نوال الاشقر - لبنان 24
عاد سعر صر٠الدولار ليØÙ„ّق من جديد ÙÙŠ السوق الموازية، ويشهد تقلّبات كبيرة صعودًا وهبوطًا ÙÙŠ ساعات قليلة. ØØµÙ„ ذلك بعد ÙØªØ±Ø© استقرار نسبي للدولار عند ØØ¯ÙˆØ¯ الـ 20 أل٠ليرة، وعلى مدى أكثر من شهرين، وذلك بعد أن وصل إلى 33 ألÙًا. هذا الإستقرار تØÙ‚ّق Ø¨ÙØ¹Ù„ تدخّل مصر٠لبنان ÙÙŠ سوق القطع، بموجب التعميم 161ØŒ بØÙŠØ« Ù†Ø¬Ø Ø§Ù„Ù…Ø±ÙƒØ²ÙŠ ÙÙŠ لجم جنون الدولار للمرّة الأولى منذ Ø§Ù†ÙØ¬Ø§Ø± الأزمة، وبذلك ÙØ±Ø¶Øª منصّة "ØµÙŠØ±ÙØ©" إيقاعها على السوق، ونزعت القدرة على التلاعب بالبورصة من قبل المنصّات ÙÙŠ السوق الموازية. لكن أتت Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ÙÙŠ أوكرانيا لتهدّد الإستقرار النسبي للدولار ÙÙŠ بيروت، Ø¨ÙØ¹Ù„ انعكاساتها السلبيّة، المتمثّلة Ø¨Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ أسعار Ø§Ù„Ù†ÙØ· والمواد الغذائية على مستوى العالم، ومن أولى تبعاتها تÙلّت الدولار من قبضة المركزي.
لبنان تأثّر أكثر من غيره من البلدان من ناØÙŠØ© الأمن الغذائي، ليس لأنّه يستورد الجزء الأكبر من ØØ§Ø¬ØªÙ‡ Ù„Ù„Ù‚Ù…Ø ÙˆØ§Ù„Ø²ÙŠØª من أوكرانيا، بل لأنّه بلدٌ ÙØ§Ù‚د للمناعة الإقتصادية، يستورد أكثر من 80% من ØØ§Ø¬Ø§ØªÙ‡ الإستهلاكيّة بالعملة الصعبة، ÙÙŠ وقت يعاني انهيارًا غير مسبوقًا ÙÙŠ العملة الوطنية. Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ أسعار Ø§Ù„Ù†ÙØ· عالميًّا، ÙˆØ¥ØØ¬Ø§Ù… عدد من الدول المصدّرة Ù„Ù„Ù‚Ù…Ø ÙˆØ§Ù„Ø²ÙŠØª والسكر عن التصدير ØªØØ³Ù‘بًا للأسوأ، Ø±ÙØ¹ من أسعار البضائع المستوردة، بالتالي بات المستوردون ÙÙŠ لبنان Ø¨ØØ§Ø¬Ø© إلى المزيد من الدولارات لتمويل الإستيراد، ÙØ§Ø±ØªÙع ØØ¬Ù… الطلب، وبدأنا نشهد Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹Ù‹Ø§ ÙÙŠ سعر Ø§Ù„ØµØ±ÙØŒ على رغم استمرار تطبيق التعميم 161. ماذا لو طال أمد Ø§Ù„ØØ±Ø¨ØŒ أي مسار سيسلكه الدولار؟ وأي تبعات على معيشة اللبنانيين؟
Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ سعر الدولار ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ±ÙˆÙ‚ات يزيد تعقيدات مشهد التأزم اللبناني
مخاو٠من تداعيات لبنانية Ù„Ù„ØØ±Ø¨ ÙÙŠ اوكرانيا: غلاء الأسعار ÙˆØªÙØ§Ù‚Ù… التضخم
الدكتور Ù…ØÙ…د ÙØÙŠÙ„ÙŠ خبير المخاطر المصرÙيّة ÙŠÙ„ÙØª ÙÙŠ ØØ¯ÙŠØ« لـ "لبنان 24" إلى أنّ الظرو٠ساعدت مصر٠لبنان ليكون بموقع Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ùƒ وضابط الإيقاع ÙÙŠ تدخله ÙÙŠ سوق القطع، ولكن اليوم المتغيرات لم تعد Ù…ØÙ„يّة، بل باتت دوليّة ØªØØ¯Ù‘ من قدرته على التدخّل، وهي متشعّبة وستظهر تباعًا، وتزيد من وطأة الأزمة، منها تراجع مرتقب ÙÙŠ قيمة تØÙˆÙŠÙ„ات المغتربين لذويهم ÙÙŠ لبنان، ÙØ§Ù„مغترب اللبناني ÙÙŠ ÙØ±Ù†Ø³Ø§ أو ألمانيا أو السعودية، الذي كان ÙŠØÙˆÙ‘Ù„ 500 $ شهريًّا، سيضطر لتقليص المبلغ إلى النص٠بسبب غلاء الأسعار ÙÙŠ البلد ØÙŠØ« يقيم. بالمقابل Ø§Ø±ØªÙØ¹Øª ÙØ§ØªÙˆØ±Ø© الإستيراد ÙÙŠ لبنان وكذلك ÙØ§ØªÙˆØ±Ø© الإستهلاك. هذه العوامل Ø³ØªØ±ÙØ¹ من ØØ¬Ù… الطلب على الدولار، بالتالي Ø³ØªØØ¯Ù‘ الضغوطات التضخّميّة من قدرة مصر٠لبنان على التدخّل من خلال منصّة ØµÙŠØ±ÙØ©ØŒ مما سيؤدي إلى عودة الإضطرابات ÙÙŠ سعر الصر٠صعودًا وهبطوطًا، وهو ما شهدناه ÙÙŠ الأيام الأخيرة، وسط توقّعات بأن ØªØ³ØªÙØÙ„ أكثر ØØ§Ù„Ø© اللا استقرار ÙÙŠ الدولار إذا أصرّ مصر٠لبنان على التدخل، بسبب Ù…ØØ¯ÙˆØ¯ÙŠÙ‘Ø© قدرته. ÙÙŠ السياق Ù„ÙØª ÙØÙŠÙ„ÙŠ إلى أنّ الصرّاÙين يتوقّعون تغييرًا ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¸Ø±ÙˆÙØŒ وقد بدأ بعضهم بتقليص ساعات العمل، وعدد منهم أوق٠شراء الشيكات.
اياكم وإيقا٠التعامل بالبطاقات المصرÙيّة
Ø§Ù„Ø¥Ø±ØªÙØ§Ø¹ ÙÙŠ أسعار السلع قابله Ø´ØÙ‘ÙŒ ÙÙŠ النقدي، إذ أنّ Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ø±Ù Ø±ÙØ¹Øª من ØØ¬Ù… القيود على السØÙˆØ¨Ø§Øª لتطال رواتب الموظÙين، وبرّرت ذلك بأنّ الموظ٠قادر على Ø§Ù„Ø¥Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© من المبلغ المتبقّي بالشراء عبر البطاقة المصرÙيّة، لكن Ø§Ù„Ù…ØØ§Ù„ التجارية والسوبر ماركات ØªÙˆÙ‚Ù‘ÙØª عن قبول Ø§Ù„Ø¯ÙØ¹ بالبطاقة ÙˆØ¨Ø£ØØ³Ù† الأØÙˆØ§Ù„ قبلت بنص٠المبلغ، والباقي نقدي. من هنا يرى ÙØÙŠÙ„ÙŠ أنّه على مصر٠لبنان أن ينصر٠لتمكين المستهلك من Ø¥Ù†ÙØ§Ù‚ الأموال، وذلك عبر إعادة العمل ببطاقة Ø§Ù„Ø¯ÙØ¹ØŒ لأجل Ø§Ù„Ù…ØØ§Ùظة على استمرار العجلة الإقتصادية، لأن Ø±ÙØ¶ التعامل بالبطاقات سينعكس تراجعًا ÙÙŠ الإستهلاك "ÙˆÙÙŠ ØØ§Ù„ لم يتخذ المصر٠المركزي خطوات ÙØ¹Ù„يّة لتمويل ÙØ§ØªÙˆØ±Ø© الإستهلاك، Ù†ØÙ† ذاهبون باتجاه انكماش اقتصادي خانق، بدأت مؤشراته بالظهور من خلال Ø±ÙØ¶ السوبر ماركات البيع إلا بالنقدي، علمًا أنّ المستهلك غير قادر على تأمين المال نتيجة الضوابط المصرÙيّة على السØÙˆØ¨Ø§Øª".
لضخ النقدي وتمويل ÙØ§ØªÙˆØ±Ø© الإستهلاك
التضخم بدأ يظهر ÙÙŠ الإقتصاديات الكبرى، ÙÙÙŠ الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© تجاوز الـ 7% للمرة الأولى منذ عشرات السنوات، هنا ÙŠÙ„ÙØª ÙØÙŠÙ„ÙŠ إلى أنّ المصر٠المركزي الÙيدرالي قرر تØÙ…ّل التضخم ÙˆØ§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„Ù„Ø¥Ù‚ØªØµØ§Ø¯ أن ÙŠØªÙ†ÙØ³ØŒ لأنّ هناك غلاءَ أسعار ÙÙŠ كلّ الإتجاهات "وعلى مصر٠لبنان أن ÙŠÙØ¹Ù„ الأمر عينه، أي أن يضخ النقدي ÙÙŠ السوق ليموّل ÙØ§ØªÙˆØ±Ø© الإستهلاك، ويتقبّل الضغوطات التضخميّة، من أجل عدم خنق الإقتصاد، خصوصًا أنّ التضخم الأخير ليس بسبب كتلة نقدية ضخمة، بل نتيجة الشØÙ‘ ÙÙŠ المواد والسلع عالميًا. والخطأ الذي يرتكبه المركزي ØØ§Ù„يًا أنّه لم يغيّر قواعد الإشتباك بينه وبين Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ø±ÙØŒ تماشيًا مع التطورات التي ÙØ±Ø¶ØªÙ‡Ø§ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ÙÙŠ أوكرانيا".
إطالة Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ÙÙŠ أوكرانيا يهدد سعر الصرÙ
الإقتصاد العالمي الذي لم يتخطّ بعد Ø£ÙƒÙ„Ø§Ù Ù…ÙØ§Ø¹ÙŠÙ„ وباء كورونا، مهدّد بتداعيات الصراع الروسي الأوكراني، والمؤشرات بدأت تظهر Ø¨ØªÙØ§Ù‚Ù… أزمة الطاقة، وتوسع أزمة الغذاء وتراجع عائدات Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ©ØŒ وانهيار سلاسل الإمداد، والدخول ÙÙŠ موجة جديدة من التضخم. المشكلة التي ستواجهنا ÙÙŠ لبنان ليست Ø¨Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ أسعار السلع، بل بتأمين وإيجاد هذه السلع، ÙˆÙÙ‚ ما يشير إليه ÙØÙŠÙ„ÙŠ "ÙØ§Ù„دول المصدّرة للسكر ÙˆØ§Ù„Ù‚Ù…Ø ÙˆØ§Ù„Ø²ÙŠØª تتريث بالتصدير، ÙˆØªÙØ¶Ù‘Ù„ Ø§Ù„Ø¥ØØªÙاظ بالمخزون لديها ØªØØ³Ø¨Ù‹Ø§ لإطالة أمد الأزمة، كما أنّ ØØµØ§Ø¯ مواسم Ø§Ù„Ù‚Ù…ØØŒ وزيت دوار الشمس ÙŠØØµÙ„ ÙÙŠ ÙØµÙ„ Ø§Ù„ØµÙŠÙØŒ ÙˆÙÙŠ ØØ§Ù„ بقيت المعارك إلى ØÙŠÙ†Ù‡ØŒ هناك Ø§ØØªÙ…ال بعدم إمكانية ØØµØ§Ø¯ Ø§Ù„Ù‚Ù…Ø ÙÙŠ ØÙ‚ول أوكرانيا، والأمر Ù†ÙØ³Ù‡ ÙŠÙ†Ø³ØØ¨ على تصدير الغاز والبترول، لذلك لا بدّ من العمل ÙÙŠ لبنان على تأمين المواد الغذائية بظلّ الظرو٠الإستثنائية هذه، وبأسعار استثنائية أيضًا. لذا Ø³ÙŠØ¯ÙØ¹ الواقع باتجاه زيادة الطلب على الدولار، مما سيؤدي إلى Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ سعر الصر٠ÙÙŠ السوق المØÙ„ÙŠØŒ وسيتجه Ù†ØÙˆ Ø§Ù„Ø¥Ø±ØªÙØ§Ø¹ كلما طالت الأزمة.
العالم منصر٠عن لبنان
"ÙÙŠ العالم رمال Ù…ØªØØ±ÙƒØ© اقتصادية ولبنان لن ينجو من Ù…ÙØ§Ø¹ÙŠÙ„ها" ÙˆÙÙ‚ ØªÙˆØµÙŠÙ ÙØÙŠÙ„ÙŠ "كل ØØ±ÙƒØ© غير Ù…ØØ³ÙˆØ¨Ø© النتائج من شأنها أن تغرّقنا أكثر ÙÙŠ هذه الرمال، وخشبة الخلاص بتأمين الظرو٠للمستهلك ليتمكّن بسهولة من تمويل ÙØ§ØªÙˆØ±Ø© استهلاكه". يعتبر ÙØÙŠÙ„ÙŠ أنّ العنصر الإيجابي بالنسبة للطبقة السياسية، أنّ الذنب ليس ذنبهم "ÙØ§Ù„أزمة عالميّة، لكن لبنان سيعاني أكثر من غيره من تبعاتها، خصوصًا أنّ القوى السياسية Ø³ØªÙ†ØµØ±Ù Ù„Ù„ØªØØ¶ÙŠØ± للإنتخابات النيابية. هذا لا يلغي أنّ لبنان بلد Ø§Ù„ÙØ±Øµ الضائعة، عندما كان العالم Ù…Ù†Ø¯ÙØ¹ لإنقاذنا، لم نتلق٠ذلك، أضعنا كلّ Ø§Ù„ÙØ±ØµØŒ وأدرنا ظهرنا، ÙÙŠ نيسان وأيار من عام 2020 كانت Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© Ù…ØªØ§ØØ©ØŒ وهناك تقارير من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والسوق الأوروبي تبدي الإستعداد لمساعدة لبنان للتخلّص من عبء الدين، تكررت Ø§Ù„ÙØ±Øµ منذ ذاك الØÙŠÙ†ØŒ لا سيّما بعد Ø§Ù†ÙØ¬Ø§Ø± Ù…Ø±ÙØ£ بيروت، وكان هناك شغ٠لمساعدة لبنان، اليوم العالم غير قادر على مساعدتنا بعد Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ÙÙŠ أوكرانيا، الكل لديه مشاكله، ونØÙ† ÙˆØØ¯Ù†Ø§ØŒ والظرو٠ستكون أصعب على اللبنانيين كلما طال أمد Ø§Ù„ØØ±Ø¨".
على رغم أنّ أوكرانيا ولبنان بلدان متباعدان ÙÙŠ الجغراÙيا والإقتصاد والتاريخ، إلّا أنّ مصيبة ÙˆØ§ØØ¯Ø© تجمعهما، وهي أنّ كلًا منهما Ø³Ø§ØØ© لتبادل الرسائل على Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„ØµØ±Ø§Ø¹Ø§Øª الدوليّة، وها هي أوكرانيا ضØÙŠÙ‘Ø© Ø§Ù„ØØ±Ø¨ بالوكالة بين روسيا والولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© الأميركية، Ùيما يجلس كلّ من الرئيسين جو بايدن ÙˆÙلاديمير بوتين ÙÙŠ قصرهما الرئاسي، ليستثمرا ÙÙŠ مجرى المعارك المدمّرة ÙˆØ§Ù„Ù…Ù‡Ø¬Ù‘ÙØ±Ø© لملايين الأوكران. علّ بعض اللبنانيين يتعلّمون من الدرس الأوكراني، ويقلعون عن التبعية لذاك المØÙˆØ± والإقليم وتلك الدولة، وينصرÙون Ù„ØªØØµÙŠÙ† مناعتهم الوطنية والإقتصادية لمواجهة الآتي الأعظم.