خاص الميادين - وليد القططي
التمييز العنصري الغربي، كما Ø·ÙØ§ على Ø§Ù„Ø³Ø·Ø Ø¹Ù‚Ø¨ مأساة اللاجئين الأوكرانيين على Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ØŒ ليس طارئاً أو استثناءً ÙÙŠ الغرب.
معاناة الهجرة واللجوء ÙˆØ§ØØ¯Ø© عند الناس، لا ÙØ±Ù‚ بينهم ÙÙŠ ذلك مهما Ø§Ø®ØªÙ„ÙØª ألوانهم وأعراقهم وأديانهم، ولكنَّ الغرب لديه رأي مختل٠لا يرى الناس ÙÙŠ معاناة الهجرة سواسية كأسنان المشط، ولا يرى أنَّ ذوي العيون الزرق والسود سيّان ÙÙŠ مقاساة اللجوء، ÙيصنّÙهم درجات ÙÙŠ المعاناة والمقاساة بمعايير ترتبط بألوان بشرتهم وعيونهم، وأنواع أعراقهم وأصولهم، واختلا٠أديانهم ومذاهبهم. وهذا التمييز العنصري ظهر جليّاً ÙÙŠ Ø£ØØ¯Ø§Ø« Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الروسية – الأوكرانية، وما أنتجته من كارثة الهجرة واللجوء الإنسانية للشعب الأوكراني، ÙØ¨Ø¯Øª العنصرية من Ø£Ùواههم ÙÙŠ ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª السياسيين وتقارير Ø§Ù„ØµØØ§Ùيين، ÙˆÙÙŠ ممارسات موظÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ØŒ وما ØªÙØ®ÙÙŠ صدورهم أكبر. ÙØ£Ø¯Ø±ÙƒÙ†Ø§ من خلال أقوالهم ÙˆØ£ÙØ¹Ø§Ù„هم أن ليس كل اللاجئين سواء، Ùهل يستوي Ø£ØµØØ§Ø¨ البشرة البيضاء مع Ø£ØµØØ§Ø¨ البشرة السوداء؟!ØŒ وشتّان بين ذوي العيون الزرق وغير الزرق!
التمييز العنصري الغربي بالقول ÙˆØ§Ù„ÙØ¹Ù„ØŒ كما Ø·ÙØ§ على Ø§Ù„Ø³Ø·Ø Ø¹Ù‚Ø¨ مأساة اللاجئين الأوكرانيين على Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ØŒ ليس طارئاً أو استثناءً ÙÙŠ الغرب، Ùهو ضاربٌ بجذوره ÙÙŠ عمق التاريخ الأوروبي منذ بدايته، ومنسجمٌ مع سياق Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© الغربية منذ نشأتها، بما ØÙ…لته من Ùكرة تÙوّق العرق الأوروبي وسموّ Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© الغربية، وتعود هذه الجذور إلى Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ØªÙŠÙ† اليونانية والرومانية - مهد Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© الأوروبية - ÙØ§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© اليونانية ترى ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© الوØÙŠØ¯Ø© ÙÙŠ العالم، وغيرها من Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø§Øª البشرية Ø§Ù„Ø£ÙØ®Ø±Ù‰ مجرد مجتمعات بشرية بدائية وهمجية لا ترقى إلى مستوى Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø©ØŒ وهذا ÙˆØ§Ø¶Ø Ù…Ù† الÙÙ„Ø³ÙØ© اليونانية؛ Ùهذا أرسطو – المعلم الأول – يشرّع لليونانيين استعباد غيرهم كأمر طبيعي Ù„Ø§ÙØªÙ‚ار غير اليونانيين إلى التÙكير العقلاني، ولذلك أقام Ø£Ùلاطون (المدينة Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„Ø©) على أساس التمييز العنصري، وشكر الآلهة لأنها خلقته يونانياً ولم تخلقه بربرياً. وورثت Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© الرومانية بمرØÙ„تيها الوثنية والمسيØÙŠØ© تراث Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© اليونانية العنصري، ÙØ§Ø¹ØªØ¨Ø±Øª ما دونها بدائيّاً Ù…ØªÙˆØØ´Ù‘اً.
Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ØªØ§Ù† اليونانية والرومانية هما أصل Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© الغربية الأوروبية Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«Ø©ØŒ عندما Ø£ÙØ¹ÙŠØ¯ إنتاجها مع بدء الثورة العلمية والصناعية والتوسع الاستعماري، بعدما تجاوزت Ø¨ØØ± الظلمات ÙÙŠ القرون الوسطى، ÙØÙ…Ù„Øª معها Ùكرة التÙوّق العرقي ÙˆØ§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ÙŠ Ø¨ØµØ¨ØºØªÙ‡Ø§ الاستعمارية والصليبية، وبأهداÙها السياسية والاقتصادية، وكانت الÙÙ„Ø³ÙØ© ØØ§Ø¶Ø±Ø© دائماً للتأصيل والتبرير والتنظير، ÙØ¬Ø§Ø¡Øª ÙÙ„Ø³ÙØ© جورج هيغل مؤصّلة للتمييز العنصري، لتأكيد سموّ الجنس الأبيض الأوروبي Ø§Ù„Ù…ØªØØ¶Ù‘ر، ÙˆØ§Ù†ØØ·Ø§Ø· الأجناس Ø§Ù„Ø£ÙØ®Ø±Ù‰ غير الأوروبية، كالزنوج والهنود والصينيين والعرب. وجاءت ÙÙ„Ø³ÙØ© ديÙيد هيوم Ù…ÙØ¨Ø±Ù‘رة للتمييز العنصري، باعتبار أنَّ Ø§Ù„Ø£ÙØ§Ø±Ù‚Ø© والآسيويين، Ø¨Ø§Ù„ÙØ·Ø±Ø©ØŒ هم أدنى منزلةً من مستوى الإنسان الأوروبي الأبيض ÙÙŠ القدرات العقلية. وجاءت ÙÙ„Ø³ÙØ© عمانويل كانط Ù…Ùنظّرة للتمييز العنصري لإثبات أن Ø£ØµØØ§Ø¨ البشرة البيضاء هم أكثر الأنواع البشرية ذكاءً ÙˆÙØ§Ø¹Ù„ية وقدرة على بناء Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø§ØªØŒ وكان العلم الموجَّه Ø¨Ø¹Ù‚ÙˆÙ„Ù Ø£ÙØ´Ø±Ùبت Ùكرة التÙوّق ØØ§Ø¶Ø±Ø§Ù‹ أيضاً لتركيب نظريات عنصرية، ومنها: الانتخاب الطبيعي لتشارلز داروين، والبقاء Ù„Ù„Ø£ØµÙ„Ø Ù„Ù‡Ø±Ø¨Ø±Øª سبنسر، والبقاء للأقوى Ù„ÙØ±ÙŠØ¯Ø±ÙŠÙƒ نيتشه، والبقاء للأغنى لآدم سميث.
الÙكر العنصري الأوروبي تجاه غير الأوروبيين تناوله الروائي البريطاني من أصل بولندي جوزي٠كونراد ÙÙŠ روايته (قلب الظلام) عام 1902Ù…ØŒ والرواية ØªØªØØ¯Ø« عن الاستعمار الأوروبي Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚يا جنوب Ø§Ù„ØµØØ±Ø§Ø¡ØŒ من خلال نموذج الاستعمار البلجيكي للكونغو، من وجهة نظر الرواية الأوروبية للاستعمار؛ Ùقلب الظلام هو وسط Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚يا، كرمز لكل الأماكن خارج أوروبا، Ùهي Ù…ÙØ¸Ù„مة لمجرد كونها خارج أوروبا، وشعوبها تعيش ÙÙŠ الظلمات لمجرد كونها من غير الأوروبيين، ÙØ§Ù„أماكن والشعوب خارج أوروبا ØªØØªØ§Ø¬ إلى النور Ù„ÙŠÙØ¶ÙŠØ¡ ظلماتها، وهذا النور لا يوجد إلّا ÙÙŠ الغرب الأوروبي Ùقط بما يملك من تÙوّق ثقاÙÙŠ ومعرÙÙŠØŒ ÙØ¬Ø§Ø¡ الاستعمار – كما يدل اسمه - من أجل تعمير الأرض وتنوير الشعب.
رواية (قلب الظلام) عبّرت عن مرØÙ„Ø© الاستعمار الأوروبي التقليدي المباشر الذي راÙÙ‚ عصر النهضة والتنوير، وتواصل ØØªÙ‰ بداية النص٠الثاني من القرن العشرين، ولكن Ùكرة التÙوّق الغربي التي نبتت ÙÙŠ تربتها شجرة الاستعمار التقليدي، ظلّت ØªÙØ¹Ø¨Ù‘ر عن Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ بطرق أخرى بعد انكماش مرØÙ„Ø© الاستعمار التقليدي المباشر وانتهائها، وما راÙقها من موجات هجرة جماعية ÙˆÙØ±Ø¯ÙŠØ© من الدول Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية والآسيوية Ø§Ù„Ù…ÙØ³ØªØ¹Ù…َرة، إلى القارة البيضاء، ÙØ¨Ø¯Ø£ من هنا Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠØ¶ العنصري ضد المهاجرين غير الأوروبيين بثوبه الجديد، التي بنى ØÙˆÙ„ها الروائي Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ Ø¬Ø§Ù† راسبيل روايته (معسكر القديسين) عام 1973Ù…ØŒ Ù…ÙØªØ®ÙŠÙ‘لاً غزواً Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ياً وآسيوياً لأوروبا، ÙˆÙ…ÙØ¹Ø¨Ù‘راً عن مخاو٠الأوروبيين من غزو البرابرة Ø§Ù„Ù…ØªÙˆÙ‘ØØ´ÙŠÙ† لأوروبا وتغيير Ø«Ù‚Ø§ÙØªÙ‡Ø§ وهويتها، وهذه الرواية مهّدت لنظرية (الاستبدال العظيم).
تأثر الÙÙŠÙ„Ø³ÙˆÙ Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ Ø±ÙˆÙ†Ùˆ كامي برواية (معسكر القديسين)ØŒ ÙˆØÙˆÙ‘لها إلى نظرية عنصرية Ø¹ÙØ±Ùت باسم (الاستبدال العظيم)ØŒ نسبة إلى كتاب ÙŠØÙ…Ù„ الاسم Ù†ÙØ³Ù‡ عام 2011Ù…ØŒ ومضمونها أن السكان Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠÙŠÙ† وكل الأوروبيين المسيØÙŠÙŠÙ† البيض يجري استبدالهم بشكل منتظم بغير الأوروبيين من Ø§Ù„Ø£ÙØ§Ø±Ù‚Ø© والآسيويين بواسطة الهجرة والولادة، ما يؤدي إلى نهاية Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© الأوروبية المتقدّمة، وإØÙ„ال ØØ¶Ø§Ø±Ø§Øª Ù…ÙØªØ®Ù„Ù‘ÙØ© مكانها. وهذه النظرية هي جوهر أيديولوجية النازيين الجدد، القائمة على الخو٠من انقراض العرق الأوروبي السامي ذي البشرة البيضاء والعيون الزرق، والقلق من اندثار Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© الغربية العظيمة ذات Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© الراقية والتقنية المتقدمة، وهم يجمعون بين تطرÙين: تطر٠عام للعرق الأوروبي الأبيض ضد غير الأوروبيين وغير البيض، وتطر٠خاص للقومية ضد كل القوميات الأخرى ØØªÙ‰ داخل الدائرة الأوروبية، وهؤلاء هم النازيون Ø§Ù„Ø¬ÙØ¯Ø¯ØŒ المسؤولون عن Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠØ¶ على التمييز العنصري ضد اللاجئين غير الأوروبيين Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ù‘ين من جØÙŠÙ… Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ÙÙŠ أوكرانيا.
بهذه القراءة لبذرة التÙوّق العرقي ÙˆØ§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ÙŠ Ø§Ù„ØºØ±Ø¨ÙŠØ©ØŒ التي ضربت جذورها ÙÙŠ أرض يونانية ورومانية سبخة، ÙØ£Ù†Ø¨ØªØª شجرة التمييز العنصري الخبيثة، بأغصانها الشوكية الممتدة إلى كل بلدان أوروبا ومستعمراتها البيض، ÙØ£Ù†ØªØ¬Øª ثمار العنصرية والنازية ÙˆØ§Ù„ÙØ§Ø´ÙŠØ©ØŒ ووزعت ÙØ§Ø¦Ø¶ عنصريتها وكراهيتها وعنÙها على العالم: دولاً عنصرية، وأنظمةً قمعية، ÙˆØØ±ÙˆØ¨Ø§Ù‹ استعمارية، وصراعات٠دموية، ÙˆØ§ØØªÙ„الات٠إرهابية... لا أمل بأنْ ØªÙØºÙŠÙ‘ر ØØ¶Ø§Ø±Ø© الرجل الأبيض Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ ÙˆØªÙØ¨Ø¯Ù‘Ù„ جلدها، وكل الأمل بأن تعود الأمم، خارج هيمنة Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© الغربية وبيت الطاعة الأميركي، إلى ذاتها وتستثمر قدراتها وتÙÙØ¬Ù‘ر طاقاتها، كي تØÙ‚Ù‚ نهضتها وتصنع ØØ¶Ø§Ø±ØªÙ‡Ø§ وتبني مستقبلها، ÙØªØØªØ±Ù… ذاتها وهويتها ÙˆØ«Ù‚Ø§ÙØªÙ‡Ø§Ø› Ù„ÙŠØØªØ±Ù…ها الآخرون ممن يميّزون بين اللاجئين من ذوي العيون الزرق وغير الزرق.