقات وطيدة ÙÙŠ ذلك الوقت.
وهنا نتساءل: كي٠نلخص أوجه القصور التي مكّنت إسرائيل منذ 1973ØŒ أي بعد 49 سنة من مقاطعة جميع دول Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚يا لها من العودة إلى Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚يا والتغلغل بقوة ÙÙŠ نسيجها السياسي والدبلوماسي والبشري؟.
ÙˆÙÙŠ هذا الصدد يجيب عدد مهم من المØÙ„لين السياسيين الجزائريين بالقول إن الجزائر ÙÙŠ ØØ§Ø¬Ø© ماسة إلى ممارسة النقد الذاتي البناء لكي تتدارك النقائص التي جعلتها لا تبذل الجهد الكاÙÙŠ للبناء إيجابياً على ذلك الدعم الذي قامت به الدول Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© العرب وضد إسرائيل ÙÙŠ عام 1973. ومن Ø§Ù„Ù…Ù„Ø§ØØ¸ أن الدول العربية والجزائر أيضاً تركت Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية لمدة طويلة لإسرائيل وللدول الأوروبية / الغربية وغيرها من القوى الأخرى وجراء ذلك لم ØªÙØ¹Ù‘Ù„ مستودع العلاقات التاريخية والروابط Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ÙŠØ© مع Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚يا وذلك التأزر Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠ ÙÙŠ عام 1973 إلى رأسمال روØÙŠ ÙˆØ±Ù…Ø²ÙŠ والاستثمار Ùيه اقتصادياً وثقاÙياً وإعلامياً.