ميشال نصر - خاص الأفضل نيوز
رغم تقدم المشهد السوري في صدارة الاهتمام الدولي، إلا أن ذلك لم يحجب إطلالتهم "قوى الصف الثاني الدولية" على الساحة اللبنانية، حيث لا تزال قوة الدفع المحلية الخاصة بالاستحقاق الرئاسي اللبناني دون المطلوب، بين الحركة الظاهرة للعلن، وتلك الجارية في الكواليس، آملًا في معرفة حقيقة الموقف الأميركي الجدي، وسط تضارب المعلومات عن حقيقته.
في هذا الإطار تشير أوساط دبلوماسية إلى أن "الجد الرئاسي" دوليًّا لم يبدأ بعد، رغم كل الحركة القائمة، إذ ما زالت الأمور عالقة عند حسم النقاش داخل واشنطن بين الإدارتين الحالية والقادمة، في وقت وسع فيه الجمهوريون من مروحة اتصالاتهم اللبنانية لتشمل مختلف القوى المدنية الفاعلة لإشراكها في عملية اختيار رئيس الجمهورية، حيث شهدت الفترة الأخيرة سلسلة من الاجتماعات عبر تطبيق"زوم"، حيث ناقشت ملف الرئاسة والتحفظات حول بعض الأسماء، مع شخصيات معارضة وقادة من مجموعات "ثوار 17 تشرين".
وتتابع الأوساط ، أن الأحداث الإقليمية التي جرت والتطورات الدراماتيكية التي رافقتها، أدت إلى عملية خلط أوراق، أخرجت الكثير من الفاعلين من الملف الرئاسي عمليًّا، فقطر، التي لعبت دورًا أساسيًّا في الفترات السابقة في تذكية أسماء على حساب أخرى، خرجت من "البازار" الرئاسي، لصالح دخول سعودي، أعطى إشارة انطلاقته التغييرية، "سحب" الملف اللبناني من المستشار نزار العلولا، وإعادته إلى وزارة الخارجية، في توقيت دقيق، عشية وصول موفد الرئيس دونالد ترامب إلى الرياض لمناقشة ملفي سوريا ولبنان والتطبيع.
وتضيف الأوساط، أن الموقف الفرنسي تبدل، بعدما قلبت زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى واشنطن تموضع "الأم الحنون"، مع تراجع باريس أكثر من خطوة إلى الوراء، سواء لجهة تنازلها عن أسماء سبق أن طرحتها، أو لجهة مقاربتها للملف، حيث أبلغت كل من راجعها، بأن ثمة معايير يجب أن تتوافر في المرشحين، باتت أكثر ضرورة بعد التطورات الأخيرة، وهي وردت بوضوح في بياني اللجنة الخماسية، الأول الصادر بعيد اجتماعها في الدوحة، والثاني، بعيد لقاء أعضائها في السفارة الأميركيّة في عوكر.
من جهتها تقاطعت مصادر سياسية لبنانية، مع ما أوردته الأوساط الدبلوماسية، معتبرة أن زوار العاصمة الأميركية يخرجون بانطباع أن الملف الرئاسي مؤجل حاليًّا، مع تقدم ملفات أخرى، وبالتالي رحل الملف إلى الربيع المقبل، مشيرة إلى أن الحركة الداخلية لا زالت تراوح مكانها حتى الساعة، ذلك أن تامين رئيس بـ 86 صوتًا مهمة شبه مستحيلة بعد انقلاب التوازنات، وهو ما ستقتنع به القوى السياسية في لحظة معينة، مع وصول كلمة السر الخارجية، ذلك أن أيّ من "محوري" المعركة، لم يباشر حتى الساعة الاتصالات بين أفرقائه لتحديد مرشحه، كما أن الاتصالات بين المحورين، لم تدخل كذلك في مناقشة جدية للأسماء.
وعليه ترى المصادر أن ظروف جلسة التاسع من كانون الثاني لم تنضج بعد، ليخرج الدخان الأبيض منها، رغم كل الإيجابية التي يتقصد رئيس مجلس النواب نبيه بري تسويقها، وهي مجافية للواقع الفعلي، غامزة من قناة معراب، التي يخرج زوارها بانطباع أن زيارة الحكيم إلى عين التينة لا زالت دونها عقبات كثيرة، في ظل إصراره على عدم "سلق موضوع الرئيس"، الذي تحتاج طبخة إنضاجه إلى مزيد من الوقت، رغم كل ما يقال عن أن الأسبوع الحالي مصيري.