كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
يجزم رئيس مجلس النّواب نبيه بري، أن تاريخ ٩ كانون الثاني المقبل، لانتخاب رئيس للجمهورية ثابت، والجلسة قائمة بموعدها، ويأمل أن يخرج منها الدخان الأبيض، ويكون العام الجديد، وأصبح للبنان رئيسًا للجمهوريّة، الذي يراه الرئيس برّي توافقيًّا.
ومع انكفاء رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية عن الترشح، لأن الظروف السياسية التي طرأت، سواء بعد الحرب الإسرائيليّة على لبنان، وسقوط النظام السوريِّ في سوريا، دفعت بـ "فرنجية" أن يعيد النظر في ترشحه الذي نال دعم حركة "أمل" و"حزب الله"، ووقفا معه حتى الربع الساعة الأخير، ليعلن هو تنحيه عن الترشح، مؤيدًا ترشيح النائب فريد هيكل الخازن الذي بدأ مشاوراته ليرى مدى فوزه في السباق الرئاسي الذي دخل عليه متبارون جدد، فبرز اسم فريد البستاني، ويتحرك بعيدًا عن الإعلام رئيس المجلس الماروني العام، الوزير السابق وديع الخازن، كما أن النائب ابراهيم كنعان ورد اسمه من بين أسماء لائحة أعدتها بكركي، دون أن تطرحها.
فالمرحلة الفاصلة عن موعد الانتخاب ستكون للتوافق على اسم مرشح يحدى بتأييد ٨٦ صوتًا، بالرغم من أن لبنانَ سيدخل فترة عيدي الميلاد ورأس السنة، ولكن ذلك لن يمنع صناع رئيس الجمهورية في لبنان، وهم رؤساء الكتل النيابيّة من أن يتابعوا الاستحقاق الرئاسي الذي وضع على نار حامية، وهذا ما بات يعلمه أصحاب القرار في الداخل والخارج.
فتأجيل الجلسة ١٣ لانتخاب رئيس الجمهورية، حاسمة هذه المرة، وقد لا يكون الانتخاب من الدورة أو الجلسة الأولى، بل في جلسة ثانية أو ثالثة، وما يُعرف بالجلسات المتتالية، التي لم يكن رئيس مجلس النّواب يعقدها، لحسابات تتعلق بالمرشح فرنجية لتأمين أصوات الأكثريّة النيابيّة له في الجلسة الأولى، أو الـ ٦٥ صوتًا في الجلسة الثانية، أو ما يليها.
فمع تحرّر الرئيس برّي وحليفه "حزب الله" من ترشيح فرنجية، يتعامل مع الاستحقاق الرئاسي على أن يكون الاختيار من غالبية الكتل النيابيّة، بعد أن تخلى من كانت تعتبره المعارضة مرشّح تحدٍّ، أو خطَّ الممانعة وهو فرنجية، فإن برِّي أصبح لاعبًا سياسيًّا، وهو يمكنه بالتَّوافق مع "حزبِ اللّه"، وتحالفه مع رئيس الحزب التّقدُّمي الاشتراكيّ السَّابق وليد جنبلاط، وخطوط التواصل مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، إضافة إلى "كتلة الاعتدال الوطني" وكتلة " التوافق الوطني" أن يحصل توافق على مرشح من الأسماء البارزة، ويتم التداول بها، وهم: زياد بارود، ناصيف حتّي، سمير عساف، النائب نعمت أفرام، قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، السفير السابق العميد السابق العميد المتقاعد جورج خوري، ولكلّ من هذه الأسماء وغيرهم، ظروف وصوله إلى الرئاسة الأولى، ويحظى كل واحد منهم على تأييد أطراف داخلية، ودول خارجية، مما يقتضي، ووفق مصادر سياسيّة متابعة للملف الرئاسي، حراكًا مكثّفًا على المستوى الداخلي، واتصالات مع الدول الخمس التي أخذت على عاتقها مساعدة لبنان للخروج من الشغور الرئاسي الذي مضى عليه عامان وشهران.
فالتفاؤل الذي يأتي من عين التينة يستند وفق ما ينقل عن الرئيس برّي، بأن الوضع الداخلي غير المنتظم والأزمة الاقتصادية والاجتماعية وتداعيات الحرب الإسرائيليّة على لبنان، وما حصل في سوريا، بات يفرض على اللبنانيين أن يتوافقوا لإنقاذ لبنان، الذي ما زالت المخاطر تهدده، ولم يعد انتخاب رئيس الجمهورية ترفًا، بل ضرورة، وإذا تلكأ النواب عن انتخاب رئيس للجمهورية والتوافق عليه، في جلسة ٩ كانون الثاني، فعلى الدنيا السلام وسيعمُّ الخراب الفوضى.