هادي أبو شعيا - خاصّ Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ نيوز
بعد مرور عام٠على Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الروسية- الأوكرانية Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù…Ø´Ù‡Ø¯Ù Ø£ÙƒØ«Ø± وضوØÙ‹Ø§ØŒ ÙÙÙŠ ØÙŠÙ† أنَّ Ø§Ù„ØªØØ§Ù„٠الغربيَّ الأساسي لا يزال قويًا بشكل ملØÙˆØ¸Ø› إلا أنه لم ÙŠÙقنع بقيةَ دول العالم بعزل روسيا. وبدلاً من الانقسام إلى قسمَين تشرذم العالم.
Ùمن بين الدول التي ÙØ¶Ù‘لت أن تركّز على مصالØÙ‡Ø§ ÙˆØÙ…اية أمنها وسط الاضطرابات الاقتصادية والجيو- سياسية التي سبّبها الغزو الروسيّ٠هي دول ØÙ„ÙŠÙØ© للولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© الأميركية ÙÙŠ منطقتي الشرق الأوسط وشمال Ø¥ÙØ±ÙŠÙ‚يا. ما ÙŠØ·Ø±Ø Ø§Ù„Ø³Ø¤Ø§Ù„ التالي: أين تقÙ٠هذه الدول بعد مرور عام على Ø§Ù„ØØ±Ø¨ØŸ.
منذ أن شنّت روسيا Ø§Ù„ØØ±Ø¨ÙŽ Ø¹Ù„Ù‰ أوكرانيا عمدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تكثي٠الضغط على شركائها ÙÙŠ الشرق الأوسط للاختيار بين الغرب أو روسيا.
ÙÙŠ 23 شباط/ ÙØ¨Ø±Ø§ÙŠØ± من العام الماضي، تبادل وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان ونظيره الروسيّ٠سيرغي Ù„Ø§ÙØ±ÙˆÙ اتصالاً هاتÙيًا، أعربا Ùيه عن رغبتهما ÙÙŠ زيادة تعزيز التعاون بينهما ÙÙŠ مختل٠المجالات. كما انتعش سوق العقارات ÙÙŠ إمارة دبي بعد تدÙّق Ø§Ù„ÙˆØ§ÙØ¯ÙŠÙ† الروس على مراكز الأعمال. غير أنَّ الإمارات العربية Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© Ø±ÙØ¶Øª الاعترا٠رسميًّا بجمهوريتَيْ دونيتسك ولوهانسك Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØµØ§Ù„يتَيْن.
ÙÙŠ المقابل، امتدت Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ§ØªÙ بين واشنطن والرياض ØÙˆÙ„ Ù…Ù„ÙØ§Øª عديدة، وصولاً إلى ملÙÙ‘Ù Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الأوكرانية، ØÙŠØ« ØØ§ÙˆÙ„ت الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© الضغط على المملكة العربية السعودية لزيادة إنتاج Ø§Ù„Ù†ÙØ·Ø› للØÙŠÙ„ولة دون Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹Ø§Øª جديدة ÙÙŠ أسعاره، لكن السعودية صوّتت Ù„ØµØ§Ù„Ø Ù‚Ø±Ø§Ø± Ø®ÙØ¶ الإنتاج الذي اتخذه ØªØØ§Ù„Ù "أوبك+" بقيادتها.
أما ÙÙŠ أنقرة، أصدرت الØÙƒÙˆÙ…Ø© التركية ÙÙŠ شباط/ ÙØ¨Ø±Ø§ÙŠØ± 2022 بيانًا ÙˆØµÙØª Ùيه الغزو بأنه "غير عادل وغير قانوني"ØŒ لكن ÙÙŠ الوقت Ù†ÙØ³Ù‡ Ø±ÙØ¶Øª إغلاق الممرات المائية ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ± الأسود المؤدية إلى روسيا. كما Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø±ÙˆØ³ أيضًا أكبر مشتر٠أجنبيّ٠ÙÙŠ تركيا العام الماضي.
وكانت Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø¬Ø£Ø©Ù عندما شاركت٠المغرب ÙÙŠ القمة التي Ø§ØØªØ¶Ù†ØªÙ‡Ø§ ألمانيا ØÙˆÙ„ تقديم المساعدات العسكرية والسياسية إلى أوكرانيا، رغم Ù…ØØ§ÙˆÙ„اتها الØÙاظ على مصالØÙ‡Ø§ الاقتصادية مع روسيا والتي تشمل مجالات٠عدةً أهمها الÙÙˆØ³ÙØ§Øª والصيد Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠ.
Ùيما تربط الجزائر بروسيا شراكة ÙÙŠ المجال العسكري، لذلك تجنّبت، منذ بداية Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الروسية- الأوكرانية، إصدار أي بيان قد ÙŠÙÙهم على Ù†ØÙˆ ÙŠÙØ³ÙŠØ¦ إلى علاقتها مع موسكو. ÙÙŠ الوقت الذي تربطها علاقات اقتصادية بالدول الأوروبية من بينها Ø§ØªÙØ§Ù‚ات ÙÙŠ مجال تصدير الغاز ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ· إلى أوروبا.
Ùهل ÙØ´Ù„ت الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© ÙÙŠ كسب ØÙ„ÙØ§Ø¦Ù‡Ø§ الخليجيين والعرب إلى صÙّها بعد عام على اندلاع Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الروسية-الأوكرانية؟.
يبدو أنَّ ØØ±Ø¨ أوكرانيا شكلت اختبارا كبيرا لعلاقات الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© الأمريكية بØÙ„ÙØ§Ø¦Ù‡Ø§ العرب، إذ ÙƒØ´Ù ØªØ±Ø¯Ù‘ÙØ¯Ù‹Ø§ ÙˆØØ°Ø±Ù‹Ø§ ÙÙŠ مواق٠دول عربية مثل السعودية ومصر والإمارات والجزائر والعراق والمغرب من الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتعتبر ÙØ§Ù„Ù…ÙˆØ§Ù‚Ù Ø§Ù„ØµØ±ÙŠØØ© من الصراع، استثناءات، ويتعلّق الأمر بسوريا ØÙ„ÙŠÙØ© روسيا، الدولة العربية الوØÙŠØ¯Ø© التي صوّتت ضدَّ القرارات الثلاثة المتعلقة بالغزو الروسي لأوكرانيا التي صوتّت عليها الجمعية العامة للأمم Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© خلال عام 2022ØŒ ÙÙŠ بالمقابل، أيّدت الكويت بقوة موق٠أوكرانيا على خلÙية تجربتها المريرة مع الغزو العراقي سنة 1990ØŒ كما Ø£ÙˆØ¶Ø ÙˆØ²ÙŠØ± الخارجية الكويتي الشيخ سالم Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø ÙÙŠ لقاء خلال مؤتمر ميونخ للأمن العالمي الذي عÙقد مطلع العام Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ.
ولعلّ التردّدَ ÙˆØ§Ù„ØØ°Ø±ÙŽ ÙÙŠ مواق٠الدول العربية مردّهما اعتباراتٌ ÙˆØØ³Ø§Ø¨Ø§ØªÙŒ خاصة بكل دولة عربية،على ØØ¯Ø©ØŒ ØÙŠØ« وجّهت مواقÙها من الأزمة الأوكرانية. ويضا٠إلى ذلك Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù…ØªØ¨Ø§Ø¯Ù„Ø© بين روسيا وعدد من الدول العربية الØÙ„ÙŠÙØ© للغرب، باتت تشكل ثقلاً مؤثرًا على مواق٠هذه الأخيرة ÙÙŠ قضايا دولية ØØ³Ù‘اسة بالنسبة للغرب، على غرار غزو أوكرانيا.
Ùيما ÙŠØ¹ÙˆØ¯Ù Ø£ØØ¯ الأسباب الرئيسية للتردّد ÙˆØ§Ù„ØØ°Ø± اللذين سادا مواق٠دول عربية عديدة ØÙ„ÙŠÙØ© للغرب، إلى كونها واجهت مأزقًا ÙÙŠ موازنة ØªØØ§Ù„ÙØ§ØªÙ‡Ø§ مع الغرب، وعلى رأسه الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© وترقّبه لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا من جهة، ÙˆØØ¬Ù… علاقاتها المتنامية مع روسيا من جهة أخرى.
وثمةَ سببٌ آخر، يتمثل ÙÙŠ ØØ¯ÙˆØ« ÙØ±Ø§Øº استراتيجيّ٠ÙÙŠ علاقات الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© بØÙ„ÙØ§Ø¦Ù‡Ø§ العرب، منذ إدارتي الرئيسين السابقين باراك أوباما ودونالد ترامب، اللتين وجّهتا السياسة الخارجية الأميركية Ù†ØÙˆ شرق آسيا، وكان ذلك على ØØ³Ø§Ø¨ الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط التي بات ÙŠÙنظر لها ÙÙŠ واشنطن على أنها منطقة Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ الخاسرة.
ولعلّ هذا التØÙˆÙ‘Ù„ ما تسبّب ÙÙŠ ارتباكات شديدة ÙÙŠ قراءة الدول العربية للسياسة الأميركية، وأثار بالتالي مخاو٠لديها من تراجع واشنطن ÙÙŠ تعهداتها الأمنية، ناهيك عن ريبة الأطرا٠العربية، وخصوصًا الخليجية إزاء مسألة تطور Ø§Ù„Ù…ÙØ§ÙˆØ¶Ø§Øª مع إيران ØÙˆÙ„ برنامجها النووي.
وجاءت٠الأزمة٠الأوكرانية باعتبارها تجليًّا للصراع بين روسيا والغرب، لتثير لدى الدول العربية تساؤلات ØÙˆÙ„ جدوى انØÙŠØ§Ø²Ù‡Ø§ الكامل للغرب، وخصوصًا الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© التي يرون بأنها تخلّت عن تعهداتها تجاههم.
ÙÙŠ غضون ذلك تظهر ØØ§Ù„يًا نزعات لدى دول عديدة ÙÙŠ العالم ØªØ¨ØØ« عن ØÙ„ول لمشاكلها وبدائل جديدة لا تقوم على قواعد النظام العالمي السائد، لكن دون أن تتبلور اتجاهاتها، إلى ØØ¯Ù‘ الآن، ÙÙŠ شكل قوى جديدة منظمة.
ÙÙÙŠ العالم العربيّ، ورغم إقدام عدد من دول المنطقة مثل السعودية ومصر والإمارات والجزائر والمغرب، على اتخاذ قرارات سياسية تتسم بنوع من الاستقلالية عن الغرب على رأسه الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© وتليها أوروبا، لا توجد مؤشرات ÙˆØ§Ø¶ØØ© على وجود نوع من التنسيق Ùيما بينها، بقدر ما تهيمن اعتبارات Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© الخاصة بكل دولة على ØØ¯Ø©.
ÙÙŠ الختام، من Ø§Ù„Ù…Ø±Ø¬Ø Ø£Ù† تستمرَّ ØØ§Ø¬Ø©Ù الدول العربية Ù…Ù†ÙØ±Ø¯Ø©Ù‹ إلى ØªØØ§Ù„ÙØ§Øª مع القوى الغربية لتأمين متطلبات استقرارها وأمنها الاستراتيجي، ØØªÙ‰ وإن اكتست تلك Ø§Ù„ØªØØ§Ù„ÙØ§Øª Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… جديدة ÙˆÙ…ØØ§ÙˆÙ„ات تأقلم مع التØÙˆÙ‘لات التي يشهدها النظام العالمي.