خالد البوهالي - الميادين .نت
صوّتت الجمعية العامة للأمم Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© قبل أيام على قرار غير ملزم يدين العملية العسكرية التي تشنّها القوات الروسية ÙÙŠ أوكرانيا. وقد نال القرار 141 صوتاً، ما يمثّل أغلبية الأصوات، ÙÙŠ مقابل Ø±ÙØ¶ 5ØŒ وامتناع 35 بلداً، ÙÙŠ ØÙŠÙ† آثر المغرب عدم المشاركة ÙÙŠ عملية التصويت، وهو ما Ø·Ø±Ø Ø¹Ø¯Ø© تساؤلات ØÙˆÙ„ خلÙيّات القرار المغربي، علماً أنه يعتبر ØÙ„ÙŠÙØ§Ù‹ تقليدياً للولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© الأميركية.
ÙˆØ¨ØØ³Ø¨ ما جاء ÙÙŠ بيان وزارة الشؤون الخارجية والتعاون Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠ والمغاربة المقيمين ÙÙŠ الخارج، إنَّ عدم مشاركة المغرب لا يمكن أن يكون موضوع أيّ تأويل بخصوص موقÙÙ‡ المبدئي المتعلق بالوضع بين Ùيدرالية روسيا وأوكرانيا. وقد جدَّد تأكيد ذلك بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠ والمغاربة المقيمين ÙÙŠ الخارج بتاريخ 26 شباط/ÙØ¨Ø±Ø§ÙŠØ± 2022ØŒ والتي عبرت عن قلقها وأسÙها من تطوّر التصعيد العسكري، وشددت على Ø§ØØªØ±Ø§Ù… سيادة الدول، داعيةً الدول الأعضاء إلى تسوية نزاعاتهم بالطرق السلمية.
يتبيَّن من خلال بلاغ الخارجية المغربية أنَّ الموق٠المغربي اتسم بالØÙŠØ§Ø¯ وعدم الانØÙŠØ§Ø² إلى طر٠على ØØ³Ø§Ø¨ آخر، وهو ما ÙŠØ·Ø±Ø Ø³Ø¤Ø§Ù„Ø§Ù‹ عن خلÙيات القرار المغربي. اتّسمت العلاقات المغربية الروسية بالعراقة التي تمتدّ جذورها إلى أيام القيصرة الإمبراطورة كاترينا الثانية، ØÙŠÙ† عرض عليها السلطان العلوي Ù…ØÙ…د الثالث بن عبد الله إقامة علاقات٠تجارية٠بين البلدين، وتوّجت بعد ذلك Ø¨Ø§ÙØªØªØ§Ø أول قنصلية٠روسية٠ÙÙŠ مدينة طنجة المغربية ÙÙŠ العام 1897ØŒ وظلَّت هذه العلاقة ممتدة عبر العصور من Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي السابق إلى جمهورية روسيا Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ÙŠØ©.
Ø¹Ø±ÙØª السّياسة الخارجية المغربية ÙÙŠ السنوات الأخيرة تØÙˆÙ„اً جذرياً من خلال Ø§Ø³ØªØ±Ø§ØªÙŠØ¬ÙŠØ©Ù Ø¬Ø¯ÙŠØ¯Ø©ÙØŒ تمثلت بتنويع شركاء المغرب الاقتصاديين، من بينهم روسيا والصين، ولم يعد الأمر مقتصراً على ØÙ„ÙØ§Ø¦Ù‡ التقليديين، كدول Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي والولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©ØŒ إذ قام العاهل المغربي الملك Ù…ØÙ…د السادس بأول زيارة إلى روسيا ÙÙŠ العام 2002ØŒ أعقبتها زيارة الرئيس بوتين إلى المغرب ÙÙŠ العام 2007ØŒ ثم تلتها زيارة ثانية للعاهل المغربي ÙÙŠ العام 2016ØŒ كرد ÙØ¹Ù„ على قرار إدارة أوباما توسيع مهمات "المينورسو" ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØØ±Ø§Ø¡ المغربية، إذ تمَّ التوقيع على Ø§ØªÙØ§Ù‚ية شراكة استراتيجية معمّقة، تشمل المجالات السياسية والأمنية والطاقية والثقاÙية وغيرها.
وقد نمت المبادلات التجارية Ø¨Ø´ÙƒÙ„Ù Ù„Ø§ÙØªÙ للنظر ÙÙŠ السنوات العشر الأخيرة، إذ تعتبر موسكو المغرب الشريك الثالث لها بعد مصر والجزائر. وقد زكاها الممثل التجاري الروسي ÙÙŠ المغرب أرتيوم ØªØ³ÙŠÙ†Ø§Ù…Ø¯Ø²ØºÙØ±Ø§Ø´Ùيلي، ÙÙŠ ØªØµØ±ÙŠØ Ù„ÙˆÙƒØ§Ù„Ø© "سبوتنيك"ØŒ ØÙŠÙ† قال إنَّ الصادرات الروسية إلى المغرب Ø§Ø±ØªÙØ¹Øª بشكل غير مسبوق٠بØÙˆØ§Ù„Ù‰ 20%ØŒ وهو مؤشر جيّد، Ø¨ØØ³Ø¨ Ø§Ù„ØªØµØ±ÙŠØ Ù†ÙØ³Ù‡.
ويعتبر المغرب بالنسبة إلى موسكو أول بلد مصدر للمنتجات الÙلاØÙŠØ©ØŒ كالطماطم والØÙˆØ§Ù…ض وصناعات النسيج، Ù†ØÙˆ السوق الروسية على الصعيدين العربي ÙˆØ§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠØŒ ÙÙŠ ØÙŠÙ† يستورد - Ø¨ØØ³Ø¨ بيانات مكتب الصر٠المغربي – منها العديد من المنتجات، التي تشمل Ø§Ù„ÙØÙ… ÙˆÙØÙ… الكوك والوقود الصلب المماثل، تليه الأمونيا، وزيت الغاز، وزيت الوقود، والبنزين البترولي، والكبريت الخام وغير المكرر، والألمنيوم غير الملÙÙˆÙØŒ ÙˆÙ†ÙØ§ÙŠØ§Øª الألمنيوم والمساØÙŠÙ‚ØŒ والأسمدة الطبيعية والكيميائية، وغاز البترول والهيدروكربونات الأخرى، ÙØ¶Ù„اً عن البلاستيك والمواد المشتقة منه ÙˆØ§Ù„Ù…Ø®Ù„ÙØ§Øª الأخرى من الصناعات الغذائية.
وعلى هذا الأساس، إنّ عدم مشاركة المغرب ÙÙŠ التصويت ÙÙŠ الجمعية العامة للأمم Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© يعود إلى عدة أسباب، أهمها:
- Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø§Ù‚ØªØµØ§Ø¯ÙŠØ© التي تربط بين البلدين، واعتبار موسكو خياراً ثانياً للمغرب ÙÙŠ ØØ§Ù„ وقوع أيّ Ø®Ù„Ø§ÙØ§Øª مع Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي ÙÙŠ ما يخصّ المنتجات المغربية.
- أنَّ الانجرار وراء مواق٠مؤيدة لهذا الطر٠أو ذاك أو الامتناع عن التصويت قد ÙŠÙØ¶ÙŠ Ø¥Ù„Ù‰ استعداء Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا، وخصوصاً أنه يتطلع إلى تسوية نهائية Ù„Ù…ØµÙ„ØØªÙ‡ ÙÙŠ قضية استكمال ÙˆØØ¯ØªÙ‡ الترابية.
- أن Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ÙÙŠ بدايتها، ولم يَنْجَل٠بعد غبار Ø±ØØ§Ù‡Ø§ إلى الآن. وإذا Ù†Ø¬ØØª موسكو Ùيها، وهو الأكثر Ø±Ø¬ØØ§Ù†Ø§Ù‹ØŒ Ùهذا Ø³ÙŠÙØ¶ÙŠ Ø¥Ù„Ù‰ بروز تØÙˆÙ„ات عميقة ÙÙŠ المشهد الدولي الذي تقوده الصين وروسيا والولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© الأميركية، وأي سوء تقدير من المغرب ÙÙŠ مثل هذه Ø§Ù„Ù…ÙˆØ§Ù‚ÙØŒ قد يضره مستقبلاً.
- أن المغرب لم ينسَ الموق٠الروسي ÙÙŠ مجلس الأمن الدولي، ØÙŠÙ† امتنعت روسيا عن التصويت ÙÙŠ تشرين الأول/أكتوبر 2021 على مضامين القرار الأممي المتعلق ببعثة المينورسو ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØØ±Ø§Ø¡ المغربية، وهو ما اعتبر بعض المراقبين أنه يصب ÙÙŠ Ù…ØµÙ„ØØ© المغرب.
وعن موضوع امتناع المغرب عن المشاركة ÙÙŠ عملية التصويت، يقول طارق أتلاتي، رئيس المركز المغربي للدراسات ÙˆØ§Ù„Ø£Ø¨ØØ§Ø« الاستراتيجية، "إنَّ المغرب الذي يعرب عن أسÙÙ‡ إزاء التصعيد ÙÙŠ هذا النزاع، يسجّل Ù…ÙˆÙ‚ÙØ§Ù‹ له صلة بمصالØÙ‡ ومبادئه"ØŒ مشيراً إلى أن عدم مشاركته ÙÙŠ تصويت الجمعية العامة للأمم Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© لا يمكن تأويله ÙÙŠ أي ØØ§Ù„ من الأØÙˆØ§Ù„ بوصÙÙ‡ "عدم انØÙŠØ§Ø² استراتيجياً".
وأضاÙ: "الشروط المسبقة مرتبطة بالقضية الوطنية، إذ إن موق٠المغرب ØªØØ¯Ø¯Ù‡ اعتباراتٌ مرتبطةٌ بمØÙŠØ·Ù‡"ØŒ وتابع: "من المهم التأكيد أنَّ لدينا قضية وطنية ØªØØ¯Ù‘د مواقÙنا، علماً أننا أمام أعضاء دائمين ÙÙŠ مجلس الأمن"ØŒ ÙÙŠ ØÙŠÙ† Ø£ÙˆØ¶Ø Ø§Ù„ØµØØ§ÙÙŠ المغربي، Ø£ØÙ…د مدياني، ÙÙŠ ØªØµØ±ÙŠØ Ù„ØµØÙŠÙØ© "tel quel" أنّ "روسيا كانت السوق البديل للمغرب ÙÙŠ ضغطه على Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي بخصوص Ø§ØªÙØ§Ù‚يات الصيد Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠ ÙˆØ§Ù„ÙÙ„Ø§ØØ©"ØŒ مشيراً إلى أنَّ "روسيا Ù…ÙˆÙŽØ±Ù‘ÙØ¯ÙŒ أساسيٌّ للمغرب ÙÙŠ عدد من المعادن وبعض المنتجات الÙلاØÙŠØ©".
ختاماً، نستنتج أنَّ الموق٠المغربي أملته ظرو٠تتعلّق أساساً بمصالØÙ‡ القومية ووضعه الإقليمي، وكذلك Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø§Ù‚ØªØµØ§Ø¯ÙŠØ© التي تجمعه بروسيا، لأنَّ الأخيرة شكّلت صمام الأمان والخيار الثاني بالنسبة إليه اقتصادياً، كلَّما ØØ§ÙˆÙ„ الغرب استعمال قضية Ø§Ù„ØµØØ±Ø§Ø¡ كورقة ضغط لابتزازه ÙˆØ§Ù„ØØµÙˆÙ„ منه على المزيد من الامتيازات ÙÙŠ ما يتعلّق بقطاعات الصيد Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠ ÙˆØ§Ù„ÙÙ„Ø§ØØ© والمناجم، وهذا هو سبب عدم المشاركة المغربية ÙÙŠ التصويت ÙÙŠ الأمم Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©.