عمر بدر الدين - جريدة البناء
ليس بالضرورة أن تكون «Ø§Ù„هجمة» على Ø§Ù„ØªØ±Ø´Ø Ù„Ù„Ø§Ù†ØªØ®Ø§Ø¨Ø§Øª النيابية، وإعلان القوى السياسية عن أسماء مرشØÙŠÙ‡Ø§ قبل انتهاء المهلة Ø§Ù„Ù…ØØ¯Ù‘دة Ù„Ù„ØªØ±Ø´Ø ÙÙŠ الساعة الثانية عشرة من ليل غد الثلاثاء ÙÙŠ الخامس عشر من الشهر Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠØŒ أنّ إجراء الانتخابات بات Ù…ØØ³ÙˆÙ…اً ÙÙŠ الموعد Ø§Ù„Ù…ØØ¯Ù‘د لها ÙÙŠ الخامس عشر من أيار المقبل. ما ÙŠØØµÙ„ هو عادي وطبيعي لمواكبة أيّ استØÙ‚اق انتخابي، ÙÙŠ ØØ§Ù„ كان البلد يعيش الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والمالي والاجتماعي والغذائي والخدماتي، وليس بلداً منكوباً ومنهاراً ومÙلساً، ودولته ومؤسّساته مصادرة أو معطلة أو ملØÙ‚Ø© أو خاضعة لنهج Ø§Ù„Ù…ØØ§ØµØµØ© وينخر Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ بعضها، وتتØÙƒÙ… Ø¨Ù…ÙØ§ØµÙ„ها وبكلّ ØªÙØµÙŠÙ„ صغير Ùيها، منظومة سياسية وسلطوية مجرّبة ومخرّبة، وقد صدأ بعضها وتآكل بعضها الآخر، Ø¨ÙØ¹Ù„ الزمن والممارسات والسلوكيات التي أنتجت أو ساهمت بإنتاج «Ù…اÙيات» Ø§Ù„Ø§ØØªÙƒØ§Ø± والجشع والطمع، عن قصد أو من دونه، لأنها تركت Ø§Ù„ØØ¨Ù„ على غاربه، ÙˆØ£Ø¨Ø§ØØª Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© لنموّ مثل هؤلاء الذين عاثوا ÙÙŠ الوطن ÙØ³Ø§Ø¯Ø§Ù‹ ÙˆØ§ØØªÙƒØ§Ø±Ø§Ù‹ ونهباً لأدنى ØÙ‚وق الإنسان Ùيه، إما إهمالاً أو تواطؤاً أو شراكة أو ØÙ…اية لهم، على أن تكون ØØµØªÙ‡Ù… ÙÙŠ «Ø§Ù„ØÙظ والصون»ØŒ ما أدّى إلى انهيارات متتالية، ÙŠØ¯ÙØ¹ اللبنانيون ثمنها Ùقراً وتجويعاً وقهراً وذلاً ووجعاً ÙˆØØ±Ù…اناً كلياً من الخدمات، على مستوى كهرباء الدولة والمولدات التي تدّعي العجز والخسارة الناتجة عن Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ أسعار مادة المازوت التي تشغّل Ù…ØØ±ÙƒØ§ØªÙ‡Ø§ØŒ أو بسبب قلته ÙˆØ§ØØªÙƒØ§Ø±Ù‡ من تجار السوق السوداء المنتعشة، وقد بدأ Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ø§ بقطع التيار الكهربائي عن المشتركين ÙÙŠ كثير من المناطق والبلدات والأØÙŠØ§Ø¡ØŒ والأمور تتجه إلى تعميم العتمة الشاملة ÙÙŠ المدى المنظور وإلى Ø£Ùول عصر المولدات، وبدأ الكثير من العائلات ببيع أو رهن ما لديهم من مدخرات ÙˆØ§ØØªÙŠØ§Ø· الذهب لتأمين البديل بتركيب Ø£Ù„ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ø·Ø§Ù‚Ø© الشمسية. كما نتج عن انقطاع الكهرباء، انقطاع مياه Ø§Ù„Ø´ÙØ© المقطوعة أصلاً، بØÙŠØ« أنّ آلا٠المشتركين ÙÙŠ Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù…ÙŠØ§Ù‡ ÙÙŠ مختل٠المناطق يشترون مياه الشرب والخدمة ÙÙŠ «Ø¹Ø²» الشتاء وبأسعار خيالية، ناهيك عن Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ أسعار السلع والمواد الغذائية والخضار ÙˆØ§Ù„ÙØ§ÙƒÙ‡Ø© والدواء الذي لا يزال Ù…Ùقوداً Ø¨ÙØ¹Ù„ Ø§Ù„Ø§ØØªÙƒØ§Ø± وغياب الدولة ومراقبتها وأجهزتها عن Ø§Ù„Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„Ø¯Ø±Ø§Ù…ÙŠ جداً الذي يعيشه المواطن.
نعم، الانتخابات النيابية وغيرها من الاستØÙ‚اقات الدستورية هي مطلوبة وضرورية جداً ولازمة، لأنها ØÙ‚Ù‘ من ØÙ‚وق الشعب الذي يسعى إلى التجديد والتغيير وإبداء الرأي والاقتراع لاختيار Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ØŒ ليمثله ÙÙŠ السلطة التشريعية، أو ÙÙŠ المجالس البلدية والاختيارية والنقابية وغيرها، ولكن هذه الانتخابات ÙÙŠ لبنان، تتØÙˆÙ‘Ù„ إلى كوابيس تقضّ مضاجع الناس، وإلى صراعات طائÙية ومذهبية عالية Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙØŒ وإلى نبش Ù…Ù„ÙØ§Øª خلاÙية طواها الزمن، وإلى ØªØØ±ÙŠÙƒ الغرائز والعصبيات الراكدة والمكبوتة لتوظيÙها ÙÙŠ زرع الأØÙ‚اد ÙˆØ§Ù„ØªÙØ±Ù‚Ø© بين Ø´Ø±Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ù…Ø¬ØªÙ…Ø¹ اللبناني ومكوناته، ليس خدمة للبلد أو لشعبه، بل Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù†ØªØ®Ø§Ø¨ÙŠØ© سلطوية، ولإعادة إنتاج طبقة سياسية ومالية ÙØ§Ø³Ø¯Ø© ومرتهنة وجشعة خرّبت البلاد وسرقت العباد وأÙقرتهم وجوّعتهم وأذلّتهم.
الأنكى والأسوأ من هذا، أنّ المنظومة السياسية Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© وغير Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ة، إنْ كانت ÙÙŠ الموالاة أو المعارضة أو التي تضع «Ø±Ùجلاً ÙÙŠ البور وأخرى ÙÙŠ الÙÙ„Ø§ØØ©»ØŒ كلها تتلاعب بأعصاب الناس ÙˆØªØØªØ§Ù„ عليهم وتراهن على سكوتهم، وتطلق العنان لأبواقها Ù„ØªÙØ¹Ù„ ÙØ¹Ù„ها ÙÙŠ تشويه صورة الانتخابات والتقليل من ضرورتها وأهميتها ودورها ÙÙŠ Ø¥ØØ¯Ø§Ø« الخرق ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ù‚ المنشود، من خلال الترويج بأن القديم باق٠على قدمه، وأن لا قدرة Ù„Ø£ØØ¯ خارج الطبقة السياسية على Ø¥ØØ¯Ø§Ø« أيّ تغيير، ÙÙŠ أيّ موقع نيابي ÙÙŠ أيّ منطقة، وأنه لا داعي للØÙ…اس الزائد من بعض الذين ÙŠØÙ„مون بهذا التغيير البعيد المنال، أقله ÙÙŠ انتخابات Ù¢.٢٢، ÙØ¶Ù„اً عن التسويق لتأجيل الانتخابات أو امكانية ØØµÙˆÙ„ها ÙÙŠ الموعد Ø§Ù„Ù…ØØ¯Ù‘د، بهد٠تضييع الطاسة وإرباك المتØÙ…ّسين للاقتراع، ولإشغال الشعب بخبريات الانتخاب، ومن سيخسر ÙÙŠ هذا المقعد النيابي ومن ÙŠÙوز، ومن سيؤمّن كتلة نيابية وازنة لضرورات توظيÙها سياسياً وانتخابياً ÙÙŠ المرØÙ„Ø© المقبلة ØªØØ¶ÙŠØ±Ø§Ù‹ لاستØÙ‚اقات مقبلة.
المقدمات والمقبلات الانتخابية التي تمثلت بتقديم Ø§Ù„ØªØ±Ø´ÙŠØØ§ØªØŒ وظهور بعض Ø§Ù„ØªØØ§Ù„ÙØ§Øª الأولية أو النهائية، لا تعني أنّ الانتخابات ØØ§ØµÙ„Ø© ÙØ¹Ù„اً، ÙÙŠ موعدها، كما لا يلغي ØØµÙˆÙ„ها أيضاً. الخياران Ù…Ø·Ø±ÙˆØØ§Ù† ÙˆÙ…ØØªÙ…لان، والرهان قائم على الوقت الطويل نسبياً Ù„ØØ³Ù… هذا Ø§Ù„ØªØ£Ø±Ø¬Ø Ø§Ù„Ø§Ù†ØªØ®Ø§Ø¨ÙŠØŒ المرتبط أساساً Ø¨Ø£ØØ¯Ø§Ø« الداخل ÙÙŠ مقدمتها صعوبة إيجاد التمويل المطلوب لزوم العملية الانتخابية، وأيضاً بتطورات الخارج وتداعيات Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الروسية الأوكرانية الأوروبية الأميركية، وانعكاساتها على المنطقة ولبنان جزء Ù…ØªÙØ¬Ø± منها ووضعه الاقتصادي والمالي على ÙƒÙÙ‘ Ø¹ÙØ±ÙŠØª Ø§Ù„Ø±ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø¢Ù†ÙŠØ© من بؤر Ø§Ù„ØØ±Ø¨ والتوتر بسرعة قياسية، ومدى ØØ¬Ù… وقوة ارتداداتها عليه، وهو المشلخ والمنهار الذي يسهل اقتلاعه والتأثير Ùيه، لأنّ السوس نخر جذوره، ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ عرّاه ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ù…ÙƒØ´ÙˆÙØ§Ù‹ Ø¶Ø¹ÙŠÙØ§Ù‹.
قرأت ØØ¯ÙŠØ«Ø§Ù‹ØŒ «Ø§Ù†Ù‘ شعباً طيباً كان يعيش ÙÙŠ مدينة، ولكن مشكلته تكمن ÙÙŠ انه يصدق كل قول أو ÙØ¹Ù„ Ù„ØÙƒØ§Ù…ه، وصد٠أنّ ÙÙŠ هذه المدينة ØÙرة كبيرة وخطيرة سقط Ùيها الكثير من الناس وتضرّروا منها، من دون أن تقدم سلطة المدينة على ردمها Ù„ØªÙØ§Ø¯ÙŠ Ø®Ø·Ø±Ù‡Ø§ عليهم، وقرّر البعض منهم، اختيار رجل ØÙƒÙŠÙ… يتمتع بسمعة طيبة، علّه يساعدهم، على إيجاد ØÙ„Ù‘ لهذه الØÙرة وإنقاذ أهل المدينة منها، وذهبوا اليه ثم معه إلى الØÙرة المشكو منها، وبعد تÙكير عميق منه، قال لهم Ùˆ»Ø¬Ø¯ØªÙ‡Ø§»ØŒ سألوه بدهشة، هل وجدت الØÙ„ØŸ أجاب بغرور نعم، قالوا له ÙƒÙŠÙØŸ قال: نطمر هذه الØÙرة، ثم Ù†ØÙر أخرى قرب مستشÙÙ‰ المدينة، ØØªÙ‰ يسهل نقل الذين يقعون Ùيها اليها بسرعة وإنقاذهم، ما أثار سخط أهل المدينة وندمهم على اختيار هذا الرجل الغبي الذي ØØ§ÙˆÙ„ استغباء أهله».